اختتم مهرجان حمادي العجيمي للموسيقى البديلة بدار الثقافة بن رشيق يوم السبت وقد أمّن المهرجان العديد من الحفلات والورشات الثقافية تكريما للموسيقي حمادي العجيمي أحد مؤسّسي الأغنية الملتزمة وصاحب فرقة إيمازيغن (تعني الأحرار باللغة البربرية). بعد حفل الافتتاح وحفل التكريم لروح الفقيد صوت الطلبة في الجامعات منذ السبعينات وصاحب العديد من الألحان المتميزة لشعراء تونسيين، كان الموعد خلال هذه التظاهرة الثقافية الفنية مع المجموعات الموسيقية أجراس وعيون الكلام والحمائم البيض وأولاد بومخلوف ومجموعة العودة.. أما الملفت للانتباه يوم اختتام مهرجان حمادي العجيمي بدار الثقافة ابن رشيق فهو الإقبال الجماهيري الكبير والتفاعل مع جل الأغاني للشيخ إمام وفؤاد نجم سواء كان ذلك بالتناغم مع الايقاع عبر التصفيق أو من خلال ترديد كلمات لطالما حملت دلالات وايحاءات عميقة ستظل خالدة قابعة في قلوب الملايين من عشاق الموسيقى البديلة. أمر آخر يستدعي انتباه كل من حضر يوم الاختتام وهو أنه رغم الإمكانيات المتواضعة لتأمين الحفلات من حيث الآلات الموسيقية والتقنيات الصوتية فقد تمكنت عدة طاقات شابة من البروز وقد شدت المستمعين بآداء رائع وحضور متميز وهو أمر إن دل على شيء فإنما يدل على حسن الاستعداد لهذه التظاهرة من جهة والإبداع والفاعلية في الموسيقى الملتزمة من جهة أخرى ناهيك أنها تتطلب حسّا مرهفا ووعيا كبيرا بما ترسمه الكلمات من صور ثوريّة تجسّد لحظات حاسمة عاشتها الأمة العربية ولاتزال. أغان ثورية شدت انتباه الحضور كانت من آداء كل من لبنى نعمان ونادي أحباء الشيخ إمام وجمال قلة وفرقة إيمازيغن وفرقة مسار التي وظفت آلات موسيقية عصريّة على غرار الطبل الهندي والقيثارة فكانت المعزوفات تراوح بين الشجن وروح النضال والمقاومة. تجدر الإشارة بالنسبة لمن لا يعرف فقيد الموسيقى البديلة في تونس حمادي العجيمي أنه أحد مؤسّسي الأغنية الملتزمة، وقد أسّس مع ثلة من الشباب فرقة إيمازيغن وغنّى للشيخ إمام العديد من أعماله. توفي بعد يومين فقط من وفاة الشيخ إمام وقد كان بصدد الإعداد مع الفنان محمد بحر حفلا لإحياء ذكرى الشيخ إمام إلا أن الأجل المحتوم وافاه هو الآخر بعد صراع مع مرض الكبد. إلا أن محمد بحر أقام الحفل وكرم الاثنين من خلال قصيدة "كلمات": يُهدر الشاعر في الناس وتحيا الكلمات ويموتون بلا ذكرى وتبقى الكلمات