لا يمكنك المرور عند زيارة القيروان دون الوقوف أمام فسقية الأغالبة لتنبهر بما شيّده أجدادنا. هذا المعلم الغارق في القدم. صار اليوم مهدّدا بالسقوط والانهيار. ليصبح الزائر والسائح مجبرا على مشاهدة المعلم عن بعد وعلى ارتفاع أكثر من 4 أمتار وعلى بعد أكثر من 60 مترا. «الصباح الأسبوعي» إتصلت بالمعهد الوطني للتراث لمعرفة حقيقة ما وصلت إليه الأمور فأجابنا المهندس الهادي لحمر قائلا:« تعتبر فسقية الأغالبة من أهم المعالم التاريخية ببلادنا. والممتدّة على مساحة 12 هكتارا، عرفت على مدى عديد السنوات عمليات ترميم للمحافظة على هذا الكيان. إلا أن الوضع الحالي لهذا المعلم جعله مهددا اليوم نظرا لما تعرفه مياهها من صعوبة التوظيف والتنظيف. وذلك لارتفاع نسبة الملوحة. الفسقية تتسع لحوالي 5000 م3 من المياه صارت تنخر الهيكل الرئيسي ومع رفض الديوان الوطني للتطهير تفريغ هذه الكمية. نظرا لارتفاع الملوحة التي تضرب وحدات التصفية» وإجابة عن سؤال حول الحلول المزمع اتباعها أشار المهندس الهادي لحمر الى أن المنطقة المحاذية للفسقية تتضمن مائدة مائية مرتفعة 1.70 م. أضرت بأغلب المباني فما بالك بمعلم تاريخي. كما أن المنطقة لم يقع بها مسح جيولوجي بتقنية الصدى لمعرفة حقيقة ما يوجد من معالم أثرية قد ردمت لهذه الأسباب وغيرها وأبرزها تعدد المتدخلين (البلدية، المعهد الوطني للترات، الولاية) فقد صار لزاما على المسؤولين بوزارة الثقافة بعث لجنة صلبها بعد أن توفرت منذ 2011 : 3 تقارير خبراء لمعالجة الوضعية. والتفكير في إنشاء وحدة تحلية المياه وتغذيته مع رسكلة المياه لأن ما يوجد الآن من عيون داخل الحوض يجعل هذه المياه في فترة وجيزة معكّرة إضافة لما يلقى بها من فضلات.