يبدو ان وزارتي الصحة العمومية والتعليم العالي قد اختارتا سياسة الصمت تجاه توقف الاطبّاء واطبّاء الاسنان والصّيادلة الاستشفائيّين والجامعيّين عن النشاط الجامعي منذ 4 اكتوبر بعد عدم التوصّل الى اتفاق وعدم الاعتراف كتابيا بالصفة الجامعية لهؤلاء الاساتذة الذين يعملون ايضا في المستشفيات. ويذكر انه بعد مفاوضات وجلسات متعددة قدّمت وزارة الصحة العمومية مقترحا شفاهيا للنقابة العامة للاطباء واطباء الاسنان والصيادلة الاستشفائيين والجامعيين وذلك بحضور ممثلي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في جلسات الحوار والمفاوضات.. ويقضي المقترح بتخصيص مبلغ معيّن يصرف للاساتذة لقاء ما يقدمونه من خدمة لكن لم يقع التنصيص على ذلك كتابيا في محضر جلسة. صمت واحتقان وتجدر الاشارة الى ان النقابة العامة كانت كرّرت مطلبها المتمثل في التنصيص كتابيا على المقترح وفي حالة عدم الاستجابة سينقطع الاطباء واطباء الاسنان والصيادلة الاستشفائيين والجامعيين عن العمل ابتداء من 4 اكتوبر الجاري وقد تم ذلك فعلا وهو ما خلّف حالة من الاحتقان داخل كليات الطب والصيدلة نتيجة تعطل الدروس حيث تعيش كليات الطب حالة من الاحتقان نتيجة انقطاع الدروس والوضع الجامعي ككل حيث اصدر المكتب الفيدرالي بكلية الطب بتونس المنضوي تحت لواء الاتحاد العام لطلبة تونس رسالة موجهة الى وزير التعليم العالي والبحث العلمي حول انقطاع الدروس والتأطير واعتبر اصحاب الرسالة ان توجيهها للوزير يمثل خطوة اولى من سلسلة التحركات التي تعتزم كلية الطب بتونس تنفيذها دفاعا عن حقهم في تعليم نوعي حيث تقرر تنفيذ وقفة احتجاجية امام كلية الطب في حال تجاهل مراسلة المكتب الفدرالي. كما جاء في الرسالة: «تعيش كليات الطب بتونس وصفاقس وسوسةوالمنستير وكليتا طب الاسنان والصيدلة اضافة الى المعاهد العليا لعلوم وتقنيات الصحة منذ الرابع من الشهر الجاري حالة شلل اكاديمي امام توقف الدروس بالكليات وتعطل التربصات بالمستشفيات الجامعية وتعليق المناظرات والامتحانات في ظل عدم توفر اساتذة ومؤطرين. يهمّ المكتب الفيدرالي للاتحاد العام لطلبة تونس بكلية الطب بتونس ان يعلمكم ان حالة الاحتقان الطلابي بالكلية وصلت الى اوجها نظرا لما انجرّ عن هذه الوضعية من ضرر معنوي ومادي واكاديمي يهدّد نجاح السنة الجامعية والالتزام برزنامتها. ينضاف هذا الى هاجس خوصصة الدراسات الطبية الذي يهدّد القطاع ويمسّ من مصداقية شهاداتنا العلمية. سيدي الوزير اننا نحمّل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عواقب تواصل هذه الوضعية ونضعها امام مسؤولياتها وتعهداتها كوزارة إشراف ونطالبها ب: - توفير اساتذة جامعيين يتحملون المسؤولية في: تحسين وتحيين المراجع الدراسية مباشرة الدروس داخل الكلية التأطير والتكوين بالتربصات داخل المستشفى - رصد جميع الامكانيات المادية والتقنية لضمان السير العادي للسنة الجامعية - ابداء موقف رسمي من مسألة خوصصة الدراسات الطبّية. من جهة اخرى بعثت الهيئة الطلابية بكلية الطب بصفاقس رسالة وجّهتها الى وزيري الصحة العمومية والتعليم العالي والبحث العلمي جاء فيها : شلل تام «اننا ممثلو الطلبة بالهيئة الطلابية بكلية الطب بصفاقس نعلن انّ ما نمرّ به في هذه الفترة صحبة زملائنا بكلبات الطب (المنستير، سوسة، تونس) وكليتي الصيدلة وطب الاسنان من شلل تام للنشاط التعليمي والاكاديمي لامر خطير يستوجب التدخل الآني دون تأجيل. كما نؤكد رفضنا القاطع لتواصل هذه الازمة لما تحمله من مؤشرات تهدد العام الدراسي والتزامنا التام بالدفاع عن مصالح الطلبة وحقهم في مواصلة دراساتهم بصفة طبيعية وبعيدا عن كل الضغوطات . هذا ونذكّرهم بأن ما يؤثر سلبا على عمل الاطباء الاستشفائيين ينعكس بالضرورة على تأطير الطلبة وتكوينهم. وفي هذا الاطار نعلم سيادتكم بالآتي: وجوب ايجاد أرضية تفاهم بصورة استعجالية - ابتداء من تاريخ 15 / 10 / 2012 وفي صورة غياب التفاهم حول حل للازمة مع منظوريكم سندخل في مرحلة التصعيد انطلاقا من تنطيم مسيرات احتجاجية الى الاعتصام المفتوح بالتنسيق مع باقي الكليات المعنية. - نرجو من سيادتكم تفهّم حقيقة ان الجماهير الطلابية لا يمكن ان تتحمل تكرار ما عانته في السنة الفارطة جرّاء نفس الازمة والتي خلنا انها انتهت واننا لن نسمح بأن يبقى مستقبل الطالب رهينة لاي جهة كانت».