يستعد الشعب التونسي بكل فئاته الاجتماعية وعلى اختلاف جهاته إلى الاحتفال بعيد الإضحى المبارك خلال الأيام القريبة القادمة. ويتهيأ الجميع لهذه المناسبة الدينية السمحة التي تمثل فرحة يشترك فيها الجميع من الفقراء والميسورين وهي من العادات الدينية التي تحرك سواكن الجميع باتجاه تعميق أواصر التحابب والتقارب والتسامح. ويتنزل عيد الإضحى لهذا العام في ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية صعبة فرضها واقع البلاد بعد ثورة 14 جانفي وما نتج عنها من صعوبات وتداعيات كان من أبرزها ارتفاع أسعار جملة من المواد الأساسية التي تمثل صعوبات لفئات واسعة من المواطنين. ولعل أبرز ما ظهر في هذا الجانب هو غلاء أسعار الأضاحي بشكل واضح الأمر الذي جعل الكثيرين يعيشون حرجا في التوفيق بين مصاريفهم اليومية وتوفير ما يلزم للاحتفال بالعيد، وهو أمر قد أربك الكثيرين ودعاهم في مثل هذه الفترة للبحث عن الإمكانية التي تساعدهم على تخطي هذه المناسبة بأقل ضرر ممكن. بعض المواطنين أعلنوا صراحة عن عدم شراء الأضحية والاكتفاء ربما ببعض اللحوم وقرر البعض الآخر الإعراض عن شراء الأضحية، وهي كلها حلول رأوها ممكنة في ظل ما يحيط بهم من صعوبات. وبين هذه الحلول وتلك تصرف كل مواطن حسبما توفر له من إمكانات، لكن الثابت أن أعدادا منهم مازالوا في حيرة من أمرهم وخاصة منهم بعض سكان المناطق الداخلية الذين يعيشون فاقة كبرى وصعوبات نتيجة واقع التهميش والبطالة التي تتواصل منذ أشهر. هذا الواقع الذي عليه هذه الفئات يجعلنا في الحقيقة نشعر بالقلق تجاههم ويدفعنا للحديث عن مجالات المد التضامني الذي طالما مثل سمة بارزة لدى التونسيين، ومن هذا المنطلق فإن الدعوة إلى التعاون والتكافل لابد أن تتحرك فينا وأن تجعلنا نمد يد المساعدة لهؤلاء حتى ندخل على قلوبهم الفرحة وحتى نجعل أطفالهم يفرحون كأطفالنا. فهل يتحرك الجميع في اتجاه مساعدة هؤلاء التونسيين الذين لهم حقوق على الجميع؟ ذلك هو عين المد التضامني الذي لابد أن يكون واضحا في مثل هذه المناسبة والذي يبقى من واجب كل تونسي غيور على الوطن وعلى إخوانه أفراد الشعب التونسي حيثما كانوا على هذه الأرض الطيبة التي تتسع للجميع.. وللجميع الحق في العيش عليها في نخوة ومحبة وتعاون.