ان تردي مستوى المجالات الخدماتية بشكل غير مسبوق مثل «صدمة» للكثير من المواطنين الذين وجدوا أنفسهم «يلهثون» أحيانا من أجل «شربة» ماء تطفئ عطشهم بل ان الأوضاع عموما ورغم اختلافها بين منطقة وأخرى فإنها باتت تطرح نقاط استفهام محيرة على أكثر من صعيد لتعدد الاخلالات وعمق المعاناة. ورغم الحديث عن توفق «الصوناد» في اعادة الماء الصالح للشرب لعديد الاماكن فان بعض المدن والأرياف في الشمال والوسط والجنوب مازالت تشهد حالة من الاحتقان بسبب الانقطاع المتكرر للماء تفرض على الاطراف المسؤولة التحرك بسرعة أكبر ونجاعة أفضل. انقطاع التيار الكهربائي مثل هو الاخر مشكلا حقيقيا ليس باعتباره السبب الرئيسي في أزمة «العطش» في الكثير من المناطق ولكن لان عشرات الاحياء أصبحت في ظلام دامس ولا تسأل عن خسائر بعض المواطنين الذين وجدوا أنفسهم يقيمون أفراحهم تحت «جنح الظلام». «جبال « القمامة التي تراكمت وتكدست في الانهج والشوارع في مشاهد غير مسبوقة عمقت مأساتنا ونحن نتابعها على شاشات القنوات العربية والأجنبية لتسئ بذلك الى صورة تونس النظيفة التي مثلت على مدى السنوات مضربا للأمثال ومثالا يحتذى به. «الريزو الطايح» ضيق أنفاسنا بعد أن أصبح يتكرر في أغلب اداراتنا ومصالحنا الحيوية حيث يضطر المواطن المسكين احيانا الى الانتظار الى ان «يحن» عليه «الريزو» ويعود الى «مواقعه» وهو ما يدعو فعلا الى الاستغراب والتعجب . ومع كل يوم جديد نفاجأ بأخبار حرائق جديدة شملت منشآت خاصة وعمومية ومساحات فلاحية وغابية في سيناريوهات مشبوهة تدعو الى الشكوك والريبة . وإذ تثير هذه الأوضاع الكثير من التساؤلات حول تزامنها وأسبابها الحقيقية فان استفهامات تطرح كذلك بشأن الاستفاقة «المتأخرة» للحكومة التي كان يتحتم عليها التحرك في أكثر من اتجاه منذ فترة لمعالجة المشاكل في ابانها خاصة انه سبق للإعلام بمختلف اختصاصاته وتلويناته التنبيه الى مخاطر الاخلالات واللامبالاة . ومهما تباينت التبريرات واختلفت المعطيات فان حكومة «الترويكا» مطالبة اليوم باستخلاص العبر لان البلاد لم تعد تحتمل المزيد من الاخلالات في ظل وضع يعاني بطبعه الكثير من الاشكالات.