ترجمة الفلسفة الإسلامية إلى مناهج وطرق تدريس تستفيد منها الأمة الإسلامية والعالم اجمع وذلك لما ستوفره من استراتيجيات ذات صفة تنافسية وممتلئة بالقيم في عالم اليوم المتصف بالعولمة فضلا عن المستقبل كان محور المؤتمر الأكاديمي العالمي الذي انعقد مؤخرا بكوالالمبور بماليزيا في الفترة الفاصلة بين 2 إلى 4 ديسمبر وشاركت فيه إضافة إلى الجامعات الإسلامية العريقة على غرار الزيتونة رؤساء جامعات من كندا وبريطانيا باعتبارهم يعدون أمثلة حية على كيفية استدامة مؤسسات التعليم العالي في البلدان ذات الأقليات المسلمة. في هذا المنتدى الذي يعمل على ترسيخ التكامل بين الفلسفة وخطط العمل مثلنا الدكتور عبد الجليل سالم رئيس جامعة الزيتونة الذي أكد في تصريح خص به جريدة "الصباح" أن تنظيم المنتدى يتنزل في إطار اهتمام الأوساط الأكاديمية الرسمية في البحث عن قادة مسلمين جدد من ذوي القدرة على تحويل الاستراتيجيات إلى برامج عملية على الصعيد التعليم". وفي محاضرته تناول الدكتور عبد الجليل سالم إشكالية العقل المسلم وأوضح أن المشكل يكمن في انتاجه لمشاكله القديمة وبين أن الفكر الإسلامي والفلسفي يفتقد أبعاده العلمية والشرعية في صورة لم تقع ترجمته إلى منجز مفيد وهذه روح الإسلام في القرآن ولاحظ أن أزمة الفكر الإسلامي اندلعت عندما حصلت القطيعة بين النظر والتطبيق في تاريخ الأمة الإسلامية وأن روح الفلسفة القرآنية هي روح العلم التي تجعل من الاستجابة للواقع التطبيقي مقياسا أساسيا لاكتساب النظريات بعدها العلمي. ويذكر أن المنتدى الأول لرؤساء الجامعات الإسلامية الذي تم تنظيمه منذ عامين مثّل فرصة مكنت رؤساء الجامعات الإسلامية من التداول والنقاش والتناظر حول العديد من القضايا المتعلقة بمجال التعليم العالي وكذلك من مقارنة نماذج التعليم العالي المعمول بما لديهم بالنماذج الغربية التي تنظر إلى المعرفة على أنها سلعة بدل أن تكون مجموعة من القيم. فكانت السنتان الماضيتان بمثابة رحلة بحث روحية للجامعات الإسلامية الراغبة في تصميم نماذج بديلة في مجال التعليم العالي وفي إطار دعم إشعاع جامعة الزيتونة وتمكين الدولة الشقيقة من الاستفادة من تجاربها وخبراتها العلمية الضاربة الجذور في التاريخ وتبادل المعارف تم إبرام اتفاقيات تفاهم وتعاون وشراكة مع عدد من الجامعات الإسلامية تم التوقيع على بعضها على غرار جامعة أم درمان بالسودان والجامعة الإسلامية بغزة وسيتم إمضاء اتفاقيات أخرى في وقت لاحق خاصة المتصل منها بالجامعات الأوربية.