قريبا العمل الدعوي داخل السجون - أولوية العفو التشريعي العام لكل سجين يختم القرآن - أكّد عادل العليمي رئيس الجمعية الوسطية للتوعية والإصلاح في تصريح ل"الصباح" أن الجمعية ستشرع في العمل الدعوي قريبا داخل السجون التونسية. وأفاد بأنّ الجمعية ستعمل على أن تكون أولوية التمتع بالعفو العام للمساجين لخاتمي القرآن الكريم وذلك في إطار تحضيرالأرضية للمسجون الذي يغادرالسجن من باب التأهيل النفسي وإدماجه في المجتمع والحياة العملية من جديد، وفق تعبيره. وردا على سؤال حول موقف الجمعية من ظاهرة تعليم الناشئة لثقافة الفكر الديني المتشدد والتي باتت ظاهرة منتشرة في تونس، أفاد العليمي بأنّهم "ضد هذا الفكر وكل دعوة إلى الغلو في الدين". وأعلن في ذات الإطار بأنّ الجمعية انطلقت -وفق ما يخوّل لها النظام الداخلي- في بعث قرابة العشرة فروع لرياض الأطفال أطلقوا عليها تسمية "رياض الزيتونة" وذلك بكل من المرسى وفوشانة والحرايرية، والعروسة بسليانة، والمتلوي وغيرها... وبأنهم في ذلك قد استندوا إلى استشارات موسّعة علمية لمختصين في القانون والشريعة على غرارالدكتور عبد الله لوصيف كأوّل عميد منتخب بجامعة الزيتونة كان يشرف على مناهج التعليم في الشرق بوصفه رئيس الهيئة الشرعية وعلى المستوى القانوني المختص في القانون الدولي د.منصف التركي. مسرحيات وأضاف العليمي بأنّ ناشطي الجمعية "منكبون الآن على كتابة سيناريوهات مسرحيات بهدف إعادة الروح لمفهوم الدروس المنهجية الحياتية حتى يكون المسرح يوصل عبرة ورسالة انطلاقا من الواقع ونهلا من الموروث الإسلامي ومن ثم فتح الفضاءات لمشاريع الهواة من المسرحيين الشبان". وقال: "سينكبّ أهل الاختصاص في المجال في إعداد السيناريوهات بدون غلو ولا ميوعة". النشاط الدعوي داخل السجون كشف العليمي أن الجمعية تستعد لتنفيذ مشروع برنامج للنشاط الدعوي داخل السجون التونسية للإحاطة بالسجناء وذلك بعد الاتصالات التي حصلت مع وزارة العدل. وقال إن النشاط الدعوي ستشرف عليه مجموعة مكونة من أطباء في علم النفس وأهل العلم ومكونات من المجتمع المدني، الهدف منه "الحد من نسبة ارتفاع ظاهرة العَوْدِ المرتفع إلى السجون بعد الفترة التي يقضّيها السجين". وأفاد في هذا السياق بأنهم "سيعملون على تحضير أرضية سلسة ومناخ ملائم للسجين حتى يصبح عنصرا فاعلا وصالحا في المجتمع وبأنّهم يعملون جاهدين على تفعيل مقترح تمتع السجين بأولوية العفو التشريعي العام في صورة ختمه للقرآن الكريم واصفا ذلك بشكل من أشكال مقاومة الفساد والحياد عن الطريق المستقيم من جديد". وقال: "لا نريد أن ينتج السجن مجرمين جددا وسننطلق قريبا في تفعيل برنامجنا بعد اتصالات جرت مع وزير العدل نورالدين البحيري، ولن نتوانى عن تنفيذ هذا المشروع الإصلاحي فنحن نفكّر ونعيش وسط الناس ولدينا طرح مسؤول وعميق وموضوعي". حادثة السفارة الأمريكية وعن موقفه من أحداث السفارة الأمريكية او ما يسمى بأحداث الجمعة الأسود، أكّد العليمي بأنّه ضد منطق الغلوّ والعنف. وأوضح بأنه مع ان يكون الرد على الإساءة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام بتوحيد جميع مكونات الشعب التونسي "مثلما حدث في مسيرتي 9 أفريل وغرة ماي بشكل مؤطّر وبتشكيل مجموعة تقابل السفير الأمريكي توجّه له رسالة إلى الشعب الأمريكي الذي أصبح رهينة "لليهود الصهاينة". وقال إن "من يسعى وراء خلق الفتن هم من ينتفعون بتمويلات خارجية بهدف تكريس الطائفية في تونس عبرالاختراق وهؤلاء هم أناس لهم الرغبة في التمدّد على الساحة اليوم". وشدّد العليمي على ضرورة إعادة الاعتبار إلى التعليم الزيتوني بهدف ارساء تعليم ينبذ التشدّد في الفكر الديني والابتعاد عن كل ماهو مسقط. وقال: "نحن مسلمون لكن تحت سقف الزيتونة كخصوصية تونسية وكمعلم ضارب في التاريخ ونحن لا نريد قوالب جاهزة مسقطة يقع تنزيلها في أرض غير الأرض إذ لا مستقبل في تونس غير مدرسة الزيتونة كمدرسة وسطية شرعية ومن الواجب إصلاح هذا المعلم الديني وتحيين الخطاب الديني الزيتوني بالجمع بين الأصل والعصر ومواكبة التقدّم العلمي بما يخدم و يعزّز الحضارة الإسلامية".