حدث ثقافي اقتصادي بامتياز تعيشه تونس اليوم بمناسبة الملتقى الذي ينظمه اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية اليوم 15 ديسمبر الجاري بعنوان " توصيات من أجل تحول ناجح للربيع العربي , الإقتصاد الموازي كيف تقع معالجته". والحدث مزدوج لأن الملتقى يتزامن مع إعلان دار سيراس للنشر بتونس عن وضع كتب عالم الإقتصاد الشهير الباحث "Hernando de soto" "هرنندو دي سوتو "بين يدي قرائها. ومن أبرز العناوين المعروضة نذكر كل من "الاقتصاد الموازي وكيف تقع معالجته "الصادر عن سيراس للنشر و"سرّ رأس المال " الصادر عن دار النشر الفرنسية "فلاماريون" والذي يجيب فيه الباحث عن سؤال لماذا ينجح النظام الرأسمالي في الغرب ويفشل في مناطق أخرى. و"هرنندو دي سوتو "سيكون اليوم بيننا في تونس ويحضر الملتقى المذكور ويقدم بالمناسبة محاضرة يجيب فيها عن عدد من الأسئلة المطروحة على الإقتصاد التونسي ومن أبرزها هل توجد حلول للأزمة الإقتصاديّة والإجتماعية التي تعيشها تونس ولماذا يتواصل تعثّر الإقتصاد التونسي رغم أن البلاد تزخر بطاقات بشرية وبفرص هامة للإستثمار. وإذ تطرح هذه الأسئلة على الباحث المذكور وهو من البيرو في حين أنها تتعلق بالإقتصاد التونسي فإن لذلك أسباب وجيهة. فقد شارك مركز "الحرية والديمقراطية "الذي يرأسه ضيف تونس منظمة الأعراف في انجاز بحث حول وضع الإقتصاد التونسي وحول الحلول الممكنة للإشكاليات التي يعاني منها اقتصاد البلاد في هذه المرحلة الإنتقالية. مع العلم أن "هرنندو دي سوتو" ( من مواليد سنة 1941 ) مستشار اقتصادي في أكثر من 30 دولة وله كتب عديدة ترجمت إلى أكثر من 25 لغة كما أن كتبه تلاقي اقبالا واسعا حيث تجاوزت المبيعات من كتبه مليوني نسخة في مختلف أنحاء العالم. مع العلم كذلك وأن الباحث يدافع عن فكرة جوهريّة مفادها أن سكان العالم الثالث وبلدان الجنوب ليسوا فقراء وإنما هم أغنياء لكنهم أغنياء مع ايقاف التنفيذ نظرا لما يسميه ب"رأس المال الميت " بهذه البلدان والذي لا يمكن الإستفادة منه بسبب غياب منظومة قانونية ناجعة وخاصة منها ما يتعلق بقانون الملكية. وتجدر الإشارة إلى أن الملتقى الذي تنظمه منظمة الأعراف اليوم يسجل كذلك حضور عدة شخصيات عالمية بارزة من بينها "نورمان بيرلستين " على رأس أشهر مجمع وسائل اعلام في العالم ويتعلق الأمر بمجمع "بلومبيرغ بيزنسويك".