على خلفية الاعتداء الذي تعرّض له رئيس الحزب الجمهوري في جهة غار دماء خلال الأسبوع الماضي وذكر الحزب في بيانه أن «مجموعة سلفية مسلحة بالهراوات والحجارة» اعترضت السيارة المقلة للشابي ومرافقيه وقطعت الطريق أمامها وتهجمت لفظيا عليه واعتدت باللكم على مرافقيه، فيما انهال البعض الآخر بالعصي على أبواب السيارة في محاولة لفتحها والاعتداء على نجيب الشابي.. وذكرت مصادر من الحزب أن الأمر تطوّر إلى حدّ نعت نجيب الشابي «بالكافر».. وأمام تكرّر هذه الاعتداءات وباستعمال نفس الأسلوب التكفيري لا يسعنا إلا التنديد بهذه الممارسات التي قد تكون مؤشرا خطيرا على تطوّرات نتوجّس منها خيفة والتي شهدتها دول عربية وإسلامية أخرى.. قد تكون الجهات الأمنية هي الموكول لها أساس حماية الأشخاص سياسيين كانوا أو مواطنين لكن هذا لا ينفي بحال أن ما نشاهده في الشارع هو نتيجة طبيعية للخطاب التحريضي والذي تشهده بعض المساجد وهو يهدف إلى بث الفتنة داخل المجتمع الواحد وإثارة النعرات.. هذا الخطاب التكفيري الذي تعترف بوجوده حتى الجهات الرسمية يجب أن تتخذ في شأنه وزارة الشؤون الدينية قرارا حاسما لأن ترك الأمور على حالها قد تجعلها تتطوّر إلى ما لا يحمد عقباه ومن صميم مسؤولية وزارة الشؤون الدينية الانتباه ومراقبة ما يروّج في المساجد حتى نستطيع تطويق أيّة أزمة مجتمعية تحرّض على الفرقة منذ البداية، توقيا من تداعيات لاحقة قد تكون أخطر.. مدير المعهد الأوروبي للعلوم الانسانية : الإمامة من أخطر الوظائف ! تونس (وات) اكد وزير الشؤون الدينية نور الدين الخادمي أول أمس في اجتماع بالاطارات الدينية بولاية نابل ان الامام يضطلع بمسؤولية كبيرة في نشر خطاب ديني وسطي يجمع ولا يفرق. وبين في كلمته خلال هذا الاجتماع الذي جمع عددا من الائمة والوعاظ وخصص للتحاور حول دور الامام ومسؤوليته ان المطروح اليوم في تونس ما بعد الثورة هو دعم التكوين المستمر للائمة وتعزيز المامهم بعلوم الشريعة وتطوير مهاراتهم الخطابية والتي تتطلب من وجهة نظره معرفة غزيرة لا بالعلوم الدينية فحسب بل وكذلك بعلوم التواصل. واكد الحاجة الى تجديد الخطاب الديني وفق المرجعية التونسية وبالاعتماد على الكفاءات التونسية مبرزا ضرورة ان يكون الامام مثالا في السلوك والقول وان يكون ملما بواقعه وتحدياته. وتخللت هذا الاجتماع مداخلة لمدير المعهد الاوروبي للعلوم الانسانية بباريس احمد جاء بالله حول موضوع الامامة اكد فيها بالخصوص على ان الامامة هي من اخطر الوظائف باعتبار ان الامام قدوة للمصلين مشيرا الى ضرورة ان يسعى الامام دوما الى الارتقاء في العلوم الدينية والعلوم المكملة حتى تكون له ثقافة واسعة وان يتقن اداءه الدعوى والتربوى والتوجيهي. وعقب هذه المداخلة نقاش دعا من خلاله المتدخلون بالخصوص الى فتح منابر حوارية في وسائل الاعلام حول الخطاب الديني في تونس والى التعجيل بتسوية الملفات الادارية للاطار الديني وايجاد الاليات اللازمة لحماية هذه الاطارات من تفشي ظاهرة الاعتداء عليهم جسديا ولفظيا.