ستعقد حركة النهضة مؤتمرها التاسيسي التاسع في الفترة الممتدة بين 12 و15 جويلية من السنة الحالية بقصر المؤتمرات بالعاصمة وسط مشاركة منتظرة لحوالي 1103 مُؤتمِرين موزّعين بين 50 من أعضاء المكتب التنفيذي و203 من المكتب المركزي والمهجر والإطارات وممثلين عن أعضاء الكتلة النيابيّة وسيمثل الجهات 850 مُؤتمِرًا. وفي انتظار انعقاده فان تساؤلات عديدة اثيرت مؤخرا تمثلت ابرزها في مدى محافظة الوجوه الحالية على عضويتها وموقعها في الحركة من امكانية تدعيمها بشخصيات جديدة من الشبان. وهل سيواصل رئيس الحزب راشد الغنوشي مهامه على راس الحركة ؟ وهل سيكون لمبدإ البيعة مكان في هذا المؤتمر؟ وتجدر الإشارة إلى أن «الصباح الأسبوعي» قد اتصلت بالمكلف بالإعداد للمؤتمر رياض الشعيبي للحديث معه عن هذا الموضوع لكن لم يصلها أيّ ردّ. في البداية لا بد من التذكير ان هناك انتخابات سبقت المؤتمر جرت على مستوى المؤتمرات المحليّة وعددها 261، حيث واكبها 30147 منخرطا من مجموع 58741 دون اعتبار المنخرطين بالمهجر والجامعة والإطارات وأعضاء القيادة المركزيّة. كما بلغت النسبة العامّة للمشاركة في الانتخابات المحليّة 51 %، علما وأنّه قد ترشّح لعضويّة المؤتمرات الجهويّة وتجديد الهياكل 9147 شخصية من الحركة حظي منهم 4908 بعضويات في المؤتمرات الجهويّة، وقد بلغت نسبة حضور المرأة فيها 15%، وهي نفس النسبة التي حظي بها الشباب. سيكون مؤتمرا مضمونيا عقدت الحركة الاسلامية التي لم يكن مرخص لها في عهد الرئيسين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي 5 مؤتمرات سرية داخل تونس سنوات 1979 و1981 و1984 و1986 و1989. ومنذ إطلاق نظام بن علي حملة قمع واسعة النطاق ضد إسلاميي تونس بداية تسعينات القرن الماضي اضطرت الحركة إلى عقد 3 مؤتمرات في المهجر سنوات 1995 و2001 و2007. سيكون هذا المؤتمر التاسع في تاريخ النهضة مضمونيا يحدد من خلاله خيارات الحركة ومشروعها واولوياتها. وهو الاول الذي يجمع بين ابناء الحزب داخل وخارج تونس. ومن مهامه صياغة اللوائح وعددها 11 تم تقديمها للهيئة التاسيسية التي صادقت عليها لطرحها في المؤتمر ومن ضمنها اللئحة العامة التي بدورها ترتكز على 3 عناصر قراءة في طبيعة المرحلة ومتطلباتها واعادة قراءة منهج الحركة وقد وقع صياغة ورقة في الغرض تحت اسم «الاسس الفكرية والمنهجية لحركة النهضة « كانت نتيجة حوار داخلي تضمنت مجموعة من المعاني والمفاهيم. مناشدة طالب كثيرون من منخرطي الحركة ومنتسبيها وحتى البعض من كوادرها بمواصلة راشد الغنوشي على راس الحزب بعد مؤتمر جويلية ، وقد وضعت اطراف عدة هذه الدعوات في اطار العمل بمبدإ «البيعة» في اختيار بعض وجوه الحركة وعلى راسهم رئيسها الحالي ، خاصة وان البعض يعتبرونه صمام الأمان والشخصية الأكثر تأثيرا في كل منتسبي النهضة من مختلف الأجيال. في المقابل اكد المكلفون بالاعداد للمؤتمربالتنصيص على العودة الى الشرعية القاعدية للحركة عبر الشورى الداخلية والحوار وذلك في اطار عقد داخلي بين ابنائها ينص على مبدإ التصويت والانتخاب للافضل والمسؤولية بالتراضي لا بالتكليف والاكراه او التنصيب. وبين هذا الراي وذاك يبقى للمؤتمرين في شهر جويلية القادم الخيار بخصوص مؤسس الحزب الذي اعرب في اكثر من مرة عن نيته التفرغ الى الجانب الفكري والابتعاد عن تقلد أيّة مسؤولية في النهضة. مضامين المؤتمر سيحمل المؤتمر التاسع للنهضة العديد من المضامين والخيارات الاستراتيجية للمرحلة القادمة المتعلقة برؤيتها للحكم اي طبيعة الدولة المنتظر تاسيسها وعلاقتها بالحزب واعادة صياغة مشروعها الاسلامي بشكل يتماهى والمتغيرات الحاصلة. ومن بين خياراته السياسية بعد سياسة «التطمين» المنتهجة من قبلها عبر تطمين الفاعلين السياسيين بان مشروع الحركة ليس انقلابيا ولا يسعى بالقوة الى فرض قتاعاتها في الواقع ، ياتي دور سياسة التحالفات ? من خلال الترويكا ? والتي ستشهد بدورها مراجعة من قبل المؤتمرين . ومن المقرر ان يتطرق المؤتمر الى تحديد منهج تعاطي الحركة مع منظومة الفساد والاستبداد. كما سيقع طرح الكثير من المواضيع الاخرى ذات الصلة بالشان اليومي للتونسي على كل المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والامنية وغيرها..ومن بين الاهداف التي وضعت من قبل الحزب انتخاب المؤسسات التي تتولى إدارة المرحلة القادمة، وتشبيب قيادات الحركة وتجديد كوادرها. وتجميع كل أبناء الحركة وتوسيع الشورى والخروج بها من المؤتمر قوية متحدة، وترسيخ روح المؤسسة.