أعلن حزب الأمان "رفضه المبدئي والقطعي" لتصريحات راشد الغنوشي رئيس حزب حركة النّهضة الواردة في الشريط المسرب لما جاء فيه من تفاصيل اعتبرها "تمثل خطرا على الوضع الوطني وعلى المسار الديمقراطي لما تضمره من رغبة واضحة في تغيير النّمط المجتمعي". واستهجن حزب الأمان في بلاغ له تقسيم المجتمع على أساس ايديولوجي "اسلامي وعلماني"، لما يتضمنه من خطورة توشك أن تنسف المرتكز الأساس في بناء الدّولة الحديثة ألا وهو ترسيخ قيمة المواطنة. وجاء في البلاغ: "حزب الأمان لا يقبل ما جاء في التصريح من تلويح بأسلمة المجتمع والدولة ومن تطهير لمفاصلها من "العلمانيين". كما لا يقبل أن يقع المساس بهيبة وسمعة ومعنويات المؤسستين العسكرية والأمنية أو أن يقع الإخلال بحياديتهما وتوظيفهما لمشاريع سياسوية خاصة. وهو لا يقبل المساس بعلاقات تونس الاستراتيجية ولا سيما مع الدول الشقيقة والصّديقة، وتحديدا مع دولة الجزائر الشقيقة التي يجمعنا معها تاريخ نضالي مشترك ونتعاطف معها في حربها ضدّ المجموعات الإرهابية. ولاحظ الحزب أن "ما يثير الانزعاج هو أن يكتشف المتابع تطابقا بين ما ورد في التصريح الذي يعود تسجيله إلى عدة أشهر مضت، والممارسات السّلفية المتزامنة معه واللاحقة له، وهو ما قد يوحي بأن هذه المجموعات السّلفية قد استفادت من تغطية وتساهل شجّعاها على ارتكاب ما ارتكبت في الأشهر الماضية من عنف ضد المجتمع". ودعا حركة النّهضة الى "حسم امرها والابتعاد عن ازدواجية الخطاب وذلك بتوضيح موقفها من القضايا المطروحة في تصريحات رئيسها بصفة جليّة وواضحة".