تونس-الصباح: الاكتظاظ المروري هو السمة الغالبة على أهم المحاور والطرقات الرئيسية وسط العاصمة وأحوازها وخاصة في ساعات الذروة رغم الجهود المبذولة في السنوات الأخيرة للتخفيف من حدتها من خلال عديد المشاريع لانجاز المحولات والجسور. ويبدو أن تراكمات السنوات الفارطة من حيث عدم مواكبة البنية التحتية من طرقات وجسور ومحولات ومفترقات...لنسق التطور العمراني في العاصمة وفي التجمعات السكنية المحاذية ولتطور أسطول النقل الخاص جعلت ربما جسامة الاشكالية التي يطرحها الاكتظاظ المروري تتفوق على الحلول التي تحاول وزراة التجهيز والجهات المعنية القيام بها إلى درجة أن انجاز بعض الجسور والمحولات في محور ما يحل الاشكال على ذلك المستوى ويظل الاشكال قائما في محاور أخرى وتكفي الإشارة في هذا السياق إلى أن طرقات العاصمة وخاصة الرئيسة منها تشهد كثافة مرورية عالية تفوق معدل 50 ألف عربة يوميا على المحاور و100 ألف عربة على بعض المفترقات ويشير كشف المتابعات أن المحور شمال جنوب يشهد كثافة مرورية في ساعات الذروة تقدر ب95 ألف سيارة في القسط المتواجد بين نهجي غانة والقرش الأكبر من الساعة السابعة والنصف صباحا إلى الساعة التاسعة تقريبا وتصل كثافة المرور في نفس الفترة الزمنية إلى 60 ألف سيارة على جميع مفترقات شارع 7 نوفمبر والأكيد أن هذه الأرقام في تزايد مستمر نظرا لتطور أسطول السيارات. نقاط سوداء مع هذه الأرقام وأمام تشعب الوضعية واستحالة الحلول السحرية التي من شأنها القضاء على ظاهرة الاكتظاظ وتيسير حركة المرور في جميع المحاور والاتجاهات، يبقى توخي المرحلية المنفذ الوحيد على أن تكون المعالجة وفقا للأولويات. في هذا السياق نشير إلى بعض النقاط السوداء التي تتطلب التدخل السريع نظرا لتحولها إلى معاناة يومية لأصحاب السيارات في جميع فترات اليوم وبأكثر حدة في ساعات الذروة المتعارف عليها، على غرار محور المدخل الجنوبي للعاصمة وتحديدا المنطقة الفاصلة بين القنطرة على مستوى جبل الجلود (مصنع الاسمنت) وقنطرة الجمهورية مرورا بالمنصف باي. على مستوى هذا المحور تعرف حركة المرور اكتظاظا خانقا في الساعات الأولى للصباح وذلك جراء الكثافة المرورية هناك باعتباره المدخل الرئيسي للعاصمة سواء للقادمين من الضاحية الجنوبية للالتحاق بأماكن عملهم في العاصمة أو سيارات الأجرة القادمة إلى المحطات...الخ وتتكرر المعاناة في الفترة المسائية.والبحث عن حل في هذا المحور ضرورى للأسباب التي ذكرناها وكذلك لإعطاء أكثر نجاعة لمشاريع البنية التحتية التي تنجز حاليا في نفس الاتجاه على غرار الجسر على مستوى أبو نواس الذي سييسر أكثر سيلان حركة المرور لكن بالتقدم قليلا إلى الأمام باتجاه المنصف باي سيبقى الاشكال نفسه مطروحا.كما لا ننسى أن انجاز مشروع «سما دبي» سيخلق المزيد من الحركية والكثافة المرورية ويتطلب مواكبة البنية التحتية المحاذية للمشروع المستجدات تناغما مع المشهد العام. محاور أخرى تختنق من بين المحاور الأخرى التي تتعطل فيها حركة المرور وتشل تماما لا سيما إذا لم يحترم السواق الأولوية وتمسكوا بالمرور في المرتبة الأولى -وهو حال جميع السائقين للأسف -، نذكر منطقة مونبليزير التى شهدت في الفترة الأخيرة تغيرا واضحا في صيغة البنايات المتواجدة فيها والتي تحولت من بنايات قديمة إلى عمارات عصرية تتركز بها العديد من المرافق الحيوية، لكن لم تواكب البنية التحتية للطرقات التحولات الجديدة وتطور الكثافة المرورية نظرا لضيق الطرقات مما ضاعف الاكتظاظ واختناق حركة المرور في هذا المحور وعلى مستوى شارع خير الدين باشا الأمر الذي يطلب التدخل لإيجاد حلول عاجلة...