أثّر الوضع التنموي المكبّل في ولاية سيدي بوزيد سلبا على آداء القطاع التربوي الأمر الذي ساهم بصفة مرئية وفق الإحصائيّات الصّادرة في الغرض في ارتفاع نسبة الرّسوب والإنقطاع الإضطراري عن الدّراسة في مرحلة مبكّرة من أجل التفرّغ للعمل الفلاحي أو بسبب الظروف الماديّة المتدنيّة للعائلات وخاصّة الريفيّة منها بالإضافة إلى بعض العوامل ذات الصّلة بغياب التأطير والإحاطة وتفشّي ظاهرة الفرق ومعلّم الوصل الذي يعمل في معظم الأحيان بمدرستين متباعدتين جغرافيا إذ أشار الأولياء بكثير من القلق والإستغراب إلى تراجع المستوى التعليمي لمنظوريهم بسبب البرامج المسقطة والإهتمام بالكمّ على حساب الجودة والبحث عن النّتائج الحينيّة والأرقام التي لا تعكس حسب تصوّرهم واقع الأشياء علاوة على إنعدام المعدّات والوسائل التعليميّة العصريّة وضعف البنى التحتيّة وإجمالا يمكن الإقرار رغم المجهودات التي يبذلها المدرّسون أنّ التلميذ في ظلّ المنظومة التربوية الرّاهنة لا يتوفّر على أبسط دعائم المساندة الفعليّة التي تدفعه إلى النّجاح والتميّز. آفاق التّجاوز ذكر عبد الكريم بكّاري الكاتب العامّ لنقابة التعليم الأساسي بسيدي بوزيد ل"الصباح" أنّ تذليل السلبيات والنقائص المسجّلة بالقطاع يتطلّب إتخاذ جملة من الإجراءات المتمثّلة بالخصوص في إنهاء التعاقد الظرفي وانتداب مدرّسين متربّصين والإلتزام بالمناشير التي تحدّد عدد التلاميذ بكلّ فصل وربط المدارس الإبتدائيّة بشبكة الأنترنات ذلك أنّ 280 مدرسة من مجموع 316 بالولاية غير مرتبطة بالشبكة وإحداث فضاءات مختصّة بأقسام التحضيري لا يتمّ إقتطاعها من قاعات التدريس وعددها في حدود 150 قسما كما أكّد محدّثنا على ضرورة تحسين العمل وانتداب حرّاس ليليّين قارّين بالمدارس والإعداديّات الموجودة بالأرياف وتسييجها للمحافظة على حرمتها وصونها من السرقة التي أضحت من الأمور المعتادة والمألوفة بمختلف مناطق الجهة منذ قيام الثّورة فضلا عن تخصيص فضاءات للتمريض والمطالعة وأخرى رياضيّة والعناية بمنظومة النّشاط الثّقافي ومزيد تفعيله بالوسط المدرسي نظرا لدوره في تحقيق توازن التلميذ وتعميق تكوينه وتنشئته على الإنخراط في الحياة الجماعيّة القائمة أساس على الإضافة والإنفتاح على الحضارات.