ينتشر بجهة قفصة أكثر من مائة ونصف مستوصف بالقرى الريفية وهي مؤسسات تودي خدمات جليلة للمواطنين ويبذل الإطار الطبي وشبه الطبي بها مجهودات كبيرة رغم الظروف الصعبة. المستشفيات والمستوصفات والمراكز الصحية في عديد الجهات تعاني من نقص التجهيزات والأدوية وتشكو الاكتظاظ وصعوبة التنقل المحفوفة بالمخاطر وطول المسافات ووعورة المسالك. واقع الصحة بالمستوصفات وخاصة بالمناطق الريفية النائية يحتاج إلى مراجعة خاصة فيما يتعلق بفترة العمل وهي في الغالب صباحية فقط وتغلق هذه المؤسسات خلال الفترة المسائية وهذا الوضع حسب عدد من سكان الأرياف الذين سألتهم "الصباح" يتطلب المراجعة وذلك بتقسيم العمل على فترتين الأولى تكون صباحية في حين تكون الأخرى مسائية وذلك للرفع الضغط على الطبيب والممرض او القابلة والذي ينهكهم في الواقع العمل بالأرياف. طبيب الصحة العمومية بأحد المستوصفات اعتبر أن المسالة تبدو صعبة المنال وتحكمها عديد المعطيات ولكنها تبقى اقتراحا وجيها قد يجد صداه ذات يوم. تكثيف المواعيد الطبية يخضع جل المستوصفات بالمناطق الريفية لزيارة طبيب الصحة العمومية مرة أو مرتين في الأسبوع وفق الكثافة السكانية والحاجة ولكن هذه المسألة هي أيضا تتطلب مراجعة من ناحيتين وتتعلق الأولى بمضاعفة الزيارات حتى يأخذ المواطن الريفي حظه كاملا خاصة أن ظروف تنقله للمستشفيات المحلية والجهوية عادة ما تصطدم بعديد الصعوبات كالظروف المادية فضلا عن النقل. أما الثانية فتتعلق بتوفير طب الاختصاص بالجهة علما أن جل هذه المستوصفات تشهد بين الفينة والأخرى زيارات لقوافل صحية لعديد أطباء الاختصاص عبر مبادرات للجمعيات. نقص الأدوية رغم حاجة المستوصفات لمثل التدخلات سابقة الذكر ورغم صعوبة بعضها فإنها تتمتع بالأدوية المجانية بكميات متواضعة حينا ومحدودة أحيانا أخرى باستثناء أدوية القلب والسكري وضغط الدم أما باقي الأدوية فنادرا ما تتوفر مما يضطر المواطن رغم ضعف حالته المادية لاقتنائها من الصيدليات الخاصة. وهنا لا بد من التفكير في تمكين المستوصفات بالمناطق الريفية النائية بأكبر عدد من الأدوية نظرا لماذا؟ للظروف الاجتماعية القاسية بها وعجز المواطنين عن التنقل للمدن لقضاء مأربهم الصحية بسبب العزلة الصحية التامة خاصة شتاء إضافة لضرورة توفير التجهيزات الضرورية للكشف ولتشخيص بعض الأمراض. واقع المستوصفات الصعب يتطلب تدخلا تعود بالنفع على المواطن أولا باعتبار حاجته للدواء والطبيب والممرض وأيضا على العاملين بهذه المؤسسات بما يسهل لهم ظروف العمل من جميع النواحي المهنية والتقنية وهذه التدخلات تشمل عديد الأوجه والغاية واحدة هي تقريب الخدمة من المواطن وتطوير القطاع.