زار أوّل أمس وفد من رجال أعمال أتراك ولاية القصرين يقوده رضوان رقاز المستشار لدى وزير الاستثمار والتعاون الدولي الذي عبّر ل"الصّباح" عن استراتيجيّة الدولة في تسويق الاستثمار في الجهات المحرومة عبر التعريف بفرص الاستثمار وتمكين رجال الأعمال والمستثمرين والباعثين الشبّان من أبناء القصرين من الاحتكاك برجال الاعمال الأجانب لاكتساب وتبادل الخبرات ولإيجاد صيغ مثلى للتعاون وجلب ما ينفع الجهة من المشاريع التّنموية ذات القيمة المضافة المرتفعة... المستشار تحّدث أيضا عن رغبة هذه الوفود في توسيع دوائر نشاطها وصولا إلى السوق الافريقية العذراء عبر ولاية القصرين إلى الجزائر وهي نقطة قوّة تزيد من فرص الاستثمار بها... هذا وأكّد على حرص الوزارة على إعادة هيكلة مجلة الاستثمار وتطوير قوانينها لتعمل على تحقيق التوازن الجهوي وتشغيل أصحاب الشهائد العليا ودفع الانشطة الاقتصادية ذات القيمة المضافة العالية اعتمادا على منوال تنمية لن يبقي في المستقبل على رواتب ضعيفة للمواطن التونسي.. وإجابة عن سوائلنا حول إمكانية تدخّل الدولة لتركيز مشاريع اقتصادية عموميّة ذات طاقة تشغيلية عالية في ولاية القصرين، قال المستشار:" لا شيء يمنع من ان تتواجد الدولة وتأخذ على عاتقها الاستثمار العمومي وأن يكون ذلك أيضا في المناطق التي يصعب فيها الاستثمار الخاصّ وبالتالي فلا مانع من إيجاد شراكة بين القطاع الخاص والقطاع العام ، كما اعتبر أنّ بلادنا تخلّصت مما يضمر لها رهن ارادتها بالقروض الدولية ومن تسويغ أراضيها بأبخس الأثمان. وقد سعت عديد الجهات إلى نهش دولتنا معتقدين أنّها ضعفت في بعض الاوقات... الزراعة والسّياحة والرخام أبرز مجالات الاستثمار التي جلبت انتباه الاتراك. وشهد الملتقى تقديم لمحة من مختصّين في مجال التنمية بالجهة حول ولاية القصرين (الموقع وعدد السّكان والمناخ والخصائص الجغرافية وثرواتها الطّبيعية من غابات وآلاف الهكتارات من نبتة الحلفاء) وكذلك تمّ عرض أهم ثروات الجهة من رخام ومواد إنشائية؛ هذا بالإضافة إلى ما تزخر به الولاية من ثروات أثرية وثقافية ، شدّت اهتمام الأتراك الذين عبّروا من خلال مداخلة البعض منهم عن إعجابهم بثراء هذه الولاية وتنّوع مجالات الاستثمار فيها... "الصّباح" حاورت رئيس الوفد " أوسمان دولاف " الذي تحدّث عن نشاط الكونفيدرالية التي ينتمي إليها وهي عبارة عن جامعة تضمّ 120 شركة على مستوى العالم و45 الف رجل اعمال في مجالات الاستثمار الصّناعي والتجاري واعتبر " أوسمان "انّ الهدف من مثل هذه الزّيارات هو بالاساس لتطوير الصناعة والتجارة في تركيا وذلك بتمكين رجال الاعمال الاتراك من القيام بزيارات ميدانية للمدن التي مازالت عذراء ولم يقع استثمار ثرواتها ، والقصرين إحدى هذه المدن الذي نرى أنّها مكان خصّب للزراعة حيث أبهر عديد المستثمرين بنوعية تربتها وبمنتوجاتها الزراعية ذات الجودة العالية . هذا بالاضافة إلى المواد الانشائيّة التي تتمّيز بها الجهة وخاصّة الرّخام الذي لدينا فكرة ضافية حوله؛ ولا ننسى يضيف محدّثنا الجانب السياحي المميّز للجهة.وختم بالتعبيرعن تفاؤل كل الوفد بهذه المصافحة الاولى التي يقول إنّها أعطتنا الثقة للتعامل مع أبناء القصرين الذين نشكر لهم حسن ضيافتهم لنا...