المسح الجيولوجي لكامل البلاد صعب و عمليّات التّمشيط لعدد من المناطق متواصلة --- تمكّن الجيش الوطني في الآونة الأخيرة من رفع ثلاث قنابل من مخلفات الحرب العالمية الثانية تمّ العثور على إحديهما في منطقة «واد العسل» قرب مقبرة الشهداء بولاية بنزرت خلال عمليات حفر تجريها الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه، وبعد أن تمّ العثور على قنبلة في أحد النزل في ولاية سوسة أثناء القيام بأعمال صيانة مكنت مواصلة أعمال التهيئة من العثور على قنبلة أخرى في نفس النزل تزن 245 كلغ يم السبت الماضي. ومن الجدير الإشارة إلى أنّ هذه القنابل التي تمّ رفعها وغيرها من القنابل التي مازالت مطمورة تحت ترابنا قابلة للانفجار حتى بعد مرور عقود طويلة، لذا اتصلنا بوزارة الدفاع الوطني لنتبين الإجراءات المعتمدة في هذا الصدد وما إذا كانت الوزارة تعتزم إجراء مسح جيولوجي لكامل البلاد لتحديد مواقع ما تبقى من هذه القنابل. عمليات تمشيط مكثفة أفادتنا وزارة الدفاع الوطني أنّه نظرا لصعوبة تنفيذ مسح لكامل التراب الوطني، تقوم وحدات الهندسة العسكرية المختصة بتنفيذ عمليات تمشيط ومسح للمناطق وخطوط التماس التي شهدت مواجهات بين مختلف أطراف النزاع خلال الحرب العالمية الثانية. ويمكن أن تقوم هذه الوحدات بتمشيط مناطق بعينها على إثر طلب من بعض الهياكل والمؤسسات العامة والخاصة لمواقع إنجاز المشاريع الكبرى على غرار مسار أنابيب الغاز للتأكد من خلوها من البقايا المتفجرة. وقد مكنت عمليات المسح تلك -حسب ما أفادتنا به الوزارة- عديد الفلاحين من استغلال أراضيهم بعد ما كانت ملوثة ببقايا متفجرة. نصيب الأسد لبنزرت وتشير وزارة الدفاع إلى أنّ المخلفات المتفجرة منتشرة على كامل جهات البلاد بالمناطق العمرانية والغابية والجبلية بنسب متفاوتة حسب شدة المعارك التي دارت بين قوات المحور والحلفاء خلال الفترة من نوفمبر 1942 إلى ماي 1943. وحسب المعطيات اتي قدمتها لنا الوزارة تمّ خلال ال10 سنوات الأخيرة تنفيذ 2821 عملية تدخل ورفع وتحطيم 8011 قذيفة مختلفة الأنواع والأحجام، أما بالنسبة للسداسي الأول من السنة الحالية، فقد تمّ تنفيذ 136 عملية تدخل أسفرت عن رفع وتحطيم 150 قذيفة. وقد تمّ العثور على أكبر عدد من القنابل في ولاية بنزرت التي وصل فيها عدد هذه الأجسام المتفجرة 3829 جسما. كما تتركز عديد من البقايا المتفجرة على امتداد «خط مارث» (في مدينة مارث الواقعة بين قابس ومدنين) والذي لعب دورا هاما في سير المعارك أثناء الحرب العالمية الثانية، و يمتد الخط على طول 45 كلم يربط بين البحر ومرتفعات جبال مطماطة. وأدت هذه المخلفات المتفجرة إلى حصول حوادث أسفرت عن خسائر بشرية، نتيجة جهل المواطن بكيفية التعامل معها، لذا توصي الوزارة بضرورة إعلام الجهات المعنية في حال العثور على أجسام مشابهة وتحذر من خطورة الاقتراب منها.