كشف في الليلة الفاصلة بين الأربعاء والخميس أعوان فرقة الأبحاث العدلية للحرس الوطني بنابل، بعد مجهودات ماراطونية وأبحاث ميدانية مكثفة واعتمادا على حنكتهم وخبرتهم، النقاب عن ملابسات الجريمة البشعة التي هزت ولاية نابل وشهدتها فجر أمس الأول منطقة الفرينين من معتمدية دار شعبان الفهري وراح ضحيتها أربعة أفراد من عائلة واحدة، هم الأب المنجي بن سلامة (من مواليد 1982) والأم مريم الدريدي (في العقد الثالث من العمر) والابن آدم بن سلامة (عمره ستة أشهر فقط) والعم مختار بن سلامة (من مواليد 1984)، حيث حصروا الشبهة في شقيق اثنين من الضحايا والذي باقتياده إلى المقر الأمني والتحري معه انهار واعترف بارتكابه للجريمة في حق شقيقيه وزوجة أحدهما فيما نفى مسؤوليته عن وفاة الرضيع. وقال المتهم الذي كان في حالة نفسية سيئة طيلة التحري معه وهو يبكي بحرقة إنه أقدم على هذه الجريمة انتقاما من عائلته، مشيرا إلى أنه "أصبح منعوتا بالصبع" و"وسخولوا سمعتو" و"قدرو طاح" بين المتساكنين بسبب اندماج أحد أفراد عائلته على الأرجح في عالم الجريمة (السرقة من داخل الضيعات الفلاحية) لذلك لم يعد قادرا على تحمل استهزاء المواطنين منه كما أصبح عاطلا عن العمل ولم يعد بمقدوره العمل داخل هذه الضيعات (اختصاصه حرث الأراضي) خشية أن يتهم بالتعاون مع شقيقه أو الاثنين في السرقة كما أن شقيقيه يكنان له الحقد والكراهية وكثيرا ما شتماه رغم أنه الأكبر سنا فقرر قتل شقيقه المختار الذي يقطن بمنزل شقيقه المتزوج المنجي. الجريمة البشعة وأضاف المتهم أنه قرر وضع حد لهذه "المهزلة" فتسلح بهراوة وسكين وتسلل فجرا تحت جنح الظلام إلى منزل شقيقيه حيث هاجم شقيقه الأعزب مختار وأصابه عدة مرات في الرأس بواسطة الهراوة ثم سدد له عدة طعنات. حينها فوجئ بخروج شقيقه المنجي من غرفته فهاجمه رغم أنه حاول الفرار إلى خارج البيت فقرر قتله حتى لا يفتضح أمره وسدد له ضربات عديدة في الرأس بواسطة الهراوة ثم طعنه في الجهة الخلفية من الرقبة وعندما تأكد من وفاته طارد زوجة شقيقه (مريم) التي حاولت الفرار بعد ان لفت رضيعها بغطاء صوفي وتركته بالغرفة على أن تعود بسرعة بعد طلب النجدة قبل أن يسدد لها ضربات بالهرواة بكل وحشية ثم يطعنها حتى الموت، وعندما أنهى جريمته عاد إلى منزله دون أن يتفطن للأمر أي كان وأجرى اتصالات هاتفية مع عدد من الأشخاص يرجح أن أحدهم يخفي لديه بندقية صيد دون رخصة. تمويه وأكد المتهم أنه حاول التمويه بعيد ارتكابه الجريمة، إذ اتصل بعمه وأعلمه بوجود جلبة بمنزل المنجي، مضيفا أنه أوهمه بأنه لمح عددا كبيرا من الأشخاص يهجمون على البيت لذلك أقفل جيدا منافذ منزله وظل في الداخل يترقب التطورات. وفعلا فقد انطلت هذه الأكاذيب على العم واصطحب ابن شقيقه إلى منزل الضحايا حيث عثروا على ثلاث جثث متناثرة هنا وهناك داخل المنزل وخارجه قبل أن يعثروا على جثة الرضيع آدم ملفوفة بغطاء صوفي. دموع التماسيح أعوان فرقة الأبحاث العدلية للحرس الوطني بنابل وبدهائهم المعهود نجحوا في وقت وجيز في حصر الشبهة في الشقيق فألقوا القبض عليه ليعترف بالتفاصيل المذهلة والفظيعة لجريمته قبل نقله إلى موطن الواقعة لحجز آلات الجريمة وسط حضور أمني مكثف وقد صدم وذهل أهالي الفرينين هذه المنطقة التي لم تنم طيلة الليلة الفاصلة بين الأربعاء والخميس بسبب فظاعة الجريمة، ومن المنتظر أن يحال المتهم في بداية الأسبوع الجاري على قلم التحقيق بالمحكمة الابتدائية بنابل لمواصلة التحقيقات معه في انتظار محاكمته.