المصور السينمائي محمد المغراوي شارك في عديد الأعمال التونسية والعربية لعّل أشهرها فيلم إلياس بكار "هي وهو". نجده ضمن فريق الفيلم الجديد "تونس باي نات"، الذي تنطلق عملية تصويره في مارس 2013 وفيلم "آخر سراب " لنضال شطا وأحدث أشرطة إبراهيم لطيف "هز يا وز" كما أنه قاد فريق تصوير عددا من أعمال المخرج السوري حاتم علي منها فيلمي "الليل الطويل" و"سيلينا" ويعد مسلسل "عمر" لهذا المخرج السوري أبرز الانتاجات العربية التي أشرف عليها السينمائي محمد المغراوي في مهمة إدارة التصوير. الصباح إلتقت المصور محمد المغراوي الذي كان قد شارك في لجنة تحكيم المسابقة الوطنية للمهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية ودار الحديث عن تقييمه الشخصي للأعمال السينمائية المشاركة في هذه التظاهرة وكواليس تصوير مسلسل "عمر" وأسباب انتقال فريق المسلسل للتصوير إلى المغرب بعد أن كان من المفروض أن يقع تصويره بتونس. كنت أحد أعضاء لجنة التحكيم الوطنيّة للمهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية فما رأيك في الأعمال المبرمجة ؟ في اليومين الأول والثاني خشينا أن لا نجد بين الأعمال المبرمجة ما يستحق المشاهدة غير أن الأيام الموالية كشفت لنا عن مواهب سينمائية قادرة على تقديم روح جديدة في السينما حيث تميزت أشرطتهم بمضامين متفائلة ونظرة أخرى للمستقبل ولكن نقطة ضعف هذه الأعمال الهاوية هي التقنية المعتمدة وهذا في اعتقادي أمر طبيعي في بداياتهم المهم أن تكون الأفكار موجودة وفي العموم أعتبر الدورة 27 للمهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية ناجحة خاصة وأنها أدخلت الفرحة والحركية على المشهد الثقافي بهذه المدينة وكانت فرصة للتلاقي والتفاعل بين مختلف الأجيال العاملة بقطاع السينما. توليت إدارة تصوير المسلسل الحدث لهذا الموسم الدرامي "عمر" فكيف تقيم هذه التجربة في مسيرتك؟ - "عمر" منعرج في مسيرتي المهنية وهذا أقل ما يمكنني قوله فخلال تصوير هذا المسلسل تعلمت أشياء عديدة في مجال الدراما التلفزيونية كما تبادلت الخبرات مع تقنيين وفنانين من مختلف الأقطار العربية وإيران المشاركين في انجاز هذا المسلسل التاريخي وهنا أذكر على سبيل المثال المختص في الماكياج الايراني عبد الله اسكندر الذي سبق وأن رشح للأوسكار لمرتين إلى جانب مصممة الملابس أجار محامدي وكلاهما كان ضمن الطاقم التقني للمسلسل الإيراني الهام يوسف الصديق. وماذا عن الفريق التقني والفني المشارك في مسلسل "عمر"؟ - المشاركة التونسية لاقت إعجاب كل المساهمين في العمل خاصة وأن فكرة أننا البلد الذي مهد للثورات العربية وكان سباقا في الانتفاضة مازالت تراود أذهانهم بانبهار واضح ففريق التصوير تونسي يضم مجموعة شابة من الموهوبين والموهوبات إضافة إلى مهندس الصوت المنصف طالب فكانت صورة المسلسل وصوته بإمضاء تونسي إلى جانب حضور عدد من خيرة ممثلينا المحليين من فتحي الهداوي إلى غانم الزرلي وزياد التواتي ومحمد قريع ومرام بن عزيزة غير أن هذه المشاركة كانت ستكون أفضل لو تمكنا من تصوير العمل في تونس كما كان مبرمجا من البداية. وماهي الأسباب التي كانت وراء إلغاء تصوير "عمر" في بلادنا؟ في الحقيقة فترة هجرة الرسول ومشاهد المدينة كانت ستصور في تونس وفي استوديوهات طارق بن عمار في مدينة الحمامات غير أن الديكور الذي صمّم من قبل الجهة المكلفة في تونس لم يلق رضا المخرج حاتم علي لأنه لم يحترم المقاييس المتفق عليها في البداية ورغم مجهوداتي مع فتحي الهداوي ومهندس الصوت المنصف طالب لإبقاء العمل في تونس إلا أن الجهة المحلية المنتجة أضاعت هذه الفرصة، التي كانت ستوفر وظائف لأكثر من 150 تقنيا تونسيا وأدوارا عديدة لممثلينا وكم من العملة الصعبة وتسببت في نقل المشروع بأكمله للمغرب الذي كان أذكى منا في استقطاب المستثمرين الفنيين رغم أن فنانينا يتقنون مخارج الحروف العربية أفضل بكثير من الجزائريين والمغاربة علما وأن نقل موقع التصوير للمغرب لم يكن أقل كلفة على العكس فهذا البلد الشقيق أغلى إلا أنهم كانوا حرفيين أكثر ووفروا لطاقم حاتم علي الديكور المطلوب. تعاونك مع حاتم علي في مسلسل "عمر" ليس الأول هل هناك "كيمياء" فنية خاصة تجمعك مع المخرج السوري؟ - مع تعدد تجاربي مع حاتم علي جمعتنا صداقة عميقة على المستوى الشخصي أمّا فنيا فقد استفدت كثيرا من تجربته حين قدمت معه شريطي "الليل الطويل" و"سيلينا" وأخيرا مسلسل "عمر" وما لا يعرفه الكثيرون عن حاتم علي أنه يؤمن كثيرا بالفنان التونسي لأنه تعلم المسرح من محمد إدريس في المعهد العالي للمسرح بدمشق ويعتبر الفنان التونسي من أفضل الكفاءات العربية غير أن قلة الإنتاج المحلي جعلته بعيدا عن الشهرة. ويمكنني وصف علاقتي المهنية مع حاتم علي بأنها ترتكز على الثقة المتبادلة كما أننا نتجادل أحيانا لصالح العمل في أحيانا كثيرة أخرى أدرك ما يريده من المشهد دون أن يتكلم. وكيف تصف أجواء وكواليس مسلسل "عمر"؟ - في 8 أشهر تصوير تعمقت العلاقات بين جميع العاملين في المسلسل وتميزت إطلالات الممثلين بحرفيتها فعلى سبيل الذكر الممثل الشاب ثامر إسماعيل الذي أدى شخصية "عمر" كان يبقى أربع ساعات في قاعة المكياج ويحفظ قرابة الثمانية أوراق من الحوار قبل أن يبدأ تصوير دوره وهو في قمة انضباطه والتزامه وهذا السلوك ينطبق على مختلف المشاركين في العمل. "عمر" صور في فترة الثورات العربية فكيف عاش طاقم هذا المسلسل هذه الأحداث وهل أثرت على أدائهم الفني؟ - نعم عشنا أيام عصيبة بسبب ما يحدث في سوريا وحين كنا نصور في المغرب كان الممثلون المتنقلون بين سوريا والمغرب مصدر أخبارنا الأصدق على غرار الفنان غسان مسعود، الذي كان في تلك الفترة يصور في الآن نفسه مسلسلي "توق" لشوقي الماجري و"عمر" لحاتم علي أمّا بالنسبة لمشاهدنا المصورة في سوريا وتحديدا على بعد 50 كم من دمشق فأنجزت بسلام بفضل الحماية الأمنية التي وفرت لنا وما يمكن أن أضيفه في هذا الشأن وبعيدا عن من معا ومن ضد في الأزمة السورية تميز الممثلون المشاركون في مسلسل "عمر" رغم حيرتهم وألمهم الداخلي بحرفية كبيرة في موقع التصوير لأنهم يحملون مسؤولية عمل ضخم. وماذا عن جديدك السينمائي؟ - أسافر اليوم إلى مصر للقاء المخرج حاتم علي للتشاور حول إنتاج فني مصري جديد كما أشرف في مارس القادم على إدارة تصوير فيلم إلياس بكار "تونس باي نايت" وهناك مشاريع عديدة مازالت في طور التفاوض على مستوى محلي وعربي.