على مدى الايام الماضية ازداد الاحتقان و»اشتعلت» عديد المناطق من سيدي بوزيد الى قلالة ومن حمام الانف الى الدخيلة على خلفية مطالب تنموية وأحتجاجات مختلفة أدت الى مصادمات بين المحتجين واعوان الامن في عديد الجهات وايقاف بعض المتهمين ليزداد التوتر وتصبح الأجواء مشحونة اكثر في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد الى هدوء اكبر في فترة حسّاسة ودقيقة. وفي ظل الوضعية الخانقة والصعوبات التي تعيشها عديد الجهات لم تتخلص مختلف الحساسيات من «جعجعة « الكلام بل واصلت سياسة «السفسطة» الفارغة التي كانت السبب في اغلب الازمات التي تواجه المناطق المهمّشة وغيرها حيث لم تناقش البرامج التنموية التي من خلالها تمتص البطالة ولم تطرح بدائل اقتصادية بل اكتفت بالمزايدات السياسية والصراعات من اجل مطامع بدت مكشوفة ومفضوحة. فالحكومة التي كانت مطالبة بمعالجة الاوضاع الاجتماعية وايجاد حلول جذرية لمختلف المشاكل التي تواجه البلاد عمدت الى تفضيل الوعود منذ بداية عملها و»غرقت» في تجاذباتها السياسية مما اثر على ادائها والنتيجة ان الشعب قد مل سماع «الجعجعة» دون رؤية الطحين فكانت ردود افعاله احتجاجية وبذلك تكون الحكومة قد تناست ان سياسة التجاهل واللامبالاة لن تؤدي الا الى تصعيد الاحتجاجات وهو ما كان سببا لإشعال الفتيل من جديد في عديد الجهات لذا كان على الحكومة فتح حوارجدي بعيدا عن الاساليب القمعية التي لن تزيد الاوضاع الا اشتعالا . ولاشك انه كان على المجلس التاسيسي القيام بدوره التاريخي في هذه الفترة الدقيقة للدفع نحو التسريع بايجاد حلول للمشاكل المطروحة لكننا لم نجن منه سوى «الجعجعة» الكلامية والصراعات الضيقة والخصومات «الغريبة والعجيبة» والصراخ والصياح وبذلك ضاعت مصالح البلاد بين الشد والجذب وعلى اعضائه تحمل مسؤوليتهم في هذه المرحلة التي تحتم على جميع اطرافه التفكير في المصلحة الوطنية . ولا يخفى على احد ان المعارضة انخرطت هي الاخرى في «الجعجعة» الكلامية ولم تقترح بدائل حقيقية ومجدية بل تأكد للجميع وان اغلبها بلا برامج واكتفت باللغو السياسي وعليها ان تكون فاعلة بعيدا عن الاساليب التي ألفناها طوال الاشهر الماضية .