كسائر البلدان التونسية تعيش عاصمة المرجان أجواء رمضانية لكن الانتصاب العشوائي والفوضوي للباعة باختلاف أنواعهم أربك البلدية والسلط المحلية فصارت الشوارع والأنهج والساحات نقاط بيع لمختلف البضاعات من خضر وغلال وملابس ولعب أطفال وكل اللوازم التي يحتاجها ولا يحتاجها المواطن مع تصاعد الضجيج جراء عمليات إشهار البيع وخاصة باعة الدلاع والهندي الذين استحوذوا على كل الأماكن العامة وأصبحت عملية مرور السيارات شاقة فما بالك بالمترجلين الذين يعانون الأمرين للوصول إلى مقاصدهم. هذا في النهار، أما في الليل فثمة حكايات أخرى يعجز اللسان عن وصفها. فأثناء خروج المواطنين للقيام بواجباتهم الدينية وقضاء صلاة التراويح، هناك شريحة أخرى تفضل السهر على أرصفة المقاهي للترفيه عن النفس لعبا بالأوراق أو متابعة البرامج التلفزية وخاصة البرامج الرياضية ولم تعد تستهويهم البرامج الثقافية والمهرجانات. وهناك شريحة أخرى من الشبان الذين خيروا التمعش من الرزق الحرام من خلال قيامهم بعمليات النشل لأشياء ثمينة خاصة كالهواتف الجوالة في حين يعمد بعضهم للقيام بعديد "البراكاجات" لبعض الباعة المتجولين ليلا وخاصة باعة السجائر. أما النسوة فتنشغلن بإعداد حلويات العيد والسهر على الأرصفة هروبا من لهيب الشهيلي وهي ظاهرة أصبحت معهودة في فصل الصيف وخصوصا في شهر رمضان.