بعد أن وفقت جمعية الإبداع الثقافي الفتية في مرحلة أولى في تنظيم أنشطة وتقديم خدمات مختلفة موجهة بالأساس إلى الناشئة طبقا لأهدافها الرامية إلى المساهمة في بناء تونسالجديدة والعناية بشريحة الأطفال والشباب، تنكب حاليا هيئة الجمعية برئاسة محمد سعيد البجاوي على إعداد برنامجها لسنة 2013 ليكون مواصلة في نفس الخيار وتعزيزا للخطوات التي رسمتها في إطار أنشطة المجتمع المدني على اعتبار أن المراهنة على الشباب فيه تأسيس لمستقبل البلاد وإرساء لنوعية معينة من الأنشطة وطرق التفاعل بإيجابية مع واقع تونس ما بعد الثورة لغرض تهيئة مستقبل أفضل وذلك من خلال خلق تقاليد مشاركة الآخرين في التفكير والتحاور حول القضايا الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية وبحث الحلول الكفيلة بالخروج من الأزمات والاشكاليات مثلما أكد ذلك رئيس الجمعية. علما أن جمعية الإبداع الثقافي نظمت منذ منطلق السنة الجارية جلسات حوار وموائد مستديرة وأنشطة ثقافية وفكرية وتظاهرات عديدة تمحورت مواضيعها حول مسائل حارقة من واقع تونسالجديدة فسحت مجال المشاركة في طرحها وإدارتها لأطفال وشبان من مدارس ومعاهد ثانوية من مناطق مختلفة وخاصة من الأحياء الشعبية على غرار الملاسين ودوار هيشر وباب سويقة وغيرها من المناطق والأحياء الفقيرة بالعاصمة. والهام في هذه الأنشطة والتظاهرات أنها تستدعي مختصين في مجالات الثقافة والفكر وعلم الاجتماع والنفس والسياسة. وكشف رئيس جمعية الابداع الثقافي عن الخطوط العريضة لبرنامج العام القادم وبيّن أن الجمعية تتجه نحو ترسيخ تقاليد جديدة لدى الناشئة على نحو تفتح علاقة تواصل مع النخبة وأهل العلم والمعرفة وتتيح للفئة الأخيرة فرص القيام بدورها المطلوب للتأسيس لعقلية تحصّن الأجيال الصاعدة وتحميها من الأنماط السلوكية والأفكار التي تهدد وجودها ومستقبلها. وتتمثل أبرز المحطات حسب تأكيده في تكوين فريق عمل يضم مسرحيين وسينمائيين سيتولون تنظيم لقاءات مشاهدة لأعمال ومناقشتها إضافة إلى تنظيم لقاءات تنشيطية وفكرية وحفلات موسيقية في بعض المؤسسات التربوية في مناطق ريفية داخل الجمهورية حسب الامكانيات المتاحة للجمعية. مبادرة في حاجة إلى الدعم ومن بين المبادرات التي أتتها هذه الجمعية وتحرص على تفعيلها ونشرها داخل مختلف الأوساط هي تنظيم لقاءات دوريّة لفائدة الشباب التلمذي مع رموز ومختصين في مجالات العلم والفكر والبحث تحت عنوان « تونس تتغير» و»تونس تصنع» وتتمثل في استدعاء مهندسين وأطباء وأساتذة جامعيين مختصّين في مجالات علمية وأدبية وفكرية مختلفة وفسح مجال التحاور معهم حول مسائل تهم اختصاصهم. وعلّل محمد سعيد البجاوي هذا الخيار بأنه يأتي بطلب وبحرص من عدد كبير من المنضوين في صلب الجمعية أو من أطراف أخرى قريبة من أنشطتها لأنهم يجمعون حول مدى أهمية مثل هذه البادرة لاسيما في هذه الفترة وبالنسبة لهذه الشريحة من المجتمع التونسي. كما بيّن أن تونس اليوم في حاجة إلى الاستفادة من الخبرات والكفاءات التي تزخر بها مما يشجع الشباب التلمذي بالأساس على الاستئناس بتجاربهم وخطاهم. في المقابل أكد ان محدودية الامكانيات المالية للجمعية لا تسمح بجلب وإقامة لقاءات مع علماء وأسماء بارزة على مستوى عالمي. ولا يخفى على أحد مدى أهمية وجدوى مثل هذه البادرة التي لم تجد الصدى والدعم اللازم من قبل سلطة الاشراف أو الجهات الرسمية مثلما هو الشأن لما تشهده بعض المبادرات من دعم منقطع النظير من عديد الجهات الرسمية وغيرها من قبيل استدعاء رموز الشعوذة وأعداء الانسانية ممّن يلقّبونهم بشيوخ البِدَع والأفكار والفتاوي المارقة عن أحكام الدين الاسلامي والسنة. فمثل مبادرة جمعية الإبداع الثقافي في حاجة ماسة إلى دعم المجتمع المدني وسلطة الإشراف نظرا لما يمكن أن تقدمه لشباب تونس اليوم والغد.