سوسة - الصباح سدّدت خلال الأسبوع الجاري مصالح الديوانة التونسية وتحديدا على مستوى الحرس الديواني بسوسة ضربة موجعة ل"مافيا" التهريب التي خلفت"الطرابلسية" بعد الثورة في كل نشاط تجاري مضرّ بالاقتصاد الوطني، وحاولت جاهدة الاستثراء السريع ضاربة عرض الحائط المصلحة الجماعية، ومصلحة هذا البلد التي نخرها المخلوع وعائلته وأصهاره خلال أكثر من عشرين سنة. مصادر مطلعة أكدت ل"الصباح" أن أعوان الحرس الديواني بسوسة نجحوا في الكشف عن"مخابئ" للموز المهرب من الجزائر تنطلق منها عملية الترويج نحو السوق الموازية وحتى نحو الفضاءات والمراكز التجارية المشهورة، حيث حجزوا 18 ألف"كرذونة" زنة الواحدة 20 كيلوغراما أي أن البضاعة المحجوزة تزن 60 طنا وتقدر قيمتها بنحو ثلاثة ملايين دينار. نفس المصادر ذكرت أن بداية العملية كانت بورود معلومة سرية على مسامع الحرس الديواني بسوسة مفادها إمكانية مرور شاحنة ثقيلة محملة بكمية كبيرة من الموز المهرب من الجزائر، فاستغلوها(المعلومة) وقاموا بتركيز نقطة تفتيش قارة على الطريق تمكن أعوانها من ضبط الشاحنة وبداخلها كمية من الموز القادم من الجزائر بطرق ملتوية. وبانطلاق الأبحاث أدركوا أنهم أمام"مافيا" تهريب لذلك تلقوا الإذن من السلط القضائية بمداهمة المحلات والفضاءات المشبوهة، فتوجهوا إلى صفاقس ومنها إلى الجم حيث نجحوا في حجز كميات كبيرة من الموز داخل مراكز تبريد خاصة(فريقوات) بلغت مجمعة 60 طنا، وقد تم تحرير محاضر جبائية في شأن أصحابها. يذكر أن مصالح الديوانة التونسية كثفت منذ أشهر من نقاط التفتيش والمراقبة في مختلف مناطق الجمهورية وخاصة قرب الحدود الغربية والجنوبية للتصدي لظاهرة التهريب التي تضاعفت إثر الثورة وهو ما مكنها من الكشف عن مئات عمليات التهريب وحجز آلاف الأطنان من المواد الغذائية والتجهيزات الالكترومنزلية والالكترونية والمواشي وغيرها.