إزدادت الإنشقاقات في الأسابيع الأخيرة داخل العريضة الشعبية بشكل مفاجئ وكان آخرها إنسحاب رمضان الدغماني لتتباين وجهات النظر و تختلف الإتهامات بين هذا الطّرف و ذاك. وفي الوقت الذي انتقد فيه بعض المنشقين الهاشمي الحامدي مؤسس تيار العريضة الشعبية واتهموه بارتكاب اخطاء وهفوات كان يمكنه تفاديها فان الطرف المقابل اتهم المنسحبين بالخيانة وتغليب مصالحهم الشخصية وحساباتهم السياسية الضيقة على المبادئ السياسية. ورغم تغيير الحامدي لحزب المحافظين باسم العريضة الشعبية فان عديد التساؤلات تطرح حول مدى محافظة الحزب على انصاره ونجاحه في الانتخابات المقبلة في ظل الانسحابات والانقسامات وتبادل الاتهامات. ولئن اعترف أيمن الزواغي رئيس المكتب الاعلامي لحزب العريضة الشعبية بتأثير الانشقاقات على مسيرة الحزب لكنه اكد انها نقطة ايجابية باعتبار انها قد كشفت حقيقة المنشقين الذين خانوا الناخبين الذين صوتوا لهم بل اعتبر ان الانشقاقات «مكرمة» وكرامة من الله ليظهر الحق من الباطل أي بين من يعمل بنية صادقة بعيدا عن الحسابات الضيقة وبين من يلهث فقط خلف تحقيق مصالحه الشخصية على حد تعبيره. واشار الزواغي الى ان تغيير اسم حزب المحافظين الى حزب العريضة الشعبية يأتي استجابة لرغبة انصار الحزب وهو رد على بعض المنشقين الذين مازالوا ينشطون في الجهات باسم العريضة رغم انشقاقهم. وكشف الزواغي ان فرضية دخول العريضة في تحالفات غير مطروحة في الظرف الراهن رغم حديث البعض عن تحالفه مع «نداء تونس». وحول حظوظ العريضة الشعبية في الانتخابات المقبلة قال الزواغي «للعريضة وزنها وثقلها خاصة اننا لم نخذل الذين صوتوا لنا وبلغنا صوتهم ولم نحد عن مبادئنا واجتماعنا بسوسة الاخير حضره اكثر من 1100 من انصارنا بما يثبت ان العريضة تسير في الطريق الصحيح». مغالطات ولم يخف الحسني بدري أسفه على حالة الانقسام والتشظي التي اصبحت عليها العريضة الشعبية مؤكدا على ان الانقسام في حزب او حتى في عائلة مضيقة يكون له تاثير سلبي. واضاف «للأسف كانت العريضة الشعبية هي البديل الجاهز للحكم في الفترة المقبلة الا ان وجود اشخاص يغالطون الدكتور الهاشمي الحامدي ويمدونه بحقائق مزيفة أمثال عصام البرقوقي والحضري المحمودي وبعض النواب لهم مصالح شخصية ضيقة أثرت سلبا على العريضة الشعبية وأقول هذا بكل أسف وحسرة». ورغم هذا التفتت شدد الحسني بدري على ان العريضة الشعبية لن تقصى من المشهد السياسي بل انها ستدعم مكانتها خلا تشبثها ودفاعها عن برنامجها. منشقون نكرة وعلى عكس زملائه اعتبر اسكندر بوعلاقي ان الانشقاقات التي حصلت ليست لها أي تاثير على العريضة لانعدام وزن المنشقين الذين كانوا نكرة قبل ان تعرف بهم العريضة. متابعا «بصراحة لا احد من العريضة غيري وزميلي ايمن الزواغي له وزنه داخل المجلس لاننا الوحيدين الذين نتدخل لاقتراح تنقيحات في بعض الفصول اما البقية فانهم لو ترشحوا في قوائم مستقلة لعجز كل واحد منهم عن الحصول على 50 صوتا. وأكد بوعلاقي ان حظوظ العريضة ستكون مفاجئة في الانتخابات المقبلة للاقبال المتزايد الذي تشهده مختلف فروع الحزب فقد فاقت الانخراطات في سوسة 3200 وهو ما يفوق بعض الاحزاب العريقة التي اصبحت غير قادرة على تجميع 300 شخص. «حربائيون ومتلونون» ومن جانبه اعتبر سعيد الخرشوفي المكلف بالتثقيف وعضو في المكتب التنظيمي للحزب ان الانشقاقات لن تزيد العريضة الشعبية الا تماسكا وقوة وذلك لعدة اسباب اهمها ان العريضة الشعبية كانت تيارا مستقلا يتكون من مجموعة من المستقلين الخيط الرابط بينهم هو مؤسس التيار وصاحب البرنامج الهاشمي الحامدي والرابط الاخلاقي بينهم هو السلطة الادبية والاخلاقية لذلك من المنطقي ان يسقط الغربال «الحربائيين» والمتلونين ولن يبقى الا اصحاب المبادئ الذين لا يحركهم الطمع. واستطرد قائلا «اذا كانت العريضة الشعبية قد تحصلت على المرتبة الثانية وهي غير معروفة فانها ستنافس بشدة في الانتخابات المقبلة خاصة ان انصارها على قناعة تامة ببرنامجها». تهريج.. وعلى عكس بقية المواقف وجه طارق بوعزيز وهو احد المنشقين- الاتهامات الى الهاشمي الحامدي الذي أثرت اخطاؤه على العريضة الشعبية على حد تعبيره. واضاف «ان الحامدي استفاد ماديا من العريضة من خلال قناته «المستقلة» ثم انه أقصى العناصر البارزة التي تعمل وتجتهد مثل ابراهيم القصاص ورمضان الدغماني وغيرهم واعطى حظوة ل»البندارة».. شخصيا اعتقد ان الثنائي ايمن الزواغي واسكندر بوعلاقي اضرا بالعريضة من خلال تهريجهم داخل المجلس التاسيسي». وحول وجهته القادمة قال بوعزيز انه فضل التريث في الوقت الراهن رغم العروض التي وصلته من بعض الاحزاب صحبة بعض زملائه من المنشقين.