سوسة-الصباح : تجاذبات ونقاشات حادة ومطولة شهدتها الندوة الإقليمية للصناعات التقليدية التي احتضنتها مدينة سوسة مؤخرا بمشاركة جهات صفاقس، القيروان، المهدية والمنستير. اللقاء الذي تم بحضور عدد هام من الحرفيين وأصحاب الصناعات التقليدية والتجار والهياكل المهنية في اختصاصات عدة كالخشب التقليدي وخشب الزيتون والحلويات والعطورات والذهب والمعادن النفيسة والحديد المطروق وتقطير الزهور والزربية والمرقوم، طغى عليه الجانب الحماسي وتمكن خلاله المهنيون والحرفيون من التعبير عن مشاغلهم بكامل الصراحة والشفافية أمام وزير التجارة والصناعات التقليدية ووالي سوسة ورئيس اتحاد الصناعة والتجارة والمندوبين الجهويين للصناعات التقليدية بالجهات المذكورة. - تحويل الديوان إلى وزارة مختصة وتكثيف التدريب: المقترحات والمشاغل التي عبر عنها الحاضرون والحاضرات تمحور حول نقص اليد العاملة المختصة في مختلف الميادين وعدم وجود مراكز تكوين مختصة بعد أن تم غلق مراكز التكوين التي كانت تابعة لديوان الصناعات التقليدية إلى جانب عدم توفر آليات تدريب بوكالات التكوين والتشغيل العائدة بالنظر إلى وزارة التكوين المهني والتشغيل كما مثلت مواضيع التوريد العشوائي وتأثيراته السلبية على القطاع والحرفيين وغلاء المواد الأولية وضعف القدرة التنافسية وعدم قدرة ديوان الصناعات التقليدية على تطبيق القانون تجاه الإدارات العمومية الأخرى على غرار المالية وصندوق الضمان الاجتماعي وغياب آليات التمويل والقروض والمنح وتحرير قطاع الذهب وتنقيح النصوص القانونية المنظمة له خاصة أن بعض النصوص تعود إلى سنة 1948 وكذلك الانتصاب الفوضوي بالمدن والقرى وترويج السلع الموازية من أهم مشاغل الحرفيين بمختلف اختصاصاتهم من جهة أخرى تمحورت اقتراحات الحاضرين حول: - النظر في إمكانية تحويل الديوان إلى وزارة مختصة بالقطاع اعتبارا لأهميته خاصة وهو يعتني بمئات الآلاف من الحرفيين والتجار والمهنيين في السياحة وغيرهم - إحداث مراكز جهوية لبيع وشراء الذهب والمعادن النفيسة وتنقيح القوانين المنظمة للقطاع في اتجاه تحريره وتشجيع الأجانب على الاستثمار وذلك على غرار دول المشرق العربي - مساعدة الحرفيين والمنتجين والتقليدين على ترويج منتوجاتهم خاصة في ما يتعلق بصناعة الزربية والمرقوم بما أن العاملين بهذا القطاع هم من أصحاب الدخل المحدود وينتظرون ترويج منتوجهم على أحر من الجمر للعيش بكرامة وفي هذا النطاق دعت إحدى المتدخلات إلى إعادة فتح مركز العمران المخصص للعرض والترويج - إعادة النظر في الإجراءات القانونية المتعلقة بالأعباء الاجتماعية والمالية لتخفيف العبء على الحرفيين وتشجيعهم على مزيد العمل والإنتاج - إحداث بوابة إلكترونية جامعة لكل الولايات للتعريف بمنتوجات الصناعات التقليدية وطنيا ودوليا - مادة تربوية للمهن والحرف التقليدية: وفي ردوده على مختلف التدخلات والاقتراحات أكد الوزير أن كل المواضيع والمشاغل التي طرحت ستكون محل دراسة ومتابعة جدية من الوزارة والديوان والمندوبيات الجهوية والهياكل المعنية بالقطاع، كما أعلن أنه سيتم إدراج مادة تربوية منذ مرحلة التعليم الأساسي لتدريس المهن والحرف التقليدية. وفي خصوص التكوين والتدريب أوضح أنه سيتم قريبا إمضاء اتفاقية مع وزارة التكوين المهني لإعادة تركيز مراكز التدريب والتكوين المهني المختصة كما سيقع مزيد التشجيع على استهلاك منتوجات الصناعات التقليدية واتخاذ إجراءات لتسهيل ترويج المنتوجات؛هذا إلى جانب تنظيم ندوة وطنية لتدارس كل المشاغل واقتراح الإجراءات المناسبة للحفاظ على القطاع.