بعد أن درس أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم في اجتماعهم السابع والتسعين إحكام تنظيم أعمال المؤتمر العادي الواحد والعشرين للألكسو الذي سينعقد اليوم السبت 29 وغدا الأحد 30 ديسمبر2012 بمقر المنظمة بتونس يلتقي وزراء التربية والتعليم من كافة الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية باعتبارهم رؤساء اللجان الوطنية للتربية والعلم والثقافة. والدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام لمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو- لاستعراض التقرير العام للأنشطة الخاصة بالمنظمة للفترة الماضية، ومناقشة وإقرار خطة عمل تتوافق مع المتحديات والمتغيرات في الوطن العرب وانتخاب مدير عام للمنظمة. وينتظر ان يفتتح رئيس الجمهورية السيد محمد منصف المرزوقي هذا المؤتمر الذي سيشارك فيه كذلك ممثلون عن عدد من المنظمات الإقليمية والدولية ذات الصلة بالتربية والثقافة والعلوم منها اليونسكو ومكتب التربية العربي لدول الخليج. تجديد الثقة كان واردا للعلم فان الأستاذ الدكتور عبد العزيز ابن عاشور يترأس الالكسو منذ أربعة أعوام عمل خلالها على ان يكون لتونس حضورا عربيا ودوليا قويا وعلى ان تشع الالكسو وترتقي بالتعليم وتحسين الجودة فيه في كامل بلدان الوطن العربي ضمن البرنامج العربي لتحسين جودة التعليم وعلى تسهيل إقامة شراكات مع المؤسسات والمنظمات الدولية والإقليمية ذات العلاقة بمجالات عمل المنظمة التربوية والثقافية والعلميّة والتراثية والبيئية. والحفاظ على التراث المادي في البلدان العربية والمساهمة في تحسين الأوضاع التربويّة والثقافية بها ومواصلة تنسيق الجهود العربية في لجنة التراث العالمي لتحقيق المزيد من النجاحات في التصدّي للمحاولات الاسرائيلية لتسجيل المواقع الفلسطينية باسم اسرائيل على قائمة التراث العالمي في اليونسكو. والحقيقة ان التقارير الايجابية لعمل المنظمة والتي تم عرضها على الخبراء المشاركين في الاجتماع السابع والتسعين كانت كلها توحي بان الرئاسة لن تخرج من تونس وانه سيتم التجديد للمدير العام الحالي السيد عبد العزيز ابن عاشور -وهذا من حقه- اذ يتمتع كل مدير بإمكانية البقاء في منصبه لفترتين متتاليتين أي ثماني سنوات إلا إذا اقترحت الدولة التي ينتمي لها تغييره وترشيح بديل له وهو ما حدث حيث رشحت الحكومة التونسية السيد عبد اللطيف عبيد وزير التربية الحالي لنفس المنصب. لمعرفته العميقة بمجالات عمل المنظمة التي تعاون معها طيلة أكثر من ثلاثين عاما بصفته خبيرا وقد سبق له ان اعد لفائدتها دراسات وبحوثا وتقارير ونفذ مؤتمرات وندوات ودورات تدريبية كثيرة داخل الوطن العربي وخارجه وخاصة في إفريقيا واسيا إضافة إلى اطلاع السيد عبد اللطيف عبيد على شؤون الوطن العربي وعلاقاته مع كثير من المؤسسات الثقافية والتربوية والبحثية العربية وكذلك مع الجامعيين والمثقفين والأدباء في الأقطار العربية. ترشحان يشتتان الأصوات طبعا من حق الحكومة التونسية ان تقترح بديلا ومرشحا جديدا اذا لم ترغب في الإبقاء على ممثلها لولاية ثانية ولكن هذا الترشيح فتح باب انتخاب مدير عام جديد ووضع على الخط مرشحين جدد من كل من العراق والكويت وموريتانيا وهو ما سيضعف حظ تونس في الاحتفاظ بالإدارة العامة للالكسو التي بقيت على رأسها طيلة 12 عاما ثمانية منها برئاسة الدكتور منجي بوسنينة والأربع سنوات الأخيرة للدكتور عبد العزيز ابن عاشور. ولا يخفى على احد ان ترشيح شخصيتين من تونس لنفس المنصب سيقسم أصوات الناخبين بينهما ويشتتها مما يخدم مصلحة الآخرين. فالعراق التي رشحت الكاتب والمفكر عدنان ياسين مصطفى معنية بهذا المنصب لأنه سيعيدها إلى الصف العربي من باب واسع بعد ان تم تحييدها لسنوات عديدة بعد اجتياح الكويت وتقوم دائرة العلاقات الثقافية التابعة لوزارة الخارجية العراقية بحملة مساندة قوية لصالح هذا الترشيح. ويذكر ان الدكتور عدنان ياسين مصطفى حاصل على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع. وترأس عدة أقسام ولجان وحصل على عدة جوائز من خلال تقديمه عدد من الدراسات والبحوث وحالياً يعمل في حقل التدريس الجامعي أستاذا في قسم الاجتماع في كلية الآداب جامعة بغداد. ومرشح الكويت الأستاذ عبد الله حامد محارب الهين كذلك يحظى بدعم ومساندة قوية لأنه لا يحمل آمال الكويت وحدها بان تحظى ولو مرة برئاسة هذه المنظمة العربية الهامة والمشعة بخدماتها الجليلة على كل العرب وخاصة منها الدول الفقيرة والتي تعاني من الأمية وتعمل على المحافظة على التراث الإنساني والحضاري للعرب بل انه أمل كل دول مجلس التعاون الخليجي العربي ومرشحها أيضا مما. لا أمل لتونس ألا في التوافق على ما يبدو أما المرشح الموريتاني والذي لا يقل حظوظا على ما يبدو خاصة وانه المرشح الوحيد لدولته وهو ولد كتاب محمد الأمين فحاصل على شهادة دكتوراه سلك ثالث من جامعة محمد الخامس بالرباط في اللغة الإنقليزية وآدابها. ودرًس في كلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالمغرب وفي كل من المدرسة العليا للأساتذة وكلية الآداب بجامعة نواكشوط. وشغل منصب مدير التعليم العالي ورئيس جامعة نواكشوط قبل أن يعين سفيرا لموريتانيا من سنة1991 - 2000. وله عدة إصدارات وعشرات المقالات باللغات العربية والفرنسية والإنقليزية. وفي صورة غياب التوافق فان هذه المنافسة الشديدة، قد تؤدي إلى خسارة تونس لهذا المنصب العربي الرفيع رغم أنّ دولا عربية وازنة في المنظمة لم تكن تمانع في تجديد الثقة في المدير العام الحالي محمد العزيز ابن عاشور في حال أعادت تونس ترشيحه، اعتبارا لما بذله من مجهودات لتطوير أنشطة المنظمة وأدائها. والأكيد انه مهما كانت نتائج الانتخابات فان المقر سيبقى في تونس وأنها ستحتضن المدير العام الجديد مثلما احتضنت من قبل السوداني محمود صابر طيلة 12 سنة والجزائري محمود الميلي الذي بقي على رأس المنظمة ثماني سنوات متتالية.