من جديد تتعطّل محطة ضخ المياه «بلي» من ولاية نابل مثيرة إستغراب الجميع بما في ذلك وزير الفلاحة لمسألة انقطاع التيار الكهربائي الحاصل في محطة يعود استغلالها إلى سنة 1980 تُزوِّدُُ خمسة ولايات بالماء الصالح للشرب و هي صفاقس والمهدية والمنستير وسوسة ونابل وكذلك من أكبر المحطات بعد محطة غدير القلة، وهو ما اثر سلبا على الكميات المنتجة الواصلة لعاصمة الجنوب صفاقس. فبعد انقطاع الماء جرّاء هذا العطب الذي تم تسجيله يوم 9جويلية المنقضي على عدد هام من متساكني جهة صفاقس وسط ارتفاع كبير في درجات الحرارة قام الاهالي في صبيحة الغد الثلاثاء 10جويلية بوقفة احتجاجية أمام الإدارة الجهوية لاستغلال وتوزيع المياه محمّّلين الإدارة مسؤولية النقص في المياه وحيث أفاد يومها المدير الجهوي لاستغلال وتوزيع المياه بالجنوب يوسف سهل كون هذا الإنقطاع الكهربائي على مستوى محطة بلي تسبّب في نقص الكميات المنتجة من المياه والمخصصة لصفاقس قُدّرت ب25000م3 شملت بصفة خاصة العمارات والطوابق العليا وجنوب وأطراف المدينة من منطقة قرمدة والعين وحي البحري وطريق السلطنية وسيدي منصور. أزمة نقص الماء و تصاعد الإحتجاجات وبعد أكثر من شهر من تاريخ 9 جويلية لازالت عائلات عدة تعيش وضعية صعبة في ظل تواصل انقطاع الماء ونقصانه وهو ماتسبّب في خروج الاهالي إلى الشارع احتجاجا على هذا الوضع المتأزّم الذي لم تقع معالجته سيما وأنّ الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه كانت قد اعلنت الجمعة المنقضي أن انقطاع التيار الكهربائي على محطة معالجة المياه ببلي وكذلك محطة الضخ بكركر ليلة الخميس9اوت والجمعة10اوت قد تسبّب في اضطرابات في توزيع المياه في ولايتي صفاقس والمهدية. كما تظاهرليلة الخميس من الأسبوع المنقضي متساكنو حي البدراني وحي التوتة وحي طينة وحي المعز بمدينة صفاقس احتجاجا منهم على تواصل انقطاع الماء الصالح للشراب لتشهد منطقة طريق قابس صدامات بين المتظاهرين الذين ووفقا لشهود عيان قاموا بقطع الطريق ورشق قوات الأمن بالحجارة في حين استعملت وحدات الأمن الغاز المسيل للدموع بغية السيطرة على الإحتجاجات مما سبّب استياء بين الأهالي الذين طالتهم رائحة الغازات المنبعثة مسبّبة اختناقات مختلفة كما قامت قوات الأمن بحملة اعتقالات في صفوف المحتجين. نقص في الخزانات واستنزاف لموارد الشركة مثلما شهد منتصف شهر ماي الماضي من تعطل حركة المرور على مستوى الطريق الوطنية رقم1 بين منطقة بوسعيد بالصخيرة وقابس بعد قطع الطريق من قِبل الأهالي احتجاجا منهم على توقّف تزويد الجهة بالماء الصالح للشراب احتج كذلك أهالي منطقة سيدي عباس يوم24جويلية الفارط بسبب انقطاع الماء لمدة3أيام ورغم اتصالهم بالمصالح المختصة بوزارة الفلاحة والشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه لكن دون جدوى. ومثلما سبق وأن صرّح كاتب الدولة للفلاحة أنّه لو تم إنجاز خزانات إضافية على مستوى السعيدية والقلعة الكبرى بطاقة استيعاب كل منهما 35مليون مترمكعب لما تواجدت الأزمة الحالية وكان يمكن تفادي هذا الإضطراب لو تم إنشاء قناة ثانية تربط الخزانين الإضافيين ببعضهما ليصل مخزونهما من المياه الصالحة للشرب إلى صفاقس. هذا بالإضافة إلى ما أرجعته الجهات النقابية بالإتحاد العام التونسي للشغل من خلال نقابتها الأساسية بصفاقس تفسيرا منها لهذا النقص في الماء الصالح للشراب بسبب الاعتماد منذ عقدين على مناولة جل أنشطتها لفائدة السماسرة الذين استنزفوا الموارد المالية للشركة وصحّروها من مواردها البشرية حتى أصبحت غير قادرة على القيام بأبسط الخدمات لفائدة مشتركيها بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة إنتاج الماء مقابل ضعف تسعيرة بيعه.