لم يكن من السهل على المدرب غازي الغرايري أن يتخلى بسهولة على تدريب الترجي الجرجيسي بعد أن حقق معه نتائج تعتبر إلى حدّ ما إيجابية مقابل رفض بعض العروض المغرية ماديا من الخليج أو رياضيا من النادي الصفاقسي، لكن هذا المدرب فضل في نهاية المطاف قبول عرض فريق باردو وبالتالي الدخول في تحدّ صعب ورهان قوي من أجل إعادة الاستقرار والإشعاع لهذا الفريق.. «الصباح الأسبوعي» التقت هذا المدرب مباشرة بعد أمضاء العقد رسميا مع الملعب التونسي، وهو عقد يمتد على عام واحد قابل للتجديد.. * في البداية، ما هي العوامل التي قادتك لتدريب الملعب التونسي رغم أنك تلقيت العديد من العروض الأخرى وخاصة من الإمارات؟ - كل شيء ب»المكتوب»، مثلما يقال، فما حصل من اتصالات ومفاوضات متواصلة خلال الفترة الماضية رجح كفة الملعب التونسي، حيث كان الفريق الأول الذي اتصل بي وعرض علي بكل حماس فكرة تدريب الفريق، لقد لمست لدى القائمين على الفريق رغبة جامحة في النهوض بالفريق، وتخطي الصعوبات التي مر بها الملعب التونسي، لذلك كان هنالك دافع قوي لقبول خوض التجربة، ولعل من العوامل الرئيسية التي جعلتني أختار عرض الملعب التونسي دون سواه أنني أعطيت «كلمتي» لهؤلاء المسؤولين، وكان من الصعب أن أتراجع عن «الكلمة»، رغم أن العروض التي وصلتني كانت مغرية. * إذن قبلت بمبدإ خوض التحدي، فهل تعتقد أن الظروف ملائمة لنجاحك في هذه المهمة؟ - ولم لا؟ فما لمسته لدى القائمين على الفريق من جدية وحماس ورغبة جامحة في تجاوز المحن سيكون أكبر ضامن لنجاح التجربة، ولعل من الأمور الأساسية التي قد تساعد على نجاح هذه المهمة أن الفريق يضمّ نخبة من اللاعبين المتميزين سواء كانوا أصحاب خبرة أو صغار السن، فعلى عكس ما يعتقده البعض فإن الرصيد البشري المتوفر حاليا قد يساعد أي مدرب على النجاح شريطة توفر الهدوء اللازم وكل العوامل المساعدة على العمل في ظروف حسنة. * ولكن هذه العوامل كانت متوفرة في الترجي الجرجيسي، فلماذا خيرت الابتعاد؟ - لكل مرحلة رهاناتها وتحدياتها، أعتقد أنه لم يعد بمقدوري تقديم الإضافة في جرجيس، كما كانت لدي رغبة في خوض تجربة جديدة برهانات وتحديات إضافية، لذلك قررت العزم على تغيير الأجواء، والتحول إلى مركب باردو، كما أن الظروف المتوفرة وعلى عكس ما يعتقده البعض تبدو كل العوامل ملائمة للنجاح بالنظر إلى توفر تجهيزات رياضية على غرار ملعب كرة قدم وقاعة تقوية عضلات، وهو ما يريده أي مدرب. * وهل أنت مستعد لتحمل الضغوط المسلطة باستمرار من قبل أحباء النادي؟ - أي مدرب ينشد النجاح، فمن الضروري أن يتحمل الضغوطات المسلطة عليه، ولا مفر من التعامل مع هذه الوضعية، أدرك جيدا تعلق أنصار الملعب التونسي بفريقهم وهو أمر محبذ للغاية، ولا يمثل بالنسبة لي أي مشكل. * نعود إلى الحديث عن الرصيد البشري هل تعتقد أن الملعب التونسي ليس بحاجة إلى انتدابات جديدة؟ - لا أقصد ذلك، بل من الضروري والحتمي أن يتمّ تطعيم الفريق بلاعبين قادرين على تقديم الإضافة الحينية، وهو الأمر الذي ناقشته مع المسؤولين، أنتظر أن يوفق النادي في القيام بانتدابات مدروسة وأنا على يقين من قدرة الهيئة المديرة على القيام بصفقات ناجحة. * بعد إبرام العقد بصفة رسمية متى ستنطلق في مهامك على رأس فريق الأكابر؟ - سأشرع بداية من اليوم في عملي حيث ستكون لي أول مصافحة مع الفريق، سنعمل على القيام بتحضيرات مكثفة ومدروسة حتى تكون عودتنا للبطولة جيدة، وسأعمل على تكوين فريق قادر على الخروج من الوضعية الصعبة التي مرّ بها. وأعد جماهير «البقلاوة» بأن القادم أفضل بكثير. * ما هي الأهداف المرجو تحقيقها الموسم القادم؟ - بعد إنهاء بطولة الموسم الحالي في مركز مريح، سنعمل على تكوين فريق قادر على المراهنة بجدية على احتلال مركز متقدم، وسيكون هدفنا هو إنهاء الموسم القادم في أحد المراكز الأربعة الأولى. رغم الحديث عن نية الهيئة المديرة في التعاقد مع مدرب مساعد إلا أن ذلك لم يحصل، فهل يعود ذلك إلى طلب منك؟ - لقد خيرت أن يكون عملي مع مجموعة متجانسة ومتكاملة، وبعد التعاقد مع المعدّ البدني كريم الشماري ومدرب الحراس محمد الرباعي، أعتقد أن وجود مدرب مساعد ليس ضروريا في الوقت الراهن، وأنا أحبذ العمل مع مجموعة مصغرة.