أكد محسن الكعبي أستاذ العلوم العسكرية بالأكاديمية العسكرية سابقا وكاتب عام جمعيّة إنصاف قدماء العسكريّين على أهمية إصدار مرسوم تكميلي لرد الاعتبار ل 247 عسكري من مختلف الأصناف والرتب من الذين تعرضوا لانتهاكات في ما يعرف بمؤامرة براكة الساحل "المزعومة". وأشار إلى انه رغم تدخل عديد المؤسسات بعد الثورة ما تزال هذه المجموعة تعيش معاناة. وفي محاضرته أمس بمركز دراسة الإسلام والديمقراطية بتونس تحدث الكعبي في شهادته عن عملية الغدر التي تعرضت لها المؤسسة العسكرية ومأساة العسكريين أمثاله. وانطلقت رحلة المعاناة حسب الكعبي سنة1991 حيث اعتقل بتهمة الانقلاب والانتماء في مؤامرة مزعومة سميت ب"مؤامرة براكة الساحل" وبعد الإيقاف بوزارة الداخلية والتعذيب الذي تعرض له برأت ساحته الأبحاث الأولية وأمضى سنة كاملة في فترة نقاهة جراء التعذيب الذي لحقه أثناء فترة تولي الحبيب بولعراس حقيبة وزارة الدفاع. وأضاف" تمت إحالتي على التقاعد بسبب القصور المهني دون المثول أمام القضاء أو على مجالس التأديب، كما لم أقدم استقالتي وبعد طردي من المؤسسة العسكرية سلبت جميع وثائقي الشخصية من بطاقة تعريف وطنية وجواز سفر وبطاقة العلاج ووجدت حينها نفسي مطاردا في الحياة المدنية بعد ما تم قطع راتبي الشهري وملاحقتي لمنعي من العمل لدى بعض المؤسسات الخاصة". سجن 100 عسكري وفي شهادته للتاريخ قال الكعبي ان من شملتهم مؤامرة براكة الساحل عدد منهم الحق ببعض مؤسسات الدولة والبعض منهم أحيل على التقاعد الوجوبي فيما اجبر عدد مهم على الاستقالة ومنهم من مثل أمام مجالس تأديب صورية وطرد عدد منهم لسبب القسور المهني المزعوم فيما سجن نحو 100 عسكري. وأضاف " بعد الثورة تم كشف الحقائق الخفية حول هذه القضية وتقديم اعتذارات الدولة الرسمية لمجموعة العسكريين وذلك يوم عيد الجيش الماضي بساحة العلم بالأكاديمية العسكرية". تكريم وأعلن الكعبي في سياق حديثه ل"الصباح" بأنه سيتم تكريم العسكريين من ضحايا العهد السابق بمنحهم وسام الجمهورية وتمكينهم من بقية الحقوق المادية التي يقرها القانون وذلك في10 ديسمبر المقبل اليوم العالمي لحقوق الإنسان. وأكد الكعبي ان من تعرضوا الى هذه المظلمة على استعداد إلى الصفح وذلك بعد محاسبة من ثبت تورطهم في ارتكاب هذه المظلمة والاعتذار لكل من لحقتهم الانتهاكات. وأثث المحاضرة عدد من العسكريين المتهمين في قضية براكة الساحل ورضوان المصمودي مدير مركز دراسة الإسلام والديمقراطية. يذكر ان مركز الاسلام والديمقراطية تولى تكريم محسن الكعبي بتسليمه درع الشهيد عبد الرؤوف العريبي للدفاع عن الإسلام والديمقراطية.