آمال حجار فنانة تتنفس ألوانا وتعيش مع الفرشاة تسبح مع الذكريات وتغوص عميقا في داخلها.. تبحث عن إجابات مقنعة على أسئلة غامضة قد تجد لها أجوبة وقد تزيد من حيرتها... وفي رحلة البحث عن شيء لا تدركه تولد خطوات الإبداع الأولى... حين مزجت اللون بالفكرة تمخضت عن لوحات ناطقة تحاكي النفس وتداعب أعماقها.. امال حجار قالب وإطار راسخ لمدرسة تجريدية رائعة رسمت فوصفت.. ولونت فأبدعت اللوح الصامت ليغني فكرة نراها في نتاجها الذي تتحدث عنه الصورة. التقيناها فتحدثنا معها حول مشوارها التشكيلي وعديد المسائل الاخرى فكان الحوار التالي. هل الفن التشكيلي فرشاة وألوان ولوحة؟ لم انظر يوما إلى الفن كفرشاة وألوان ولوحة.. إنما هي أدوات مسخرة لتجسيم فكرة ما أو حيرة تسكنني منذ الصبا ولم أجد حلا لها الى الان... والاهم في النهاية هي الفكرة بدليل أنها لو رسمت على صخرة وهي مميزة للفتت الانتباه. فالفن قيمة وشيء من الخيال والأفكار المتسللة والهاربة من هنا وهناك والتي تبحث لنفسها عن موقع أو وطن لتسكن فيه،، إذاً هناك مكملات وليست أساسيات. إلى اي مدرسة تشكيلية تنتمين؟ لم أفكر يوما بمدرسة معينة أنتمي لها أنا أفكر وأتخيل وأحتار وأندهش ثم أبدأ رحلة بحث طويلة وصعبة أحاول خلالها أن اجمع هذه الأفكار والخيالات وأحاول ضمها في وطن يجمعها - وربما أكون خليطاً من أكثر من مدرسة... لا أعلم كيف تعبر المرأة عن نفسها عبر الفرشاة؟ المرأة الفنانة شفافة ذات إحساس غير عادي بالأشياء حولها سريعة البديهة بما يدور حولها من خير وشر من سعادة وحزن إنها كتلة من المشاعر والأحاسيس يراها الآخرون كصفحة بيضاء لا تعرف إلا أن تخرج ما بداخلها لكن تترجمه إلى أفكار على لوحة قد كانت صامتة وامتلأت بالمواضيع وتلك التفاصيل لفنانة وبقدر ما هي بيضاء وواضحة بقدر ما تكون غامضة. برأيك أيهما يعتبر الأهم، الفن الواقعي، أم الفن التجريدي، وهل صحيح أن على الفنان أن يبدأ بالمدرسة الواقعية حتى تكون لديه مرجعية لأسس اللون وتكوين لوحته؟ دائما ما يسكنني شعور غريب فيكون الحافز لإنجاز لوحة جديدة أو محاولة البحث عن شيء ما ينتابني ولم أجد له أي تفسير لتبقى آثاره شاهدة في لوحة عن حيرتي وما يحركني من مشاعر مختلفة في الحياة واعتقد أن العملية التشكيلية تأتي كالقصيدة أو اللحن.. وقد تكون لحظات الإلهام هي التي تحركني.. من يرسم اللوحة، هي التي ترسم نفسها، أم الكامن في أعماق الفنان، أم موهبته وقدرته على الرسم البارع؟ لا أفكر بالرسم إلا حينما اشعر أنني أريد ذلك أي هناك مشاعر غريبة تجتاحني ولا أجد لها أي تفسير سوى مسك الفرشاة والانطلاق في رحلة بحث مجهولة عن شيء ما اريد ان اجد له تفسيرا. وحينما اتخذ قراراً أنه يجب أن ابدأ الآن. ويمكن أن أضع اللوحة أمامي وابدأ في الرسم وفجأة تتوقف أفكاري لفكرة وضعت على اللوحة في فترة زمنية معينة ولاشعوريا اترك اللوحة وتلك الفكرة الناقصة وربما أعود لإكمالها في وقت لاحق. ما هي اللوحة التي يقف أمامها الجميع ليشاهدها بإعجاب؟ اعتقد تلك اللوحة التي تبدو غامضة وتحتاج للوقوف أمامها ساعات لما فيها من إبداع وموضوع غير عادي وليس المهم كثرة التفاصيل بها بل التميز هو ما يجذب الجمهور المتذوق. حدثيني عن إحساسك حينما يقف البعض أمام إحدى لوحاتك فيتأملها بإعجاب؟ بصراحة أن ينظر لها بإعجاب أتمنى ذلك. لكن بشكل عام دائما أكون متوترة وخائفة فأن تصل لعقول الآخرين ومدى تقبلهم لأعمالك أمر غير عادي اشعر بالخوف لأن رأي الآخرين يهمني وكثيرا ما استفيد منه، وآخذه بعين الاعتبار.