عن شركة «المنى» للنشر صدر للأستاذ حامد المهيري مؤخرا كتاب «وصايا لأحفادي» وهي سلسلة مقالات صدرت له في عدد من الصحف والمجلات ومن بينها جريدة الصباح، هذه الوصايا حسب ما كتب في مقدمة الكتاب تؤهل العائلة لتماسك وتثقيف النشء بتربية سليمة اجتماعية وأخلاقية واقتصادية ووطنية مقصدها وعي العقل ورفق الوجدان وحفظ الجسم من التهلكة وتوجيه الشباب توجيها حضاريا إنسانيا سليما ليواصل المسيرة لبناء غد أفضل وعيش أكرم وقد أهداها إلى أحفاده اسكندر وسليمة ومحمد يونس ومريم والى عايدة وريم. والأستاذ حامد المهيري باحث جامعي وإمام خطيب تحمل مسؤولية إدارية بمجلس النواب ونشط في عديد المنظمات شارك وألف العديد من الكتب ذات الصبغة الدينية والاجتماعية والتربوية، حاور في هذه الوصايا قراءه نازلا إلى الأرض وما عليها من كائنات وأحداث ومستجدات ومتغيرات الحياة وتقلبات الزمان وخاطب العقل وحرك الوجدان وقدم التاريخ الإنساني والأخلاق الكريمة والحكم البليغة واللغة السليمة والدين الحق باعتدال واقتناع . كما دعا إلى الاجتهاد الصائب والعمل الصالح وأدب الحياة والتعامل مع الناس بمختلف شرائحهم وأعمارهم. وقد استند الأستاذ في كتابته للوصايا إلى النص القرآني وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوال الحكماء والفقهاء والعلماء والأدباء والشعراء وأهل الخبرة والتجربة وفي هذا المجال. صارح الكاتب قراء نصه فقال : لم اكتم ما ثبت عندي انه الحق وكنت دوما اسمع ملاحظات المتقبل حتى يتحقق التجاوب والتحابب والوفاق بين الباث والمتقبل شعاري لا أجادل بغير علم ولا أعادي ولا أراوغ...مقولة » أبي قراط« اكشف عن الماضي شخّص الحاضر تنبأ بالمستقبل ليتم التواصل السليم بين الأجيال. » الكتاب مقسم إلى وصايا أهلية عائلية وعلاقات إنسانية ووصايا ثقافية وتربوية وأخرى وطنية وأحداث ومعالم أثرية ووصايا اجتماعية واقتصادية وأخلاقية ووصايا علمية وصحية ولكن تغلب على كل هذه الوصايا صبغة الإرشاد الديني واعتماد القواعد العلمية والفكر البشري المستنير من مختلف الحضارات الإنسانية المستقيمة والتي لا تنحرف عن سنة الله التي فطر الناس عليها ولا عن سنة الطبيعة كما خلقت . ومن وصايا الأستاذ المهيري إلى أحفاده ما ورد في الصفحة 46 مثلا تحت عنوان »أخلاقكم في كرامتكم وعفتكم وحيائكم« دعاهم فيها إلى ضرورة ان يصون الأحفاد الذكور كرامتهم لان من فقد كرامته احتقره الناس والكريم يصون شرفه حيث قال الله تعالى : »ان أكرمكم عند الله اتقاكم« ( الحجرات آية 13) وأوصى الإناث بالعفة : »لان العفة جيش لا يهزم »واستشهد بقول الله تعالى و..«ان يستعففن خير لهن » ( النور آية 60) وأوصى في نفس النص بالاستقامة لأنها عين الكرامة وبالحياء لان الحياء من الإيمان . وكتب في الصفحة 375 تحت عنوان » طلب العلم خير من صلاة النافلة : » تعرفون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم » اطلب العلم من المهد إلى اللحد » وهذا متجاوب مع أمر الله تعالى و« قل ربي زدني علما » .. وفي الحديث الشريف : » طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة »وقال الإمام علي رضي الله عنه » العلم خير من المال« لان العلم يحرسك، وأنت تحرس المال والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الإنفاق فقيمة كل امرئ ما يحسنه، وإذا أرذل الله عبدا، حضر عليه العلم«... وقال الإمام الشافعي » طلب العلم أفضل من صلاة النافلة » وقيل في العلم والعمل نجاة الأمم«.