استفاق صباح أمس متساكنو المنزه السادس بالعاصمة على سحب من الدخان الكثيف المتصاعدة من الطابق الأرضي للمركز التجاري مونوبري وصدى صفارات الإنذار التي اطلقتها سيارات وشاحنات الحماية المدنية وهي في طريقها إلى المكان... الرّعب تملّك بعض المارّة وخاصّة المتساكنين القريبين من مونوبري و تعدّدت الرّوايات كالعادة.. و استبقت حتّى المعاينة الموطنيّة و التّحقيقات الأمنيّة و انتشرت الشائعات المؤكّدة للفعل الإجرامي للحريق... دخان كثيف الساعة تشير إلى السادسة وعشر دقائق.. تفطن خمسة عملة لاندلاع النار داخل مخزن المركز التجاريمونوبري الواقع بالطابق الأرضي للفضاء فحاولوا جاهدين السيطرة عليها غير أنهم عجزوا بسبب الظلام الدامس المخيّم على المكان جرّاء انقطاع التيار الكهربائي فكان لا بدّ من الاستنجاد بالحماية المدنية... لم تمرّ عشر دقائق حتى توافدت شاحنات الحماية الواحدة تلو الأخرى حتى بلغت التسع إضافة إلى شاحنة نجدة الطرقات وسيارة إسعاف وسارع الاعوان بالنزول إلى الطابق الأرضي لمحاصرة ألسنة اللهب التي كانت تلتهم مخزون البضائع رغم الدخان الكثيف.. وبعد فترة زمنية من المجهودات نجحوا في إخماد الحريق.. لكن الخسائر المادية كانت فادحة نسبيا حسب ما يتردد وكان يمكن ان تكبر وتعظم لولا نجاح الأعوان في إخماد الحريق فيالمهد وعدم تسرّب النيران إلى المركز التجاري الذي يمسح 1700 متر مربع ويحتوي على بضائع بمئات الآلاف من الدنانير إضافة لوجود عشرات المغازات الأخرى للملابس الجاهزة والأحذية المحاذية له وغيرها... خلل كهربائي مصدر أمني مطلع أكد لالصباح أن السبب الرئيسي للحريق يعود-مبدئيا- لخلل كهربائي لزرّ يقع خلف جهاز تبريد السمك بعد انقطاع التيار الكهربائي المفاجئ ثم عودته، وهو ما أدى إلى انتشار سريع لألسنة اللهب خاصة وأن بعض المواد القريبة من موقع الخلل سريعة الالتهاب مثل الجافال والخيش لتنتشر أكثر وسط المخزن الذي يمسح حسب مصدر من الحماية المدنية حوالي 100 متر مربع. نفس المصدر أضاف أن أعوان الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بالقرجاني تعهّدوا بالبحث في ملابسات الواقعة وقد أجروا المعاينة الموطنية الدقيقة واستمعوا لشهود عيان من العاملين قصد كشف الحقيقة خاصة وأن بعض الألسن رددت روايات مختلفة رجّحت الفعل الإجرامي وحاولت الزج بالسياسة في الحادثة. محدثنا أكد مجددا ان الخلل الكهربائي مبدئيا هو السبب الرئيسي للحريق بناء على أقوال العاملين بالمغازة زمن اندلاع النار غير أنه لم ينف إمكانية وجود سبب آخر مثل بقايا سيجارة وهو ما ستكشف عنه الأبحاث. ماذا قال مدير الحماية؟ إلى ذلك قال المدير الجهوى للحماية المدنية بأريانة حمادى الايراثني. في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء إن الحريق لم يتسبب في أي أضرار بشرية، مضيفا أنه لا يمكن في الوقت الراهن اعطاء تقديرات حول الخسائر المادية الى حين التمكن من امتصاص الدخان بالكامل. وأوضح أن أعوان الحماية المدنية تمكنوا من محاصرة الحريق في المخزن التابع للمغازة وانه لم يطل الطابقين التجاريين فوق المغازة مبينا أنه ليس في الامكان تحديد الاسباب الحقيقية للحريق في الوقت الراهن بسبب عدم الانتهاء من التحقيقات، ولم يستبعد امكانية الحادث العرضي... يذكر ان وزير الداخلية علي العريض حلّ بموقع الحريق وتابع عمليات التدخل التي تواصلت طيلة حوالي ثلاث ساعات.