تحت شعار"نحن على أتم الاستعداد للسعادة" يواصل فضاء التياترو تقديم برنامج موسمه السادس والعشرين ومن بين تظاهراته القادمة "حومتي ونوراتي" وفي هذا الإطار عقدت مديرة الفضاء زينب فرحات لقاء إعلاميا لتقديم مسرحية "حومتي ونوارتي" المزمع تقديمها أيام 20 و21 و22 ديسمبر بكل من القصرين والرديف وتونس. وكشفت زينب فرحات أن فكرة "حومتي ونوارتي" انطلقت من زيارة لمدينة القصرين - التي تشكو من غياب شبه كلي للنشاط الثقافي- في شهر جوان الماضي مع ورشة لحقوق الإنسان من تنظيم اليونسكو(مكتب الرباط)، المنظمة التي تدعم هذه التظاهرة كذلك. أبناء القصرين كانوا متعطشين للترفيه والاندماج في الوسط الثقافي والفني خاصة مع امتلاكهم لمواهب قابلة للصقل.. مع27 مشارك انطلقت تجربة التياترو والمخرج نوفل عزارة لإنتاج عرض"حومتي ونوراتي" واختار فريق العمل في النهاية ست شباب لتقمص شخصيات المسرحية وهو عمل يشترك فيه شباب من حي النور مع ممثلي استديو التياترو منهم شيراز البناني وانس ابة ونور مهني وعزيز الشتيوي وبسام القاهري وسامي غضبان كما يثري تظاهرة "حومتي ونوارتي" الشاعرة والجامعية فوزية العلوي والباحثة أمال الرابحي والتي قدمت لشباب القصرين محاضرة عن أطروحتها عن شجرة التين الشوكي إلى جانب مغني الراب حسام الحقي والمصور الفوتوغرافي بحر الدين الزرقي. هذا وتعرض مسرحية "حومتي ونوارتي" في مدينة الرديف يوم21 ديسمبر بقاعتها السينمائية التي عادت للنشاط بعد 28 سنة من الإغلاق. وعن العراقيل التي عرفها مشروع "حومتي ونوارتي"، أكدت زينب فرحات أن النقص الكبير في التجهيزات الثقافية في الجهات ساهم في هشاشة هذا القطاع وعدم إقبال الشباب على دور الثقافة والفضاءات الفنية مشيرة إلى أن المركب الثقافي في القصرين على سبيل الذكر يبعد مسافة ليست بقليلة عن وسط المدينة كما تتوقف الحافلات العمومية عن عملها يومي السبت والأحد ممّا يلغي المشاريع الترفيهية لشباب منطقة تشكو الخصاصة والفقر. زينب فرحات تحدثت عن العنف والمخدرات والبطالة المتفشية في هذه المناطق بسبب غياب أماكن ثقافية قادرة على تأطير الشباب وتوعيتهم فلا يجدون أمامهم سوى المقاهي فيما تعيش الفتيات الضغط النفسي بسبب القيود الاجتماعية التي تمنعهن من ممارسة فن المسرح مثلا. ولفتت مديرة التياترو الانتباه إلى أن التخفيض من ميزانية وزارة الثقافة من 1 بالمائة إلى0.41 بالمائة سيعرقل التنمية الثقافية بالبلاد وهي جزء لا يتجرأ من التنمية الاقتصادية مقترحة أن يتم تحسين تجهيزات الفضاءات الثقافية المنتشرة في كامل البلاد والرفع من رواتب العاملين في هذا القطاع وتشجيعهم على خلق حراك ثقافي في الجهات.