وقفة إحتجاجية الوزير المناسب..في المكان المناسب "صارش التحوير".."اشبيه لتوة التحوير"..اشنوة الجديد في التحوير"..زعمة باش يصير التحوير"..""كيفاش ..علاش..ووقتاش"... كلها عبارات يزداد تداولها في الشارع التونسي مع مرور كل يوم جديد بعد فشل الحكومة المؤقتة في تحقيق انتظارات المواطنين الذين علقوا عليها امالا فاذا باحلامهم تتلاشى تدريجيا ليجدوا انفسهم يستعجلون التحوير لعل التغيير يقلب المعادلة ويغير المعطيات لتحمل لهم الايام القادمة بعض المفاجات السارة. تبدو هذه اللهفة غير المسبوقة بشأن التحوير مفهومة ولا تحتاج الى الكثير من الجهد والعناء باعتبار عدم نجاح الحكومة الحالية في تحقيق اهداف الثورة حيث مازالت اغلب الملفات عالقة دون ان نتحدث عن التنمية والتشغيل اللذين مازالا مطلبين أساسيين في اغلب المناطق المنسية التي ازداد تهميشها اكثرمما يعكس تعدد الاعتصامات والاحتجاجات والاضرابات في اغلب الجهات. ولعل ما يثير التساؤلات أكثر هو الازمات المتتالية التي مازالت تعيشها البلاد فما ان نطوي صفحة أزمة الا وتطفو على سطح الاحداث مشكلة جديدة تثبت هشاشة الحكومة من خلال عجزها على التعاطي مع عديد الملفات في ظل ضعف اداء بعض الوزراء وهو ما يجعل التحوير مطلبا ملحا بالنسبة لمختلف الحساسيات . ومما لاشك فيه ان الصعوبات التي تواجهها البلاد على جميع المستويات في ثنايا ضياع هيبة الدولة يدفع نحو الاسراع بضخ دماء جديدة داخل تركيبة الحكومة وفقا للكفاءة بعيدا عن المحاصصة الحزبية والانتماءات والولاءات التي تجرعنا مرارة خيباتها وتذوقنا فشلها لان مزيد التردد حيال التغيير لن يزيد التونسيين الا ضبابية وغموضا واحباطا واحتقانا . وربما لن يحمل التحوير الوزاري حلولا سحرية تغير وجه البلاد والعباد بين عشية وضحاها ويمكّن من معالجة مختلف الملفات العالقة لكن لابد ان يكون مدروسا بعيدا عن المصالح الحزبية والاغراض السياسية باعتبار ان البلاد تواجه عديد المشاكل ويتهددها الكثير من المخاطرالتي تجعل من الضروري ان يكون الوزير المناسب في المكان المناسب والا فاننا نعود الى نقطة الصفر ويا خيبة المسعى وقتها .