اهتم محمود الذوادي رئيس مركز تونس لحرية الصحافة أمس خلال الندوة الصحفية التي انعقدت بمناسبة احياء الذكرى الثانية لليوم العالمي لإنهاء الافلات من العقاب بالقضايا الخاصة أساسا بالصحفيين.. وذكر أن المركز "لم يرى اية جدية من أجهزة الحكومة لفتح هذه الملفات أو متابعة قضايا الاعتداء على الصحفيين." واعتبر أن "ضعف السلطة القضائية ومواصلة هيمنة الجهاز الأمني الى جانب ضعف ثقافة الإفلات من العقاب هو الذي أدى الى مزيد استفحال هذه الظاهرة حتى بعد تحقيق الثورة وبيّن أن الاستهانة أو السكوت عن فتح ملفات الاعتداءات من شأنه أن يزيد في ترفيع نسق العنف المسلط على الاعلاميين". وأشار الذوادي الى انه تم تسجيل أرقاما قياسية خلال العشرية الأخيرة بالنسبة للافلات من العقاب في القضايا التي تتعلق بالصحفيين حيث يفلت 9 من بين 10 حالات اعتداء". وأوضح فاهم بوكدوس المنسق العام لمركز تونس لحرية الصحافة أن اغب التقارير التخصصية تقول أن الانتهاكات ضد الصحفيين لا تتم أثناء النزاعات المسلحة كما يتصور الكثير بل تقع اثناء التحركات الجماهيرية في الشوارع أو خلال تغطية أحداث لها علاقة بالوضع السياسي والاقتصادي كالجريمة المنظمة واستقصاء الفساد.. وأضاف بوكدوس أن ال20 شهرا الماضية شهدت العديد من الاعتداءت على الصحفيين شملت حوالي الستين صحفي وتفرقت على عدد من المواعيد (احداث الاعتداء أمام دار لبراس في 6 ماي 2011 وأحداث القصبة 3 في 15 جويلية 2011 ومظاهرة اتحاد الشغل في 25 فيفري 2012 وتحرك العاطلين عن العمل في 7 أفريل وعيد الشهداء في 9 أفريل..) ورغم اعتذار وزارة الداخلية للصحفيين في اكثر من مناسبة الا أن ذلك لم يمنع من تكرر الممارسة. وقال منسق مركز تونس لحرية الصحافة:"كثيرا ما يهوّن مسؤولون حكوميون من الاعتداءات على الصحفيين وكثيرا ما يعتبرونها احداث معزولة وغير مقصودة بل ترجع احيانا الى تقصير الصحفيين في التموقع أثناء المظاهرات أو تأخذ التصريحات نزعة تبريرية من نوع ان الامنيين يعيشون ضغوطات واعتداءات أو انهم يفقدون الامكانيات والوسائل الكافية للتحرك السليم أثناء المظاهرات.." وفي نفس السياق رأى بوكدوس أن "ما يدعم سلطة ثقافة الإفلات من العقاب هو عدم مبادرة النيابة العمومية التي تلحق بوزارة العدل على فتح أي تحقيق في الانتهاكات الفجة في حق الصحفيين التونسيين، دون اعتبار عدد القضايا التي رفعها الصحفيون ضد الشرطة والتي لم يفتح فيها اي نوع من المتابعة أو التحقيق.." ولاحظ مستنكرا:" على العكس نرى النيابة العمومية تبادر الى ايقاف رئيس جريدة لنشر صورة وهو ما يعكس استعمالا مزدوجا وغير متوازن للقضاء في ادارة مثل هذه الملفات." ودعا بوكدوس جميع الصحفيين "الى المبادرة برفع قضايا في اي اعتداء يتعرضون له مهما كان نوعه.. الى جانب التشبث بمتابعته القضائية وعدم التعامل مع الاعتداءات على انه أمرا مستبطن والاكتفاء بالتنديد".. وتجدر الاشارة الى ان الندوة الصحفية شهدت عرضا لعدد من الشهادات شملت بثينة قويعة عن الاذاعة التونسية والصحفي نجيب العبيدي عن حادثة وفاة الصحفي الفرنسي "لوكاميروك دوليغا"، وسناء فرحات عن "دار الصباح".