معضلة حقيقيّة يعيشها أهالي صفاقس منذ فترة بسبب تدنّي الخدمات التي يقدّمها مركز كنام المدينة للمواطنين الذين يذوقون الويل كلّما توجّهوا إلى هذا المركز قصد قضاء شؤونهم. ففي اليوم الأوّل من هذا الأسبوع تنقلنا على عين المكان فراعنا الإزدحام الكبير للمواطنين أمام هذا الفضاء إن من جهة الباب الرئيسي وإن من جهة الباب الإداري.. و ممّا يلفت الإنتباه أنّنا وجدنا معلّقة بالقرب من الإرشادات تشير إلى الإنتهاء من اقتطاع تذاكر مختلف الخدمات على الساعة 10والنصف صباحا وبعد هذا التوقيت لايجد المواطن من بدّ إلاّ أن يعود إلى منزله أوعمله يجرّ أذيال الخيبة بعد أن يكون قد صدم فعلا لرؤية فضاء اداري لقبول المواطنين لايصلح إلاّ أن يكون مستودعا أومخزنا ومع ذلك فهو مكتضّ بعدد رهيب من النّاس وكأنّه يوم الحشر والحال أنّه يومها بالذات تمّ اقتطاع681 تذكرة فكم يلزم من الموظّفين لخدمة هؤلاء المواطنين؟ وكم تبلغ مدّة الإنتظارللحصول على الخدمة اللاّزمة؟ والمفارقة أنّه رغم وفرة شبابيك القبول لانجد إلاّ 3أعوان في الإتّصال المباشرمع المواطنين الذين لابدّ لهم أن ينتظروا بين 4ساعات و3ساعات حتّى يحين دورهم.. أمّاالصندوق الذي جعل في المدخل ليضع فيه المواطن وثائقه دون انتظارفقد كتب عليه: نشكركم على ثقتكم وسنولي ملفاتكم كلّ الأهمّية ولكنّ المؤسف أنّه لايفتح إلاّ بعد شهرين وفيما يخصّ منظومة استرجاع المصاريف من الكنام فالواقع أنّ الملفات التي أودعها المواطن في بداية شهر ماي لم يقع خلاصها إلى اليوم أي بعد 4أشهر؟ ويذكر أنّ ستّة من أعوان هذا المركز قد غادروه لأسباب مختلفة ولم يقع تعويضهم ممّا خلق حالة من النقص في مختلف المصالح الإدارية وضغطا كبيرا على الأعوان الحاليين بدأ منذ صيف2011 وهو متواصل إلى الآن ويزداد حدّة مع خدمات تغيير المنظومة وتجديد صلوحية دفاتر العلاج والتكفّل بالأمراض المزمنة والموافقة المسبقة لتحمّل المصاريف.. ولطول الإنتظار دائما فإنّ حالة من الإستياء لمسناها لدى أهالي صفاقس الذين يستغربون عدم توفّر الحلول من قبل المسؤولين حتّى صار هذا الكنام على ماهو عليه الآن بمثابة نقمة للمواطن بأتمّ معنى الكلمة ويمكن إجمال مشاكل فرع كنام صفاقسالمدينة في عدم صلوحية الفضاء ونقص الأعوان بالإضافة إلى غياب التوعية إن لدى المواطن وإن لدى المسؤول على حدّ السواء بالإضافة إلى ضرورة الإسراع بفتح مركزحي الحبيب الذي أعلن عنه منذ مدّة ولم تفتح أبوابه بعد.. ولئن كانت الصورة الحالية لفرع كنام صفاقسالمدينة سلبية وهي من صميم الواقع فهل يقع التدخّل العاجل لتلافي نقائص هذه المؤسّسة العموميّة خدمة للمواطن بالجهة؟