لتحقيق تنمية شاملة ومتوازنة تسهم في تغيير الملامح بالجهة ترمي استراتيجية التنمية حسب انتظارات متساكني مناطق الحوض المنجمي الى تحقيق جملة من الاهداف تتمحور خاصة حول الرفع من قدرة الجهة على تجاوز أحادية اقتصادها وتنويع انشطتها وتوفير البدائل الملائمة لاستيعاب الطلبات الاضافية للشغل وتوفير منطلقات تنموية جديدة بالاعتماد خاصة على اربعة محاور اساسية وهي تطوير الموارد البشرية وتعزيز حركية قطاعي الفلاحة والصناعة وتنويع القاعدة الاقتصادية وتطوير البنية الاساسية.. وانطلاقا من تقييم مدى الاهمال والتهميش الذي مس كل مجالات التنمية بهذه الربوع المنجمية منذ سنوات الاستقلال والى اليوم فقد بات من الضروري وبصفة جدية اقامة نسيج اقتصادي متكامل يسمح بالتخفيف من وطأة البطالة من خلال اسهامه المباشر في تمويل بعث المشاريع في ميادين متعددة ضمن استراتيجية تنموية بمبادرة المنطقة وتصورها للنمط التنموي حسب خصوصياتها وتكوين عقلية الاستثمار الخاص بالتوجه الى المشاريع الدافعة وابراز روح المبادرة وتوفير اطر للصناعات الخفيفة الاستهلاكية الناجعة التي تعطي مردودا واسعا يستجيب لحاجيات المجموعات والافراد في مرحلة التطور الانمائي وتضمن استمراريتها وبذلك تصبح روافد التنمية مؤدية الى اقطاب متكاملة بالتوازي مع تامين الاستغلال الامثل للاستثمارات والمشاريع العمومية المنجزة بجهة قفصة عامة تساهم في تحريك عديد الانشطة المنتجة وتاهيل الموارد البشرية وتنشيط سوق الشغل بهذه الربوع المنجمية... القطاع الصناعي والفلاحي لم يجد القطاع الفلاحي الذي عرفت به الجهة عبر التاريخ المساهمة الفاعلة في دفع حركية التنمية الاقتصادية واستيعاب طلبات الشغل الاضافية.. واذا كان لا بد من تشجيع الباعثين الشبان على تعاطي الفلاحة وتطوير القطاع يرى شباب المنطقة انه لا بد من تكثيف عمليات التأطير وتمكين الشبان من مساعدات عينية واحكام التهيئة الترابية الى جانب تدخل السلطات المعنية بالقطاع في تكثيف برامج تعبئة الموارد المائية وبعث المزيد من المناطق السقوية وخاصة منها المشاريع التي اقرتها شركة فسفاط قفصة منذ سنة 2010 والمتمثلة في احداث 10 مناطق سقوية باستثمارات تفوق 50 مليون دينار الى جانب ما ستوفره هذه المشاريع من فرص للاستثمار.. وفي غياب مؤسسات صناعية ومحدودية بوادر الاستثمار (دون الحديث عن مصالح قطاع الفسفاط) فان بعث مؤسسات في مجال الصناعات الكبرى والمتوسطة يعد من آفاق العمل المستقل من خلال ما يمكن ان يوفره من فرص تستجيب لحاجيات المنطقة في المجالات المختلفة بالتوازي مع بعث مركز قطاعي للتكوين المهني والذي كان مبرمجا للانجاز بالمتلوي من شانه ان يؤمن يدا عاملة مختصة في المجال الصناعي الى جانب السعي الى تفادي اشكاليات الضمانات التي تعترض صغار الباعثين من حاملي شهادات التكوين المهني والتعليم العالي خصوصا والتي عادة ما كانت عائقا امام بعث مشاريع في المجال الفلاحي كما هو الشأن في المجال الصناعي.. تحقيق الطموحات لبلوغ الأهداف والغاية من مختلف هذه التصورات والانتظارات تكمن اساسا في ايجاد آليات اضافية لدفع التنمية واستئصال البطالة خاصة اذا ادركنا اهمية الدور الموكول الى الاجهزة والهياكل في تصور خطط تنموية وفي تشجيع وحفز المبادرة باستنباط المشاريع حسب خصوصيات كل منطقة من ربوع الحوض المنجمي اقتصاديا واجتماعيا وتعزيز اللامركزية واللامحورية والى العمل على توظيف كل الطاقات والامكانات وترشيد استثمارها في خدمة الجميع بما يعزز فرص اندماج هذه المناطق ومتساكنيها في الدورة الاقتصادية وتحسين ظروف العيش وتسهم في التمدن الصحيح وبذلك تكون روافد التنمية مؤدية الى اقطاب متكاملة بالمنطقة والى تحقيق التنمية بالحوض المنجمي...