أثار انتباهي قول خالقي تعالى عن أهل الكهف «تحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال» (الكهف آية 18) فاذا بي وجدت نفسي بفضل اهل الذكر من العلماء يجيبونني عن فوائد التقليب، «قال تعالى في معرض وصفه لفتية الكهف الذين لبثوا وهم نيام في كهفهم ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعا» «ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال» (الكهف آية18 )ان من الاصابات الشائعة والصعبة التي تعترض الاطباء الممارسين في المشافي هي مشكلة حدوث الخشكريشات او ما تسمة بقرحة السرير (Bed sol)عند المرضى الذين تضطرهم حالتهم للبقاء الطويل في السرير كما في كسور الحوض والعمود الفقري أو الشلول، أو حالات السبّات الطويلة والخشكريشات هذه عبارة عن قرحات وتموت في الجلد، والانسجة التي تحته بسبب نقص التروية الدموية عن بعض مناطق الجلد نتيجة انضغاطها بين الأجزاء المصلبة في البدن ومكان الاضطجاع واكثر ما تحصل في المنطقة العجزية والأليتين وعند لوحي الكتفين وكعبي القدمين ولا وقاية من حدوث هذه الخشريشات سوى تقليب المريض المستمر كل ساعتين حيث تبدأ بالتشكيل اذا استمر المريض دون تقليب اكثر من (12) ساعة وقد تكون هذه هي الحكمة من تقليب الله عزّ وجل لاهل الكهف لوقايتهم من تلك الاصابة وان كانت قصة اهل الكهف كلها تدخل في نطاق المعجزة» (الموسوعة العلمية في اعجاز القرآن الكريم والسنة النبوية). ذكرت هذا لأذكر أهل الاختصاص سواء الطب او غيره العلوم ان يبحثوا بحثا علميا معمقا بتؤدة كما أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب معجزة القرآن «اذا أردت أمرا فعليك بالتؤدة حتى يريك الله منه المخرج» رواه البيهقي وأبو داود. وفي حديث آخر رواه البيهقي عن ابي أمامة «اذا رأيتم الامر لا تستطيعون تغييره فاصبروا حتى يكون الله هو الذي يغيره» ألم تكن هذه الوصاية واجبة على كل أهل الاختصاص في مختلف العلوم والصناعات والمهن وكل الناس بمختلف مستوياتهم حتى لا يلحقوا الضرر بغيرهم . صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال «طوبى للمخلصين أولئك مصابيح الهدى تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء» روي عن ثوبان وحين قال ايضا «كفى بالمرء فقها اذا عبد الله ، وكفى بالمرء جهلا اذا اعجب برأيه» روي عن ابن عمر. ومن أحاديث عليه الصلاة والسلام « من أجرى الله على يديه فرجا لمسلم فرّج الله عنه كرب الدنيا والآخرة « روي عن الحسن بن علي. وكما روى ابن ماجة عن الحارث عن علي «خير الدواء القرآن» ولكن كما روى الخطيب عن ابن عمر «الخير كثير وقليل فاعله» اللهم أهدى علماؤنا بمختلف اختصاصاتهم الى ما ينفع الناس ويقيهم الضرر والأذى.