عبّر محمد قويدر رئيس مدير عام شركة الدراسات وتهيئة السواحل الشمالية في افتتاح اليوم الدراسي حول "التوظيف المستديم للسواحل الجنوبية صراحة بقوله "إنّ التعطيلات التي تعيق مشروع تبرورة متأتية أساسا من عدم اتفاق جميع الأطراف على المستوى المحلّي لتحديد تصوّر واحد تُجمِع عليه كل الأطراف المتداخلة" وأضاف بأنّ الإشكال الكبير مطروح على مستوى ما إذا كانت شركة الدراسات وتهيئة السواحل الشمالية لها الحق في إعداد المرحلة الثانية من الدراسات المتعلّقة بالسواحل الجنوبية وكلّ ذلك بهدف تعطيل تقدّم الدراسات. برنامج العمل البيئي الثالث يوم دراسي لم يختلف عن بقية الندوات والجلسات التي سبقتها بتناول مشروع تبرورة ومسألة التلوث بصفاقس في ظل غياب إرادة سياسية تجسّد كمّ الدراسات المتراكمة عبر السنوات الفارطة وضبط مجالات تدخّل جميع الأطراف سيما فيما يتعلّق بتفعيل القرارالمتعلّق بغلق معمل "السياب". وتندرج استراتيجية التصرّف المندمج للشريط الساحلي الجنوبي لمدينة صفاقس المنبثق عن برنامج العمل البيئي الثالث لأولويات المدى القصير والمتوسّط SMAPIII2006-2008 في إطار برنامج عمل للتصرّف المندمج للشريط الساحلي الجنوبي لمدينة صفاقس باعتماد المقاربة التشاركية لدعم مسار التهيئة المندمجة لكامل الشريط الساحلي ضمن الخيارات الكبرى للتهيئة الترابية مع بلورة استراتيجية جماعية وشاملة لمختلف الجوانب الحضرية والإقتصادية والإجتماعية. خصوصيات المنطقة ومجال التدخّل تمتدّ منطقة التدخّل على مدى 18كم بالشريط الساحلي الجنوبي لصفاقس الكبرى ابتداء من الميناء التجاري إلى حدود الكلم14 بطريق قابس(الوطنية رقم1) وتمسح المنطقة حوالي5600هكتار يقطنها120ألف ساكن وهي ترجع بالنظر إلى بلديتي صفاقس وطينة وتحتوي أيضا على المنطقة البحرية الواقعة بين صفاقس وجزر قرقنة كما تضمّ الميناء التجاري وميناء الصيد البحري والملاحات وأكثر من 450 وحدة صناعية،وتعاني المنطقة من تواجد مصادر تلوّث عديدة مرتبطة أساسا بنشاط تحويل الفسفاط ومصب الفوسفوجيبس الذي يمثّل تراكمات الحامض الفسفوري باحتلاله لكوم يقدّر ب57هكتارا على ارتفاع يقدّر ب55م إضافة إلى وجود المصب البلدي الذي يمسح20هكتارا وقد قُدِّرت النفايات الصلبة فيه بحوالي مليون متر مكعّب مع تواجد مصبّات المرجين نتيجة تحويل الزيتون على مساحة 12.5هكتارا المتاخمة لكوم الفوسفوجيبس بالقرب من وادي الحكموني، وليس فقط المصب البلدي ومصبات المرجين وحدها التي تعتبر كمصادر للتلوث البيئي والصحي ولكن كذلك بتواجد 451 وحدة صناعية بالجهة منها 84 وحدة صناعية ملوثة على غرار المنطقة الصناعية بسيدي سالم والمنطقة الصناعية لميناء الصيد البحري وطينة ومدغشقر.