على امتداد عقدين من الزمن لم يعرف النادي البنزرتي نجاحا مماثلا للذي يشهده الآن، وذلك على جميع الأصعدة ماديا وإداريا و فنيا أهله لأن يكون مراهنا حقيقيا على اللقب ومنافسا وحيدا للترجي على تاج البطولة بعد ان انتصر عليه ذهابا و إيابا، و فرض نفسه ضمن الأندية الخمسة الكبار. نجاح ضخم طموحات الأحباء و فتح أمامهم أبواب الأمل الكبرى و جعلهم ينظرون إلى المستقبل بعيون حالمة ترى فريقهم قادرا على إعادة الأمجاد و التألق وطنيا و إقليميا وقاريا، تؤكد ثقتهم بفاروق بن مصطفى و زملائه و بالإطار الفني بقيادة الكنزاري و بالهيئة المديرة برئاسة المهدي بن غربية المهندس الإداري لهذه النقلة النوعية للنادي، و الذي التقته «الصباح الأسبوعي» في هذا الحوار: شكل البنزرتي مفاجأة سارة للجميع هذا الموسم. فهل كنتم تتوقعون هذا النجاح؟ -عندما استلمنا مهمتنا على رأس الهيئة المديرة صرحت للإعلام بأن غايتنا هي أن يصبح الحديث عن 5 أندية كبار وليس 4 فقط و ذلك بانضمام النادي البنزرتي إليها، و طبعا لا يمكن أن تطمح لأن تكون ضمن الكبار إن كنت لا تتوقع النجاح. المهم أن توفر لهذا النجاح ظروفه و أسبابه، و هذا ما حرصنا على القيام به منذ البداية. لو توضح هذه الفكرة؟ -عندما نتحدث عن الكرة المحترفة فإننا نتحدث عن المال والأعمال، و ذلك يعني طبعا الاستثمار، و هذا ما قمنا به، استثمرنا و انتظرنا النتائج، و ما نؤمن به هو أن المال يجلب النتائج، و النتائج تجلب المال و هكذا دواليك. هل يدخل التفريط في البراطلي و المباركي و انتداب زياية و الآخرين ضمن هذا المخطط الاستثماري ؟ -لقد حقق النادي البنزرتي بالتفريط في البراطلي و المباركي أغلى صفقة في تاريخه، و كذلك الشأن بالنسبة إلى انتداب عبد المالك زياية دون أن أذكر حجم الصفقة، و هذه العملية تعرف بما يسمى بالاستثمار و إعادة الاستثمار، و بذلك يكبر النادي البنزرتي و تكبر ميزانيته. عندما استلمنا المسؤولية كانت الميزانية في حدود 1,8 مليون دينار، و أصبحت اليوم بين 2,5 و 3 مليون دينار : «الفلوس تجيب الكرة و الكرة تجيب الفلوس» هذه هي القاعدة. كما كانت رواتب اللاعبين تكلفنا 22 ألف دينار شهريا فقط تضاف إليها المنح أما الآن فهي في حدود 150 ألف دينار شهريا،علما بأننا عززنا الرصيد البشري في الموسم الماضي بعدد محترم من اللاعبين مثل السديري و الصالحي و حران و حضرية و يوسوفا و العربي جابر و أمير الدريدي إضافة إلى اللاعب الدولي الليبي أحمد الزوي و الحمد لله سارت الأمور كما نشتهي. هل أنهيتم الانتدابات لهذا الموسم؟ -سنغلق ملف الانتدابات هذه الأيام بعد التعاقد مع سهيل بالراضية الذي اتفقنا معه على كل شيء و لم يبق إلا إمضاء العقد بعد عودته من الخارج. و جميع الانتدابات التي قمنا بها مدروسة، هدفنا أن تكون لنا مجموعة من 22 لاعبا في نفس المستوى تقريبا، و هو ما يمكن من سدّ أي شغور محتمل في جميع المراكز إضافة إلى الاستعداد لاحتمال رحيل بعض اللاعبين في شهر ديسمبر االقادم ولعل ما رايناه في الموسم الماضي حول تأثرالتشكيلة بغياب الزوي أو يوسوفا بسبب الإصابة ما جعلنا نضع وهذا البرنامج* هل يتعلق أمرالرحيل ببن حضرية و فاروق بن مصطفى؟ -ربما، نحن نعيش زمن الاحتراف و لا يمكننا أن نوصد الباب كليا أمام الراغبين في خوض التجربة ،لكن علينا المحافظة على مصالح النادي، فنور حضرية مثلا يتمتع ببند تسريحي ب300 ألف أورو، و قد اختار النادي البنزرتي بمحض إرادته و عندما يرغب في خوض تجربة أخرى فلن نعترض. مازال البعض يشكك في شرعية انتماء حضرية إلى البنزرتي فما الجواب النهائي؟ -حضرية هو ابن النادي البنزرتي وإجازته الجديدة تؤكد ذلك. هل تلقى النادي عروضا بشأن بعض اللاعبين ؟ -فعلا توجد عروض لفاروق بن مصطفى و نور حضرية، و أحمد حران الذي عرض فريق سعودي 100 ألف دولار بشأنه، و لكن خيرنا الاحتفاظ بهم بعد التفريط في هتان البراطلي وإيهاب المباركي، بل قمنا بالانتدابات التي تعرفونها حتى نؤكد منافستنا على لقبي البطولة والكأس، ويكون لنا حضور مشرف في البطولتين العربية و الإفريقية. الحديث عن البطولة يقودنا إلى الحديث عن قرار إعادة لقاء الترجي و بني خلاد، فما تعليقك؟ -ستكون مقابلة العار إن تمت إعادتها فعلا، مع ذلك ورغم الظلم فإننا سندافع عن حظوظنا في البطولة و الكأس كالمعتاد، ودون إعارة أي اهتمام «للكناس» وقراراتها. ماذا بشأن اللاعب النيجيري «إيميكا إيمرون» الذي قيل إن الترجي يخطّط لانتدابه ؟ -لنا عقد مع هذا اللاعب و والده، و قد منحناه إجازة بأسبوع لزيارة أهله و لم يعد إلى حد الآن. و قد بلغنا أنه موجود بدبي. على كل لا توجد أخبار رسمية و مؤكدة حول ما يشاع، فلننتظر لأنه سيكون لكل حدث حديث كما يقولون. في أيّ إطار تمّ التفريط في هيثم بن سالم ؟ في إطار صفقة مع الملعب التونسي ب90 ألف دينار، لأن عقده مع الندي ينتهي في جوان 2013. لماذا فشلت صفقة انتداب عادل الشاذلي ؟ - لم تكن صفقة بأتم معنى الكلمة، كانت لنا جلسة مع هذا اللاعب و لم تثمر بسبب قرار فني و ليس إداريا، لأنني لا أتدخل في الشؤون الفنيّة. هذا يقودنا إلى القطيعة مع الورتاني فما هي الأسباب ؟ -لقد طلب الورتاني فسخ العقد بالتراضي و استجبنا لطلبه. لكن يقولون إنه دفع إلى ذلك دفعا ؟ -أعتقد أنه اختار القرار المناسب في الوقت المناسب، ويبقى الورتاني ابن النادي و صديقنا « و الله يواجهو خير». و ماذا عن البديل؟ -مازال لم يتحدد بعد. إنتدبتم 8 لاعبين دون الحديث عن الشبان الأجانب و هو ما اعتبره البعض غلقا للباب أمامهم. فما رأيك؟ -هذه مسألة دقيقة و تحتاج فعلا إلي إيضاح، إذا أردنا للبنزرتي أن يكبر فلابد من الانتداب و الأمثلة على ذلك كثيرة و منها ألقاب النادي في الثمانينات و التي كانت بفضل الانتدابات من أندية الجهة مثل منصور سحيق وعادل السميراني ولطفي الماي ومحسن الغربي وحمدة بن دولات وغيرهم . كما أن وجود لاعبين كبار بالنادي سيساعد أولئك الشبان على البروز إذ من المفيد لعلي المشاني مثلا أن يلعب إلى جوار كريم بن عمر و العربي جابر و من المفيد كذلك للرجايبي و يوسف الطرابلسي أن يلعبا إلى جانب حضرية ويوسوفا و زعيّم...و هذا الوضع نراه كذلك بالأندية الكبرى الأخرى كالنجم و الترجي و الإفريقي و الصفاقسي. اعتقد انه من مصلحة رئيس الجمعية ألا يستثمر في الانتدابات و يكتفي بما لديه و يدفع راتبا في حدود 500 دينار بدل 4 آلاف دينار للاعب الواحد، لكن هل يخدم ذلك الفريق و اللاعبين ؟ و هل يرضي الجمهور ؟ الجواب معروف، لذلك أقول ان هؤلاء الشبان هم ابناء النادي ومستقبله و هو ما جعلنا نمدد عقودهم إلى 4 سنوات ونريدهم أن يلعبوا في ظروف تساعدهم على البروز و التألق، و هو كذلك استثمار في الرصيد البشري الذي نراهن عليه، فكيف نغلق الباب أمامهم؟ عززتم الهيئة المديرة ببعض الوجوه الرياضية. فمن هم ؟ -انضم إلى الهيئة كل من زياد النفاتي في خطة نائب رئيس مكلف برياضة القاعات و البشير البجاوي في خطة نائب رئيس مكلف بالشبان، و بالمناسبة أتوجه بالشكر إلى كل اللذين عملوا و يعملون معنا لمصلحة النادي كما أنوه بالدعم المادي لزياد النفاتي على مستوى الاستشهار. كيف يوفق بن غربية بين الرياضي و السياسي ؟ -دخلت الكرة قبل السياسية و دخولي إلى السياسة لم يؤثر في دوري الرياضي الذي يمتد على موسمين. إلى حد الآن أنا أوفق بين المهمتين و إن عجزت فسأتخلى عن أحدهما أو كليهما. كلمة موجزة عن الواقع السياسي ؟ - المشكل الموجود للأسف هو أننا «خلينا وضعية البلاد و بدا التخمام في المواعيد الانتخابية القادمة». كيف ينظر بن غربية إلى البنزرتي في غده ؟ -جئت إلى النادي لسنتين و لأهداف محددة أنجزنا بعضها و نتوق إلى إكمال الباقي، و ما أريده هو أن تكون ميزانية النادي عندما أغادره عامرة و رصيده البشري ثريا و أن تترسخ به تقاليد الأندية الكبرى. بعد تجربة السجن التي عشتها حرصت على النجاح في حياتي المهنية و عرفت كيف أتصرف و نجحت و هذا ما أريد تحقيقه للنادي البنزرتي. إنه لمن الرائع جدا أن ترى الشباب بسائر معتمديات و جمعيات الولاية متعلقين ب»السي.ا.بي» و يرغبون في الانتماء إليه، لقد أصبح النادي نادي الولاية بحق و نحن نأمل أن نرى أندية أخرى من الجهة بالرابطة المحترفة الأولى، و قد سبق للأهلي الماطري و لمنزل بوقيبة اللعب بالقسم الوطني و هما جديران بذلك إضافة إلى أندية أخرى، و إن حضور مثل هذه الأندية بالرابطة المحترفة الأولى سيفيد الجمعية كثيرا. كما أود التذكير بأننا وضعنا في دائرة اهتمامنا لهذا الموسم الفروع الرياضية الأخرى التي يضمهما النادي و خاصة كرة السلة و كرة اليد لأننا نريد أن يكون الإقلاع كليا و شاملا، و سنوضح ذلك في الجلسة العامة التقييمية التي سنعقدها قريبا ان شاء الله.