تختتم الدورة الثلاثون لمهرجان بنزرت الدولي يوم 29 أوت الجاري لتكون من أطول الدورات التي عرفها هذا المهرجان العريق طيلة تاريخه وقد تزامن افتتاح المهرجان في منتصف شهر جويلية الفارط مع بداية أشغال بناء في محيط مسرح الهواء الطلق ببنزرت تمثلت في الإعلاء من السّور الخارجي للفضاء الذي احتضن أغلب السّهرات التي وقعت برمجتها في المهرجان. ورغم ما عرفته بعض الحفلات من نجاح جماهيري مثل سهرات لطفي العبدلي وصابر الرباعي ومارسال خليفة ورغم محاولة المهرجان الانفتاح على عدّة فنون وعدّة تظاهرات ثقافية من خلال البرامج المشتركة مع جمعيات أخرى مثل أيام بنزرت للسينما التي نظمها بالتعاون مع جمعية بنزرت للسينما خاصّة ومساهمته هذه الأيام في إحياء ذكرى قدوم الفلسطينيين إلى بنزرت سنة 1982 رغم كلّ ذلك بقي المهرجان سجين أسواره متحصّنا بحصنه الإسبانيّ. وما يعيبه المواطنون على هيئة المهرجان غياب أيّ حضور في الأحياء الشّعبية والسّاحات المعروفة في المدينة والمسالك السياحية التي تحضر فيها جموع غفيرة من المواطنين حتى يتمّ تنشيط الشّارع وتقريب المهرجان من عامّة النّاس الذين لا تتوفر لهم إمكانية حضور عروض المهرجان لسبب أو لآخر بل إنّ بعض المهرجانات التي تزامنت مع مهرجان بنزرت والتي احتضنتها المدينة برمجت حصصا تنشيطية بالشوارع رغم قلة الإمكانات واقترانها بجمهور قليل ومختصّ من ذلك مهرجان المسرح في دور الثقافة والشباب الذي أقيم في أوائل شهر رمضان وأيام الحبيب شبيل للمسرح التي أقيمت في منتصف شهر جويلية. وتجدر الإشارة إلى أنه رغم تواصل المهرجان في شهر رمضان فإنّ البرمجة لم تتكيّف مع انتظارات المتلقين في هذا الشهر فغاب مهرجان المدينة ووقع الاكتفاء بسهرتين للمالوف الأولى يوم 26 جويلية لمجموعة قسنطينة للمالوف والثانية يوم 28 جويلية لشيوخ المالوف ببنزرت ودائما داخل أسوار المهرجان.