بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الباجي قائد السبسي في حديث حصري وشامل ل «الشروق» : «المؤامرة» المزعومة.. هراء لا يعنيني

ضيوف... مقابلات... مشاورات... رموز الحزب يتبادلون التحيات... إما غدوّا... أو رواحا... والضيوف بدوا كذلك... هكذا بدا مقرّ حزب «نداء تونس» منتصف نهار أمس... عندما ولجت مكتب رئيس الحزب السيد الباجي قائد السبسي.
في بهو المقر... وقبل أن تلج مكتب الرئيس بالطابق السفلي تستوقفك صورة المرحوم لطفي نقّض... صورة رأيناها مرفوعة يوم جنازته... وقد توسّط علم تونس وشعار حزب نداء تونس...
لوحة بيضاء على اليسار كتب عليها اعلام حزبي: دورة تكوينية أيام كذا... وكذا... وكذا... بالمقر.
لم يكن «سي الباجي» مجانبا لحقيقة، حين عبّر عن أرقه... فقد بدت المقابلات... ورنين الهاتف، المتواصل، أمرين متعبين... دون أن يقول ذلك صراحة...
كانت القضية التي «حشر» فيها اسمه، تلقي بظلالها منذ الصباح... وكان في كل مرّة يردّ عبر الهاتف: ليس لي تعليق... ولا علم... بالمسألة...
لكنّه ومع حوار «الشروق» هذا قال لنا إنه علم بأن لا علاقة له بالمسألة، وأن اسمه غير مقحم بالقضية...
أعاد الأستاذ قائد السبسي على مسامعي، ما كنت استرقت بخصوصه السمع دون أن أنوي ذلك، حين دخل عليه أحد كبار المسؤولين في حزبه وقال له إن المسألة لا أساس لها من الصحّة... فقد بدا المسؤول واثقا من معلوماته... كيف لا وقد كان في قلب المطبخ القضائي بحكم مهنته...
طبعا، وكما كان متوقّعا لم ينبس لي بسرّ واحد، عن المقابلة التي جمعته قبل قليل من اجراء هذا الحوار، مع السفير الأمريكي... تاركا المجال، للملاحظة وللقراءة... ولتأويل الخبر...
رئيس حزب نداء تونس، خصّ «الشروق» بهذا الحوار الشامل، فتحدّث عن النهضة وعن الحكومة وعن الجبهة الشعبية وعن نداء تونس...
مقرّ «نداء تونس» بالعاصمة، لم تغب عنه صورة الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة، صورة بالألوان... وابتسامة اختزلت ما اختزلت من الفعل السياسي لأول رئيس لتونس بعد أن غادر أغلب العساكر الفرنسيين المحتلين لتونس في 1956...

نبدأ بآخر خبر تتناقله وكالات الأنباء ووسائل الاعلام، وأقصد التهمة بالتآمر على أمن الدولة الداخلي، حيث ذُكر اسم الباجي قائد السبسي على أساس أنك أحد المتهمين. فماذا تقول عن الملف، ولماذا يُثار الموضوع الآن حسب اعتقادك؟

يبدو أن هذا الخبر ليس صحيحا... أوساط قريبةمن القضاء أكّدت لي أن اسمي غير موجود... لكن يبقى السؤال: هل هناك أساس سياسي لهذا الموضوع أم لأنني على رأس «نداء تونس»؟ علىكل أنا أقول إن هذا الأمر غير مقبول... (يقصد اقحام اسمه بين الفينة والأخرى في قضايا لها بعد توظيفي وتشهيري...) ما يقع الأن هو دليل على تدهور للأوضاع الاخلاقية... الانسان يُنال من شرفه هكذا بالتشهير...ثم يتبيّن أن لا أساس لهذه القضية أو تلك من الصحة.
وليس لها أثر في الواقع... أقول إذا كان أمثال قائد السبسي يُظنّ بهم حتى من باب الاحتمالات يظُنّ به أنه يدخل أو يمكن أن يدخل في قضايا وعمليات مثل التي ذكرت (التآمر على الأمن الداخلي) فيا خيبة المسعى... بل لعلّي أقول: «على الدنيا السلام».

على ذكر «تدهور الأوضاع الأخلاقية» الذي ذكرت آنفا، أسوق ملاحظة حول كيفية التعاطي والتعامل بين الفرقاء السياسيين في تونس: لقد تحوّل السجال السياسي ولافكري الى سجال شخصي يفتقر الى أخلاقيات التعامل السياسي والتنافس الفكري حول الشأن العام... ألا تعتقد أن الصراع السياسي في تونس اليوم، وخاصة بين نداء تونس والنهضة، زاغ عن انتظارات الشعب التونسي في رؤية سجال سياسي تسوده الأخلاق ويبتعد عن الذاتيات والتشخيص والتراشق بعبارات ما أنزل ا& بها من سلطان؟

هذا غير طبيعي، ونحن لا نحبّذ ولكن لا يمكن أن تحافظ على المستوى عندما تكون مستهدفا بنعوت «ما أنزل ا& بها من سلطان» وأغلب كوادرواطارات ومسؤولي «نداء تونس»، هم في حالة دفاع عن النفس.
نعم هذا الذي يقع ليس في مصلحةتونس، ونتمنى أن يرتفع المستوى، وهي مظاهر لا تبرير لها، لا حملة انتخابية ولا غيرها...
نحن في «نداء تونس» نريد تعاملا حضاريا.
لكن عندما تشهد من الطرف المقابل محاولات لاقصائنا هو الذي يتحمّل المسؤولية ونحن لم نبدأ... بهذا النوع من الصراع.

ما هو رأيك في كل هذا الذي يحصل اليوم من مظاهر ذكرت جلّها في السؤال الآنف؟

أنا لا أريد أن أتحدّث عنهم... وقرّرت أن لا أجيب على أي منتقد قادم لأن «كلامك مع اللي ما يفهمكش ينقّص من العمر».

في تصريحات وأقوال علنية، قلت ما معناه أنك تعتذر للشعب التونسي لأنك «باركت» صعود النهضة وقلت فيها قولا حسنا... كما هو الأمر في الخارج حيث قلت قولا جميلا في النهضة... اليوم وكأنك تتراجع عن ذاك الموقف، وهناك أسألك: هل تعتقد فعلا ان موقفك ذاك، كان دافعا للتونسيين الناخبين، ليصوّتوا للنهضة في 23 أكتوبر 2011؟

أنا لا أقول هذا... أبدا... ولا علاقة لهذا بذاك، النهضة انتخبها مواطنون... ولا علاقة له بما أبديته اليوم من رأي... هذا أنطباعي اليوم، فقد رأيت أن السلوك (النهضة) اختلف... عما كان عليه كحزب خارج السلطة وعندما يكون في الحكم... فعندما يصبح في الحكم، بالتأكيد أي حزب ستكون له مسؤولية أخرى. أما كحزب مجرد فيمكن أن يفكر كما يريد ردّ فعلي هذا وانطباعي الآن حول النهضة لأنه حزب في الحكم له مسؤوليات تجاه كل التونسيين..وليس تجاه أتباع النهضة فقط.

كيف يفسر قائد السبسي المشهد الأمني بالبلاد...هل تعتقد فعلا أن وزارة الإشراف قد تجاوزها الأمر... أم هو موقف من السلطة الحالية في التزام نوع من المرونة خشية مصير «الترويكا» في الانتخابات القادمة؟

نحن قلنا، بالنسبة للانتخابات القادمة لا بد من تحييد وزرات السيادة بدون أن نبدي حكما على أداء الوزراء اليوم لكن إذا أردنا أن نضفي مصداقية على الانتخابات القادمة لا بد أن تبتعد عن الأحزاب في تسمية الوزراء عن وزارات السيادة مثلما هو الحال في وزارة الدفاع الآن...

طبعا هذا المقترح للمرحلة الانتقالية فقط أليس كذلك؟

نعم...لأننا مازلنا في ظل حكومة منبثقة عن المجلس التأسيسي ...وعندما يصبح الأمر منبثقا عن انتخابات برلمانية فعندها يكون الأمر مختلفا... نحن قلنا إن إعداد الدستور لا بد أن يكون بالتوافق لأنه يعد لكل التونسيين ويجب أن يكون نتيجة توافق عريض أيضا...
في نداء تونس ألا تعتبرون أنفسكم محظوظين بالنسبة للأحزاب الأخرى المعارضة ، حيث أضحت إجتماعاتكم «محميّة» من الأمن وبقرار سياسي، كما نقل عن اجتماعاتكم الأخيرة بنابل وغيرها؟ أليس كذلك؟تونس الشروق: حاورته فاطمة بن عبد ا& الكرّاي
في بهو المقر... وقبل أن تلج مكتب الرئيس بالطابق السفلي تستوقفك صورة المرحوم لطفي نقّض... صورة رأيناها مرفوعة يوم جنازته... وقد توسّط علم تونس وشعار حزب نداء تونس...
لوحة بيضاء على اليسار كتب عليها اعلام حزبي: دورة تكوينية أيام كذا... وكذا... وكذا... بالمقر.
لم يكن «سي الباجي» مجانبا لحقيقة، حين عبّر عن أرقه... فقد بدت المقابلات... ورنين الهاتف، المتواصل، أمرين متعبين... دون أن يقول ذلك صراحة...
كانت القضية التي «حشر» فيها اسمه، تلقي بظلالها منذ الصباح... وكان في كل مرّة يردّ عبر الهاتف: ليس لي تعليق... ولا علم... بالمسألة...
لكنّه ومع حوار «الشروق» هذا قال لنا إنه علم بأن لا علاقة له بالمسألة، وأن اسمه غير مقحم بالقضية...
أعاد الأستاذ قائد السبسي على مسامعي، ما كنت استرقت بخصوصه السمع دون أن أنوي ذلك، حين دخل عليه أحد كبار المسؤولين في حزبه وقال له إن المسألة لا أساس لها من الصحّة... فقد بدا المسؤول واثقا من معلوماته... كيف لا وقد كان في قلب المطبخ القضائي بحكم مهنته...
طبعا، وكما كان متوقّعا لم ينبس لي بسرّ واحد، عن المقابلة التي جمعته قبل قليل من اجراء هذا الحوار، مع السفير الأمريكي... تاركا المجال، للملاحظة وللقراءة... ولتأويل الخبر...
رئيس حزب نداء تونس، خصّ «الشروق» بهذا الحوار الشامل، فتحدّث عن النهضة وعن الحكومة وعن الجبهة الشعبية وعن نداء تونس...
مقرّ «نداء تونس» بالعاصمة، لم تغب عنه صورة الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة، صورة بالألوان... وابتسامة اختزلت ما اختزلت من الفعل السياسي لأول رئيس لتونس بعد أن غادر أغلب العساكر الفرنسيين المحتلين لتونس في 1956...

نبدأ بآخر خبر تتناقله وكالات الأنباء ووسائل الاعلام، وأقصد التهمة بالتآمر على أمن الدولة الداخلي، حيث ذُكر اسم الباجي قائد السبسي على أساس أنك أحد المتهمين. فماذا تقول عن الملف، ولماذا يُثار الموضوع الآن حسب اعتقادك؟

يبدو أن هذا الخبر ليس صحيحا... أوساط قريبةمن القضاء أكّدت لي أن اسمي غير موجود... لكن يبقى السؤال: هل هناك أساس سياسي لهذا الموضوع أم لأنني على رأس «نداء تونس»؟ علىكل أنا أقول إن هذا الأمر غير مقبول... (يقصد اقحام اسمه بين الفينة والأخرى في قضايا لها بعد توظيفي وتشهيري...) ما يقع الأن هو دليل على تدهور للأوضاع الاخلاقية... الانسان يُنال من شرفه هكذا بالتشهير...ثم يتبيّن أن لا أساس لهذه القضية أو تلك من الصحة.
وليس لها أثر في الواقع... أقول إذا كان أمثال قائد السبسي يُظنّ بهم حتى من باب الاحتمالات يظُنّ به أنه يدخل أو يمكن أن يدخل في قضايا وعمليات مثل التي ذكرت (التآمر على الأمن الداخلي) فيا خيبة المسعى... بل لعلّي أقول: «على الدنيا السلام».

على ذكر «تدهور الأوضاع الأخلاقية» الذي ذكرت آنفا، أسوق ملاحظة حول كيفية التعاطي والتعامل بين الفرقاء السياسيين في تونس: لقد تحوّل السجال السياسي ولافكري الى سجال شخصي يفتقر الى أخلاقيات التعامل السياسي والتنافس الفكري حول الشأن العام... ألا تعتقد أن الصراع السياسي في تونس اليوم، وخاصة بين نداء تونس والنهضة، زاغ عن انتظارات الشعب التونسي في رؤية سجال سياسي تسوده الأخلاق ويبتعد عن الذاتيات والتشخيص والتراشق بعبارات ما أنزل ا& بها من سلطان؟

هذا غير طبيعي، ونحن لا نحبّذ ولكن لا يمكن أن تحافظ على المستوى عندما تكون مستهدفا بنعوت «ما أنزل ا& بها من سلطان» وأغلب كوادرواطارات ومسؤولي «نداء تونس»، هم في حالة دفاع عن النفس.
نعم هذا الذي يقع ليس في مصلحةتونس، ونتمنى أن يرتفع المستوى، وهي مظاهر لا تبرير لها، لا حملة انتخابية ولا غيرها...
نحن في «نداء تونس» نريد تعاملا حضاريا.

لكن عندما تشهد من الطرف المقابل محاولات لاقصائنا هو الذي يتحمّل المسؤولية ونحن لم نبدأ... بهذا النوع من الصراع.

ما هو رأيك في كل هذا الذي يحصل اليوم من مظاهر ذكرت جلّها في السؤال الآنف؟

أنا لا أريد أن أتحدّث عنهم... وقرّرت أن لا أجيب على أي منتقد قادم لأن «كلامك مع اللي ما يفهمكش ينقّص من العمر».

في تصريحات وأقوال علنية، قلت ما معناه أنك تعتذر للشعب التونسي لأنك «باركت» صعود النهضة وقلت فيها قولا حسنا... كما هو الأمر في الخارج حيث قلت قولا جميلا في النهضة... اليوم وكأنك تتراجع عن ذاك الموقف، وهناك أسألك: هل تعتقد فعلا ان موقفك ذاك، كان دافعا للتونسيين الناخبين، ليصوّتوا للنهضة في 23 أكتوبر 2011؟

أنا لا أقول هذا... أبدا... ولا علاقة لهذا بذاك، النهضة انتخبها مواطنون... ولا علاقة له بما أبديته اليوم من رأي... هذا أنطباعي اليوم، فقد رأيت أن السلوك (النهضة) اختلف... عما كان عليه كحزب خارج السلطة وعندما يكون في الحكم... فعندما يصبح في الحكم، بالتأكيد أي حزب ستكون له مسؤولية أخرى. أما كحزب مجرد فيمكن أن يفكر كما يريد ردّ فعلي هذا وانطباعي الآن حول النهضة لأنه حزب في الحكم له مسؤوليات تجاه كل التونسيين..وليس تجاه أتباع النهضة فقط.

كيف يفسر قائد السبسي المشهد الأمني بالبلاد...هل تعتقد فعلا أن وزارة الإشراف قد تجاوزها الأمر... أم هو موقف من السلطة الحالية في التزام نوع من المرونة خشية مصير «الترويكا» في الانتخابات القادمة؟

نحن قلنا، بالنسبة للانتخابات القادمة لا بد من تحييد وزرات السيادة بدون أن نبدي حكما على أداء الوزراء اليوم لكن إذا أردنا أن نضفي مصداقية على الانتخابات القادمة لا بد أن تبتعد عن الأحزاب في تسمية الوزراء عن وزارات السيادة مثلما هو الحال في وزارة الدفاع الآن...

طبعا هذا المقترح للمرحلة الانتقالية فقط أليس كذلك؟

نعم...لأننا مازلنا في ظل حكومة منبثقة عن المجلس التأسيسي ...وعندما يصبح الأمر منبثقا عن انتخابات برلمانية فعندها يكون الأمر مختلفا... نحن قلنا إن إعداد الدستور لا بد أن يكون بالتوافق لأنه يعد لكل التونسيين ويجب أن يكون نتيجة توافق عريض أيضا...

في نداء تونس ألا تعتبرون أنفسكم محظوظين بالنسبة للأحزاب الأخرى المعارضة ، حيث أضحت إجتماعاتكم «محميّة» من الأمن وبقرار سياسي، كما نقل عن اجتماعاتكم الأخيرة بنابل وغيرها؟ أليس كذلك؟

أنا لا أرى في مثل هذا الإجراء إن حصل أي أمر لافت فهذا واجب الدولة أن تحمي النشاطات الحزبية ولكل الأحزاب وليس نحن فقط...هذا واجب الدولة تجاه الأحزاب السياسية التي تكون المشهد السياسي ومن الطبيعي أن تحمي الدولة حرية العمل السياسي والنشاطات الحزبية في كامل البلاد وقد فعلت ذلك من قبل...في عدة مناسبات.

لاحظنا كذلك، أن نداء تونس أضحى يعول على قواه الذاتية لحماية الاجتماعات العامة مثلا فهل لديكم ميليشيات؟

أبدا ليس لنا ميليشيات...نحن ضد الميلشيات غيرنا عندهم لكن نحن لا .

إذن هي لجان حماية أو تنظيم تعين ساعة الاجتماع؟

نعم هي كذلك...لا أكثر ولا أقل..

الحديث اليوم عن القانون الانتخابي ينتباه جدل واختلاف...وكل تيار أو مجموعة أحزاب تحاول أن تدلي بدلوها باحتشام وعلى استحياء خشية أمر ما لماذا باعتقادك لا تصارح الأحزاب المواطنين بشأن مقتضيات هذا القانون وبقي كل طرف في وضعية جسّ النبض في انتظار الخصم ماذا سيقدم؟

إذا كان قصدك بيوت الله، فنحن بصريح العبارة ندعو إلى تحييدها...لا يجب أن تتحول بيوت الله إلى أوكار للتجاذبات السياسية فالعمل السياسي له مجالاته ...الجوامع هي بيوت الله ولا يذكر فيها إلا إسمه...فقط إذ يقول تعالى في سورة النور الآيات (3638)
بسم الله الرحمان الرحيم :
قال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ وَالاَصَالِ، رِجَالٌ لاّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَإِقَامِ الصّلاَةِ وَإِيتَآءِ الزّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ، لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُمْ مّن فَضْلِهِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
هذا هو ديننا .

إذن هل تدعون إلى التنصيص صراحة على تحييد الجوامع عن الحياة السياسية وبالذات عن الحملات الانتخابية؟

هذا ما يجب أن يكون...بالطبع...

وماذا عن الدستور الصغير؟

القانون هو وقتي...ينتهي بالانتهاء من المصادقة على الدستور ونحن نعتقد أن الحل في تونس يكمن في التوافق العريض حول الدستور.
طوى السياسيون في تونس صفحة 23 أكتوبر 2012 ولكن لاحظنا أن القوى السياسية خارج الحكم بقيت تلعب في مربع رد الفعل فلم نر مثلا نداء أو شعارا لإعادة النظر في نصّ الدستور الصغير ومقتضياته فمثلا لا ينصّ هذا الدستور، على مدة محددة للإنتهاء من كتابة الدستور وصياغته؟
الدستور الصغير يهم العمل داخل المجلس التأسيسي...ونحن نعتبر أن الدستور لا يمكن أن يستقيم إلا بالتوافق العريض.

هل تقصد أن يمتد التوافق إلى خارج التأسيسي؟

أقول على الأقل في داخل المجلس التأسيسي لا بد من الوصول إلى التوافق العريض داخل المجلس التأسيسي.

تعاني الطبقة السياسية في تونس من نمط غريب في التحليل السياسي وفي اتخاذ المواقف في المواقيت المفصلية من ذلك القانون الانتخابي الفارط الذي أغفل من قده ولك مسؤولية في ذلك سيد قائد السبسي أغفل عديد النقاط يرى الملاحظون أنه لو نصص عليها ما كان المشهد السياسي في مستوى الحكم والسلطة ليكون كما هو الآن ماذا تقول؟

أقول الكمال لله..لا يعني أن كل العمل الذي يقوم به المرء هو كامل...بالتأكيد تشوبه نواقص...القانون الذي أشرت اليه كان موضوع توافق من الهيئة العليا وصادقت عليه الحكومة ...وليس هناك أمر صالح لكل زمان ومكان...المهم أنه قانون أدى واجبه...الآن اذا تبين أنه في حاجة إلى تعديل ...فليكن لكن في أطروحاتنا قلنا كحزب (نداء تونس) أن نستعمله وندخل عليه بعض التعديل حتى يجنبنا... ما يجب علينا أن نتجنبه كتونس...بالتأكيد ليس صالحا بحذافره للانتخابات القادمة

لأنه كان قانونا منظما لمجلس وطني تأسيسي وليس لإنتخابات برلمانية أو رئاسية..هل لكم اقتراحات للتعديل؟

نعم عندنا اقترحات لتعديل بعض الفصول منه...لأن ذلك يربحنا الكثير من الوقت...

لم ينفك الباجي قائد السيسي عن الالتقاء والتجالس مع جهات دولية واقليمية عديدة فيها الكثير من الحديث عن تونس...فهل تنير الرأي العام وفق علاقاتك ولقاءاتك، أين تونس اليوم من المشهد السياسي الدولي..وماذا تقول هذه الجهات عن بلادنا الآن؟

أول هذه زيارات مجاملة لأن العادة وعندما يكون هناك حزب جديد يؤسس يزوره السفراء المعتمدون بالبلاد وليس مختص به «نداء تونس»... كل ما يقع حديث عن تونس أقول للتونسيين إلا وانبرى قائد السبسي يدافع عن تونس واستقلال قرار تونس... مهما كان الحزب الذي يقود البلاد... نحن تربينا في مفهوم الدولة، ندافع عنها ونصونها...
نعم ننتقد المسؤولين ولكن بالداخل وليس مع جهات خارجية.. ولكن في الخارج أبدا.. لأن مصلحة تونس فوق كل اعتبار.. هذا هو شعارنا...

هل هذا يعني أنك لا تنقد الحكومة، كحزب معارض، لمن تتفاعل معهم من سفراء ومبعوثين جيران وأجانب؟
أنا لا أنقد الحكومة.. في مثل هذه اللقاءات.

أما الأحزاب فإنك تنقدها؟

لا أنقد الحكومة والدولة بالذات دائما فوق كل اعتبار...

علاقاتك طيبة مع الشقيقة الجزائر، وهي كذلك مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية خاصة بعد 14 سبتمبر 2012، وكذا الأمر مع قطر، فهل هذا يعني ان بوصلة هذه الأطراف تدير ظهرها الى الفريق الحاكم الآن... والذي دعمته سابقا؟

(يبتسم).. هذا تعليقك أنت.. أنا ليس في واردي مثل هذه الاشارات.
أنا أحافظ على علاقاتي وخاصة مع دول المغرب العربي. واعتقد جازما أن أمننا المغاربي من أمن بعضنا البعض. وأرى أنه من مصلحة تونس أن تكون هذه العلاقات طيبة.. لنا تضحيات مشتركة وماضي مشترك، ولهذا يدع الروابط قوية ولا نضمر لبعضنا الا الخير.
وهناك علاقات شخصية تتكوّن بين المسؤولين في كل هذه البلدان...

تلوم اليوم الحكومة على ما رفضت تفعيله في عهدك.. وأقصد تفعيل المرسومين 115 و116 بخصوص الصحافة والاعلام، فهل كان ذلك من باب «دبّروا روسكم» مع من انتخبتم؟

التفعيل يكون على الحكومة.. وهي أدرى.. أنا لا أنقدها.. المهم أن ذلك تجاوزته الأحداث بما أنها فعّله.. الحكومة لها أسبابها وصعوباتها.. وأنا أتفهم الكثير من صعوبات الحكم.. وممارسة السلطة.
لاحظنا أنك وعبر مواقفك وتصريحاتك تجعل فرقا بين السيد حمادي الجبالي كرئيس للحكومة وأمين عام للنهضة والسيد راشد الغنوشي رئيس النهضة، وكأنك تريد ان توحي بأن الجبالي لا انتقاد لأدائه وله أعذاره... وأن النقد موجه للغنوشي، فهل هذا يدخل في اطار مقولة: «فرّق تسد» مثلا؟
أنا لا أفرّق ولا أسود.. أنا أجيب من يتحدث عني سواء بالهجوم او بغيره.. ليست وظيفتي «فرّق تسد».. بالعكس، أنا أتمنى أن تكون الحكومة ناجحة، لأن نجاحها من نجاحنا، لأننا أنجزنا نصف الطريق وعليها ان تواصل...
نحن أوصلنا البلاد الى انتخابات شفافة ونزيهة.. وليس عليهم الا ان يواصلوا المسار الديمقراطي بدون اقصاء.. اي لما فيه خير تونس.

ماذا يقول قائد السبسي للشعب التونسي عبر «الشروق»: هل كان يمكن ان يكون الوضع أفضل بالبلاد، وكيف؟

كان يمكن أن يكون الأداء أحسن، هناك بطء كبير، هناك حالة احتقان كبيرة.. صحيح ان امكانيات الدولة محدودة، ولكن اعتقد ان هناك أولويات. الآن باعتقادي الأولوية للتشغيل وللمناطق المحرومة.. لهذا قلت يجب ان تكون هناك برامج خاصة، تونس تمر بفترة استثنائية. ولابد لها من برامج استثنائية. ولا شكّ ان هذه البرامج المركزة أساسا على التشغيل تستدعي استثمارات خارجية وهذا لا يتوفر الا متى كان هناك أمن مستتب واستقرار في البلاد والسلطة ذات مصداقية. ومصداقية الحكومة تكون أكبر اذا ما تمتعت بالتوافق العريض.
عندما تكون الحكومة مساندة من كل التيارات بدون ان يعني ذلك ان تكون كلها في الحكومة اعتقد ان النجاح يكون أكيدا...

هل تعتقد ان المؤتمر الوطني للحوار الذي دعا له الاتحاد يمكن ان يمثل سبيل النجاح؟

ممكن ان يكون مؤتمر الاتحاد فرصة... اذا اشتركت فيه كل الأطراف الفاعلة وفي مقدمتها حزب النهضة. والذين من سوء الحظ لم يشارك... في الجولة الاولى... ولكن حسب ما سمعت فإن المبادرة مازالت مفتوحة، ويمكن ان تلتحق النهضة وعندها ستقدّم خدمة لا يستهان بها للبلاد.

كيف ينتظر الباجي قائد السبسي الى الجبهة الشعبية، في المشهد السياسي اليوم خاصة وانها تضم أحزابا كنت واياها على طرفي نقيض وربما لا تزال؟

على كل حال هذه الجبهة لا شك في نضاليتها وانها تحتوي على مناضلين وطنيين، لأن خدمة تونس بلا تتوقف على تيار دون آخر، نحن نبارك هذا العمل، ونتوسم فيهم الخير. لهم خيارات قد تختلف عن خياراتنا، ولكن هذا لا يمنع من ان تكون علاقاتنا طيبة. يجب ان نتعلم جميعا كيف نتعايش مع بعضنا البعض، في ذلك خير للبلاد.

ماذا تقول للتونسيين عبر صفحات «الشروق» في هذا التوقيت بالذات؟

أقول للتونسيين بلادكم في أعناقكم. لابد وأن تكونوا يقظين مجنّدين من أجل تونس، فتونس فوق كل اعتبار. الكثير من التونسيين في المقابر شهداء من اجل عزة تونس.

آخرهم نقّض؟

ان شاء ا& يكون آخرهم.. لابد وان نعطي لشبابنا الامل في الغد.. المشرق.. هذا هو منطق التاريخ...
أنا لا أرى في مثل هذا الإجراء إن حصل أي أمر لافت فهذا واجب الدولة أن تحمي النشاطات الحزبية ولكل الأحزاب وليس نحن فقط...هذا واجب الدولة تجاه الأحزاب السياسية التي تكون المشهد السياسي ومن الطبيعي أن تحمي الدولة حرية العمل السياسي والنشاطات الحزبية في كامل البلاد وقد فعلت ذلك من قبل...في عدة مناسبات.

لاحظنا كذلك، أن نداء تونس أضحى يعول على قواه الذاتية لحماية الاجتماعات العامة مثلا فهل لديكم ميليشيات؟

أبدا ليس لنا ميليشيات...نحن ضد الميلشيات غيرنا عندهم لكن نحن لا .

إذن هي لجان حماية أو تنظيم تعين ساعة الاجتماع؟

نعم هي كذلك...لا أكثر ولا أقل..

الحديث اليوم عن القانون الانتخابي ينتباه جدل واختلاف...وكل تيار أو مجموعة أحزاب تحاول أن تدلي بدلوها باحتشام وعلى استحياء خشية أمر ما لماذا باعتقادك لا تصارح الأحزاب المواطنين بشأن مقتضيات هذا القانون وبقي كل طرف في وضعية جسّ النبض في انتظار الخصم ماذا سيقدم؟

إذا كان قصدك بيوت الله، فنحن بصريح العبارة ندعو إلى تحييدها...لا يجب أن تتحول بيوت الله إلى أوكار للتجاذبات السياسية فالعمل السياسي له مجالاته ...الجوامع هي بيوت الله ولا يذكر فيها إلا إسمه...فقط إذ يقول تعالى في سورة النور الآيات (3638)
بسم الله الرحمان الرحيم :
قال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ وَالاَصَالِ، رِجَالٌ لاّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَإِقَامِ الصّلاَةِ وَإِيتَآءِ الزّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ، لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُمْ مّن فَضْلِهِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
هذا هو ديننا .

إذن هل تدعون إلى التنصيص صراحة على تحييد الجوامع عن الحياة السياسية وبالذات عن الحملات الانتخابية؟

هذا ما يجب أن يكون...بالطبع...

وماذا عن الدستور الصغير؟

القانون هو وقتي...ينتهي بالانتهاء من المصادقة على الدستور ونحن نعتقد أن الحل في تونس يكمن في التوافق العريض حول الدستور.

طوى السياسيون في تونس صفحة 23 أكتوبر 2012 ولكن لاحظنا أن القوى السياسية خارج الحكم بقيت تلعب في مربع رد الفعل فلم نر مثلا نداء أو شعارا لإعادة النظر في نصّ الدستور الصغير ومقتضياته فمثلا لا ينصّ هذا الدستور، على مدة محددة للإنتهاء من كتابة الدستور وصياغته؟

الدستور الصغير يهم العمل داخل المجلس التأسيسي...ونحن نعتبر أن الدستور لا يمكن أن يستقيم إلا بالتوافق العريض.

هل تقصد أن يمتد التوافق إلى خارج التأسيسي؟

أقول على الأقل في داخل المجلس التأسيسي لا بد من الوصول إلى التوافق العريض داخل المجلس التأسيسي.

تعاني الطبقة السياسية في تونس من نمط غريب في التحليل السياسي وفي اتخاذ المواقف في المواقيت المفصلية من ذلك القانون الانتخابي الفارط الذي أغفل من قده ولك مسؤولية في ذلك سيد قائد السبسي أغفل عديد النقاط يرى الملاحظون أنه لو نصص عليها ما كان المشهد السياسي في مستوى الحكم والسلطة ليكون كما هو الآن ماذا تقول؟

أقول الكمال لله..لا يعني أن كل العمل الذي يقوم به المرء هو كامل...بالتأكيد تشوبه نواقص...القانون الذي أشرت اليه كان موضوع توافق من الهيئة العليا وصادقت عليه الحكومة ...وليس هناك أمر صالح لكل زمان ومكان...المهم أنه قانون أدى واجبه...الآن اذا تبين أنه في حاجة إلى تعديل ...فليكن لكن في أطروحاتنا قلنا كحزب (نداء تونس) أن نستعمله وندخل عليه بعض التعديل حتى يجنبنا... ما يجب علينا أن نتجنبه كتونس...بالتأكيد ليس صالحا بحذافره للانتخابات القادمة

لأنه كان قانونا منظما لمجلس وطني تأسيسي وليس لإنتخابات برلمانية أو رئاسية..هل لكم اقتراحات للتعديل؟

نعم عندنا اقترحات لتعديل بعض الفصول منه...لأن ذلك يربحنا الكثير من الوقت...

لم ينفك الباجي قائد السيسي عن الالتقاء والتجالس مع جهات دولية واقليمية عديدة فيها الكثير من الحديث عن تونس...فهل تنير الرأي العام وفق علاقاتك ولقاءاتك، أين تونس اليوم من المشهد السياسي الدولي..وماذا تقول هذه الجهات عن بلادنا الآن؟

أول هذه زيارات مجاملة لأن العادة وعندما يكون هناك حزب جديد يؤسس يزوره السفراء المعتمدون بالبلاد وليس مختص به «نداء تونس»... كل ما يقع حديث عن تونس أقول للتونسيين إلا وانبرى قائد السبسي يدافع عن تونس واستقلال قرار تونس... مهما كان الحزب الذي يقود البلاد... نحن تربينا في مفهوم الدولة، ندافع عنها ونصونها...
نعم ننتقد المسؤولين ولكن بالداخل وليس مع جهات خارجية.. ولكن في الخارج أبدا.. لأن مصلحة تونس فوق كل اعتبار.. هذا هو شعارنا...

هل هذا يعني أنك لا تنقد الحكومة، كحزب معارض، لمن تتفاعل معهم من سفراء ومبعوثين جيران وأجانب؟

أنا لا أنقد الحكومة.. في مثل هذه اللقاءات.

أما الأحزاب فإنك تنقدها؟

لا أنقد الحكومة والدولة بالذات دائما فوق كل اعتبار...

علاقاتك طيبة مع الشقيقة الجزائر، وهي كذلك مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية خاصة بعد 14 سبتمبر 2012، وكذا الأمر مع قطر، فهل هذا يعني ان بوصلة هذه الأطراف تدير ظهرها الى الفريق الحاكم الآن... والذي دعمته سابقا؟

(يبتسم).. هذا تعليقك أنت.. أنا ليس في واردي مثل هذه الاشارات.
أنا أحافظ على علاقاتي وخاصة مع دول المغرب العربي. واعتقد جازما أن أمننا المغاربي من أمن بعضنا البعض. وأرى أنه من مصلحة تونس أن تكون هذه العلاقات طيبة.. لنا تضحيات مشتركة وماضي مشترك، ولهذا يدع الروابط قوية ولا نضمر لبعضنا الا الخير.

وهناك علاقات شخصية تتكوّن بين المسؤولين في كل هذه البلدان...

تلوم اليوم الحكومة على ما رفضت تفعيله في عهدك.. وأقصد تفعيل المرسومين 115 و116 بخصوص الصحافة والاعلام، فهل كان ذلك من باب «دبّروا روسكم» مع من انتخبتم؟

التفعيل يكون على الحكومة.. وهي أدرى.. أنا لا أنقدها.. المهم أن ذلك تجاوزته الأحداث بما أنها فعّله.. الحكومة لها أسبابها وصعوباتها.. وأنا أتفهم الكثير من صعوبات الحكم.. وممارسة السلطة.

لاحظنا أنك وعبر مواقفك وتصريحاتك تجعل فرقا بين السيد حمادي الجبالي كرئيس للحكومة وأمين عام للنهضة والسيد راشد الغنوشي رئيس النهضة، وكأنك تريد ان توحي بأن الجبالي لا انتقاد لأدائه وله أعذاره... وأن النقد موجه للغنوشي، فهل هذا يدخل في اطار مقولة: «فرّق تسد» مثلا؟

أنا لا أفرّق ولا أسود.. أنا أجيب من يتحدث عني سواء بالهجوم او بغيره.. ليست وظيفتي «فرّق تسد».. بالعكس، أنا أتمنى أن تكون الحكومة ناجحة، لأن نجاحها من نجاحنا، لأننا أنجزنا نصف الطريق وعليها ان تواصل...
نحن أوصلنا البلاد الى انتخابات شفافة ونزيهة.. وليس عليهم الا ان يواصلوا المسار الديمقراطي بدون اقصاء.. اي لما فيه خير تونس.

ماذا يقول قائد السبسي للشعب التونسي عبر «الشروق»: هل كان يمكن ان يكون الوضع أفضل بالبلاد، وكيف؟

كان يمكن أن يكون الأداء أحسن، هناك بطء كبير، هناك حالة احتقان كبيرة.. صحيح ان امكانيات الدولة محدودة، ولكن اعتقد ان هناك أولويات. الآن باعتقادي الأولوية للتشغيل وللمناطق المحرومة.. لهذا قلت يجب ان تكون هناك برامج خاصة، تونس تمر بفترة استثنائية. ولابد لها من برامج استثنائية. ولا شكّ ان هذه البرامج المركزة أساسا على التشغيل تستدعي استثمارات خارجية وهذا لا يتوفر الا متى كان هناك أمن مستتب واستقرار في البلاد والسلطة ذات مصداقية. ومصداقية الحكومة تكون أكبر اذا ما تمتعت بالتوافق العريض.
عندما تكون الحكومة مساندة من كل التيارات بدون ان يعني ذلك ان تكون كلها في الحكومة اعتقد ان النجاح يكون أكيدا...

هل تعتقد ان المؤتمر الوطني للحوار الذي دعا له الاتحاد يمكن ان يمثل سبيل النجاح؟

ممكن ان يكون مؤتمر الاتحاد فرصة... اذا اشتركت فيه كل الأطراف الفاعلة وفي مقدمتها حزب النهضة. والذين من سوء الحظ لم يشارك... في الجولة الاولى... ولكن حسب ما سمعت فإن المبادرة مازالت مفتوحة، ويمكن ان تلتحق النهضة وعندها ستقدّم خدمة لا يستهان بها للبلاد.
كيف ينتظر الباجي قائد السبسي الى الجبهة الشعبية، في المشهد السياسي اليوم خاصة وانها تضم أحزابا كنت واياها على طرفي نقيض وربما لا تزال؟
على كل حال هذه الجبهة لا شك في نضاليتها وانها تحتوي على مناضلين وطنيين، لأن خدمة تونس بلا تتوقف على تيار دون آخر، نحن نبارك هذا العمل، ونتوسم فيهم الخير. لهم خيارات قد تختلف عن خياراتنا، ولكن هذا لا يمنع من ان تكون علاقاتنا طيبة. يجب ان نتعلم جميعا كيف نتعايش مع بعضنا البعض، في ذلك خير للبلاد.

ماذا تقول للتونسيين عبر صفحات «الشروق» في هذا التوقيت بالذات؟

أقول للتونسيين بلادكم في أعناقكم. لابد وأن تكونوا يقظين مجنّدين من أجل تونس، فتونس فوق كل اعتبار. الكثير من التونسيين في المقابر شهداء من اجل عزة تونس.

آخرهم نقّض؟

ان شاء ا& يكون آخرهم.. لابد وان نعطي لشبابنا الامل في الغد.. المشرق.. هذا هو منطق التاريخ...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.