| محمد عبو: تحوير جزئي في عدد من الوزارات ثبت أنّ مسيّريها لم يقدّموا المردود المنتظر | محمد القوماني: المشكلة لم تعد محصورة في سدّ الشّغور أو استبدال وزراء و إنّما في مراجعة اختيارات الترويكا بعد ما جد من أحداث يوم الجمعة الماضي وما لحق السفارة والمدرسة الأمريكية من أضرار جسيمة عاد الحديث من جديد في أروقة التأسيسي والشارع التونسي عن "محدودية آداء الحكومة" وضرورة "اجراء تحويرات وزارية للرفع من آدائها".. ويرى متابعون للشأن العام ان هناك امكانية وضع بعض التعديلات الوزارية تحت عنوان سد الشغور الذي تأخر في الأصل كثيرا ودام أكثر من شهرين على رأس وزارة المالية ووزارة الاصلاح الاداري وبالتالي تأخذ مسألة التحوير بعد تعديلي لا غير، في حين يعتبر البعض الآخر أن "الترويكا" وأساسا حركة النهضة غير قادرة على الاعتراف بفشل بعض وزرائها ولذلك لن تقدم على خطوة التحوير الوزاري.. فهل ستقدم "الترويكا" على المس من بعض الوزارات بعد أن باتت المطالبة صريحة بتغيير وزير الداخلية علي العريض؟ أم أنها ستكتفى بسد الشغور فقط؟ يقول محمد عبو أمين عام حزب المؤتمر من اجل الجمهورية في تصريح ل"الصباح" أن "لا مبرر لبقاء الشغور على رأس وزارة المالية ووزارة الاصلاح الاداري كل هذه المدة، ومن الضروري تدارك الأمر بسرعة" وأشار الى أن "المؤتمر من أجل الجمهورية لا يطرح على نفسه اي منصب من الوزارتين، وهم غير متمسكون بالتقسيم الحزبي (حصص أحزاب الترويكا في الحكومة) بل بالعكس مع التوجه نحو تسمية شخصيات مستقلة.. وهو موقف يتقاسمه المؤتمر من أجل الجمهورية مع شريكيه في الترويكا". وفق تعبيره. أما عن التحوير الوزاري المنتظر فصرّح عبو:" هناك حديث بين أحزاب الائتلاف الحاكم (آخرها كان في اجتماع أول أمس) عن تحوير جزئي في عدد من الوزارات التي ثبت أن مسيريها لم يقدموا المردود المنتظر أو المطلوب." ولم يقدم محمد عبو أي معلومات حول الوزارات التي سيشملها التحوير واكتفى بالقول:"سيتم الاعلان عن التحوير في الوقت المحدد ولا مجال للتأخير..". كما لم يتبنى امين عام حزب المؤتمر من أجل الجمهورية لمقترح التقليص من عدد الوزراء واعتبر أن التقليص لن يغير شيئا من أداء الحكومة والحفاظ على نفس عدد الوزراء لن يؤثر على التوازنات المالية للدولة. مراجعة اختيارات "الترويكا" من جانبه أفاد محمد القوماني أمين عام حزب الإصلاح والتنمية بأن "التأخير الحاصل في سد الشغور بالحكومة وتأخير ما أعلن من طرف رئيس الحكومة عن قرب اجراء تحوير حكومي دليل عن تردد "الترويكا" وخاصة حركة النهضة في تقرير هذا التعديل وتحمل انعكاساته السياسية". وقال:" بعد تسعة أشهر من تشكل الحكومة في فترة انتقالية حساسة من المهم أن تجرى تعديلات بما بعطي للعمل الحكومي دفعا جديدا يتفاعل مع مستجدات الوضع الوطني .. " وأضاف "ان استبدال وزير لا يعني فشله كما يقول البعض وانما يدخل في اطار وجود ضرورة اجرائية لاستبداله.. وهذا التأخير في اجراء التعديل يتزامن الآن مع استفحال الأزمة السياسية واحداث اقتحام السفارة الأمريكية يوم الجمعة 14 سبتمر.." أحداث 14 سبتمبر واكد ان أحداث 14 سبتمبر وضعت الحكومة وحركة النهضة "في حرج أعطى لخصومها والمعارضة ورقات اضافية." وبيّن أن "المشكلة لم تعد محصورة اليوم في سد الشغور أو استبدال وزراء بآخرين وانما في مراجعة اختيارات الترويكا وخاصة طريقة معاملتها لمن هم خارج الحكم.." ودعا القوماني إلى حوار سياسي يتناول الصعوبات والأجندا الوطنية القادمة وآليات الوفاق داخل المجلس الوطني التأسيسي وخارجه وفي القضايا المستعجلة على غرار هيئة مستقلة للانتخابات وهيئة تعديلية للاعلام وهيئة مستقلة للقضاء.. وفي ظل نتائج هذا الحوار "يتم اعادة تشكيل الحكومة بما يحقق المصلحة الوطنية ويضمن وفاق واسع حول هذه الحكومة لمواجهة تحديات ما تبقى من المرحلة الانتقالية." حسب ما صرح به القوماني.