احتفاء بكتابة لا تكتفي برصد تفاصيل الواقع وإنما تهتدي بخطوات المجددين في الأدب العربي نظم صالون "نص" ببيت الشعر أمسية شعرية مساء يوم الجمعة 7ديسمبر حيث قام رواد الصالون بإطلالة على إصدارين جديدين وهما: ديوان"نزولا عند رغبة المطر" للشاعر عبد الفتاح بن حمودة و" بقايا نعاس" للشاعر نزار الحميدي في محاولة للاقتراب من هموم المبدعين وإرهاصاتهم وقد استضاف الصالون كذلك الشاعر المصري هشام قشطة ليتحدث عن مجلة"الكتابة الأخرى وهي مجلة مصرية احتفت بالمبدعين من شعراء ومسرحيين وسينمائيين ونقاد ملقية الضوء على المشهد الثقافي التونسي بعد الثورة.. و"نزولا عند رغبة المطر» مجموعة شعرية صدرت مؤخرا وهي عن منشورات كارم الشريف في طبعتها الأولى وقام بتصميم لوحة غلافها الفنان التشكيلي حسين مصدق، وقد أهداها عبد الفتاح بن حمودة إلى شهداء الثورة التونسية وشهداء 26 جانفي 78 وشهداء انتفاضة الخبز 84... وإلى شهيدي الحرية الفاضل ساسي ونبيل بركاتي دون أن ينسى والدته والنساء اللّواتي دثرنه في ليل المطر البشري... والواقع أن تجربة عبد الفتاح حمودة الشعرية انطلقت مع مجموعته البكر "الصباحات" سنة 1996 فمجموعته الثانية"آنية الزهر" سنة 1998 وفي سنة 2002 أصدر"الملكة التي تحبها العصافير" ثم "أجراس الوردة" في نفس السنة وفي سنة 2003 أصدر مجموعة "عندما انظر في المرآة لا أفكر" ومجموعة "الفراشات ليلا"... ليتوجها ب "نزولا عند رغبة المطر» بعد تسع سنوات من الانقطاع عن التحبير. أما الشاعر نزار الحميدي فهو عضو نقابة كتاب تونس وعضو حركة نصّ التي تمّ الإعلان عنها في صيف 2011 يشارك بكثافة في الملتقيات الأدبية وهو متوج بجوائز وطنيّة وعربيّة. نشر أغلب نصوصه ومقالاته في جريدة "الشعب". وأصدر منذ أيّام كتابه الشعريّ البكر "بقايا نعاس"عن دار نشر "مسكلياني". وهي مجموعة شعرية تقدّم إضافة للمشهد الشعري التونسي بنزوعها إلى الحداثة كتابة ورؤية،.. يقول الشاعر والناقد فتحي النصري في شأن هذه المجموعة الشعريّة "أنها لا تكتحل بظواهر الأشياء إلاّ لتنفذ إلى بواطنها وتتقرّى حركاتها غير المرئية.. وهو ما ينزّل الشاعر في علاقة أليغورية بالعالم ويدرج قصائده في ما يجوز أن يُوسَمَ بشعرية التخييل". ومجلة "الكتابة الأخرى" للشاعر هشام قشطة كانت هي المحتفى بها رقم 3 باعتبار أن العدد الثالث من هذه المجلة كان مهدى إلى قيمتين كبيرتين فنيا وهما الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم وتضم الكتابات التونسية التي صدرت بعد الثورة التونسية بامضاءات مبدعين تونسيين ويقع العدد في 584 صفحة من الحجم الكبير وقد صمم غلافه وأخرجه الفنان الكبير أحمد اللباد. ومما جاء على لسان الشاعر المصري في هذا العدد"في تونس كما نقترب من تعريف حقيقى للعدالة الاجتماعية والكرامة والحرية وحق لنا أن نقترب من هذه الثقافة التى أهدتنا هذه الإشارات، نقترب من بلد حقق مواطنوه أشياء كثيرة نحو تحرير المرأة وهم يرون أن ما تحقق ما هو إلا خطوة أولى فى طريق طويل غايته الثورة، ونقترب من بلد امتلك هذا الخيال فهو قادر على استكمال المشوار، فقد كان الإنسان التونسى بهيا حين أعلن الثورة وسوف يكون أبهى عندما تكتمل أهدافها.. ونقترب من بلد زرع بين جوانحه كلمات الشيخ إمام واحمد فؤاد نجم ونقترب من بلد غني بالمواهب الأدبية والفكرية علماء ومفكرين وضعوا على عاتقهم ألا تكون الثورة مجرد استبدال رأس برأس، ونقترب من تونس منحازين للمهمش فيها، وأضاف بأننا نقترب من تونس ومن المرأة التونسية التى تعتبر أهم عناصر الثورة مطالبة بحقوق أكثر مما يحسدها عليها آخرون، ونقترب من مجتمع ومن لغة أهل الفن الذين يعتبرون أن سقف الإبداع لا نهاية له ولابد أن ننحو نحو تجاوز الخطوط الحمراء وننشر الإبداع الخاص للتونسيين، ونقترب من تونس وشهداء ثورتها ونعدهم بنجاح الثورة التى دفعوا دمائهم ثمنا لها ونذكر أن الثورة ليست بعلو الصوت أو الظهور الفج في الفضائيات وإنما بالعمل.. صدر العدد الجديد من مجلة 'الكتابة الأخرى تحت عنوان"الإشارات التونسية" وهو يتناول الثورة التونسية من مختلف جوانبها ويكرس عددا كبيرا من الملفات لكبار المثقفين التونسيين، وكذلك يقدم ملفا كاملا عن الكتابة التونسيةالجديدة، بالإضافة إلي صدور كتاب مرافق للعدد يتضمن مختارات من الشعر التونسي كما تضمن العدد عدة أبواب بدأت بالإشارات حيث تضمن هذا الباب مجموعة هامة من المقالات، أما باب رؤية فتضمن عددا من الشهادت حول الثورة التونسية لعدد من أبرز المثقفين التونسيين. وتناول الملف الأول بالعدد موضوع الكاريكاتور بتونس وهو بعنوان"لمحة موجزة عن تاريخ فن الكاركاتور بتونس، أعده وقدم له توفيق عمران، أما باب الدراسات فتضمن عددا من الدراسات التي دارت حول الثورة التونسية. وقدم باب عين الثورة عددا هائلا من الصور الفوتوغرافية للثورة ومشاهدها المختلفة قدمه منتصر العكرمي. أما باب مرايا فقدم عددا من الحوارات والدراسات حول المسرح والسينما والغناء في تونس لعدد من كبار المثقفين التونسيين وتضمن تقديم العدد ثلاثة مقالات الأول للكاتب الروائي الراحل إبراهيم أصلان والثاني للكاتب الروائي إبراهيم عبد المجيد والثالث للشاعر محمود قرني. ويذكر أن هذا العدد هو الإصدار الثاني من مجلة 'الكتابة الأخرى' وهو العدد الثاني في هذا الإصدار بعد العدد الأول الذي تم تكريسه للثورة المصرية.