لاشك أن كل من تابع أشغال الجلسة العامة للجنة الوطنية الأولمبية التونسية واستمع بانتباه لما جاء على لسان رئيسها الدكتور عبد الحميد سلامة قد استمتع بخطابه القيم والهادف وغزير المعاني وأدرك صفاء نواياه ونقاوة معانيه ووضوح منهجيته وعقلانية استراتيجيته، فقد كان بحق وبدون اية مجاملة خطاب الجرأة والشجاعة الذي أزاح الستار عن المستور وأزال الشكوك وكشف النقاب عن كل الحقائق واضعا الإصبع على موطن الداء الحقيقي والأساسي الذي ينخر جسد رياضتنا في الصميم، مقيدا أياديها ومكبلا أرجلها ومجمّدا عقولها السليمة والخلاقة التي صنعت في عهد ليس بالبعيد الأمجاد وأنجبت أبطالا أفذاذا ارتقوا إلى أعلى المراتب وأشهق القمم ورفعوا راية تونس خفاقة بين أعتى الأمم فكانت صدورهم موشحة ذهبا. لقد كان الدكتور سلامة جريئا في تقييمه للوضع الرياضي السائد وصريحا في مداخلاته وردوده التي شخّصت المرض بكل دقة وثبات وافرزت خيبات الرياضات الجماعية والانسحابات المريرة وغير المنتظرة التي قضت نهائيا على احلامنا في بيكين... كما أطنب بصراحته المعهودة في الحديث عن الاخفاق الجماعي بحل الجامعات الرياضية في تسيير دواليبها وادارة شؤونها مشيرا الى فشلها الذريع في حصد النتائج الموعودة وعجزها المفزع عن ايجاد الحلول الكفيلة لبلوغ الأهداف المنشودة، مؤكدا عن دور المسؤول والمسير وواجباته المقدسة تجاه العمل الجمعياتي التطوعي، معرجا على ضرورة ان يتحنى العضو اللاهث وراء المنافع او غير المقتدر عن منصبه لفائدة من هو أفضل وأجدر.. وأمام الصمت الرهيب لمعظم المؤتمرين الح الدكتور سلامة من جديد على الحضور بوجوب اثراء النقاش بالتدخلات المثمرة والنقد البناء وان وجب الأمر بالانتقاد لكن ومع الأسف الشديد فإن الصمت هو الذي خيّم على القاعة (ومن الصمت ما قتل) هذا واحقاقا للحق حوار المحاور الأساسية التي تم التطرق اليها خلال الجلسة هنا كنا تعرضنا اليها بكل جرأة وموضوعية في مقالات تحليلية سابقة، ووصفنا تلك الخيبات المريرة والمتتالية بالنكسة التي لا يجب ان تتحول الى نكبة وذلك باقرار وقفة تأمل نعالج من خلالها الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذا الفشل المخجل والاخفاق الذريع الذي منيت به رياضتنا رغم المجهودات الجبارة والتشجيعات الهائلة والعناية الموصولة التي ما انفكت الدولة توليها لهذا القطاع الحيوي والقلب النابض لكل التونسيين بمختلف شرائحهم ودرجاتهم واعمارهم في الصميم ادعو الى فتح ملف الرياضة التونسية بطم طميمه. النادي الإفريقي يتبنّى مشروع «الصباح» لتعديل الرّوزنامة والعدول عن تأجيل الكأس تأكد لدينا أن الهيئة المديرة للنادي الافريقي وبعد قيامها بقراءة متأنّية ودراسة مستفيضة للمشروع الذي كنت اقترحته على الجامعة لتعديل الروزنامة، قد تبنّته بكل جزئياته وأشعرت المكتب الجامعي بذلك مطالبة بتنفيذه لصيانة مصداقية السباق وتجنيب البطولة الاشكالات التي طفت على السطح في ضوء الروزنامة المعدّلة التي كانت كشفت عنها الجامعة وتضمّنت برمجة تثير الدهشة والضحك لكونها غير مقبولة وغير منطقية تماما، إذ لا يعقل مثلا أن تنتصف مرحلة الاياب دون أن تبوح الجولتان قبل الأخيرة والختامية للذهاب بآخر أسرارهما، ولأنه لا يعقل أيضا أن تعمد الجامعة إلى تأجيل الدورين نصف النهائي والنهائي للكأس، مع أننا أثبتنا بالحجة والدليل والبرهان الساطع والقاطع أن هناك صيغة عملية ممكنة من شأنها أن تجنّب المكتب الجامعي المشاكل التي أوقع نفسه فيها بما أنها تسمح بانهاء الموسم بكل محطاته من بطولة وكأس يوم 25 ماي ليكون الدور النهائي يومها مسك الختام. ... والآن بودّنا أن نؤكد أن المهم ليس أن تكون «الصباح» أو غيرها هي التي اقترحت الروزنامة المعدّلة التي ترضي جميع الأطراف، بل الأهم أن لا تتأخر الجامعة في تطبيقها بغضّ النظر عمّن قام بصياغة تلك الروزنامة. أليس كذلك؟ حسن عطية النادي الصفاقسي يوجّه رسالة احتجاج ضد النجم ويستأنف قرار العقوبة المسلطة على دي كاستال الكل يعلم ان قوانين الكنفدرالية الافريقية لكرة القدم تعطي صلاحيات التنظيم في مقابلات الكأس الممتازة الاجتماع العام الى المحرز على كاس رابطة الابطال ولئن حصل اتفاق ينص على اقتسام التذاكر في اجتماعه التام بمقر الجامعة وباشرافها بحضور ممثلي النجم والنادي الصفاقسي فان النجم اصر على تسليم النادي 17 الف تذكرة فقط رغم الاحتجاجات الشديدة التي قدمها خلال الاجتماع التنظيمي الذي التأم بولاية بن عروس وامام تمسك هيئة النجم بموقفها فان الهيئة ارسلت مذكرة احتجاج رسمية الى الجامعة كما جاء على لسان الناطق الرسمي الأستاذ عماد المسدي لأسباب مبدئية لا غير باعتبار ان التذاكر المسلمة للنادي لم تنفذ بالكامل شانها شان تلك التي احتفظ بها النجم الساحلي على ما يبدو. استئناف القرار من جهة ثانية وبعد صدور قرار لجنة الاستئناف والذي وقع رفع العقوبة المسلطة على طبيب النادي الاستاذ الحبيب العش والمدلك المنذر خليفة ولم يشمل المدرب ميشال دي كاستال والمرافق عبد القادر الدو فان الهيئة المديرة قررت استئناف الحكم من جديد خاصة وهو يخلو في نظرها من كل مبررات منطقية نظرا لان دي كاستال حاول جاهدا ارجاع اللاعبين للميدان ولان عبد القادر الدو لم يتدخل اطلاقا في الموضوع ولان صلاح الزحاف اعلن بصفة رسمية مسؤوليته الكاملة فيه