دعت الحكومة خلال هذا الأسبوع كل الأطراف المهتمة بالبيئة والمحيط ومجالات النظافة إلى القيام بحملة وطنية للنظافة في كافة جهات البلاد، وخاصة في المدن الكبرى والأحياء والطرقات لتخليصها من جملة النفايات المنزلية وأنواع الفضلات المتأتية من البناء والحدائق والتي تراكمت بشكل كبير وأصبحت تشكل عبئا على السكان ينذر بأخطار انتشار الأمراض المعدية على اختلاف أنواعها. و تمثلت الدعوة في حملات كانت قد انطلقت خلال هذا الاسبوع في جهات مختلفة، وللعمل على الإسراع بها وجعلها فاعلة تولت الحكومة تكوين لجنة خصوصية بالوزارة الأولى تسهر على تنفيذ هذا البرنامج في أسرع الأوقات وانجعها، لكن يبدو أن استفاقة الحكومة كانت متأخرة، حيث أن ما تراكم من فضلات على امتداد الأشهر الأخيرة، وما حصل من تسيب، وتجاوزات لم تعد تنفع معه هذه الحملة وهذه التدخلات ولجنة المتابعة التي تم بعثها، لأن ما تمت إضاعته من وقت في الصراع حول السيطرة السياسية على البلديات وما دار من جدل حول تجديد النيابات الخصوصية، وما تم من اهمال للعمل البلدي كان السبب في تردي الأوضاع التي تتحملها البلديات أو النيابات الخصوصية وحدها والجماعات المحلية بوزارة الداخلية التي لم تكن تعير أي اهتمام للشأن البلدي، بل كانت قد تركت الحبل على الغارب إلى حين تفاقم الأوضاع وترديها إلى حد فاق كل الأوصاف. إن مجال النظافة كان دائما من الأولويات التي تتم معالجتها بداية من أواخر فصل الربيع، وكان نشاط أعوان البلدية وديوان التطهير ووزارتا التجهيز والبيئة كان ينطلق مبكرا وقبل استهلال فصل الصيف، لكن شيئا من هذا لم يحصل فبقيت الأدوية على حالها والسباخ لم يقع رشها بالمبيدات والأعشاب الطفيلية متراكمة في كل النواحي وفضلات المنازل لا ترفع لأيام. وهكذا تكونت جبال من الفضلات في كل المناطق، وتقاعس عمال البلديات في رفعها، ولجؤوا خلال الأيام الأخيرة إلى حرقها على عين المكان، وهو ما تسبب في ظهور مداخن في كل الجهات تبددت معها نسيمات الصيف النقية التي ينشدها المواطن في ظل ارتفاع الحرارة. فما هكذا تعالج الأمور ذات الصلة بنظافة المحيط، وكل تأخير أو تقاعس وتراخ ولامبالاة في هذا الجانب يكون تجاوزه صعبا المنال خاصة بعد فوات الأوان، وتردي الأوضاع.