حالة الهدوء التي عرفتها مدينة بنقردان خلال الساعات الأولى من صباح يوم أمس لم تستمر طويلا حيث سرعان ما توتر الوضع من جديد بعد أن قام عدد من التلاميذ بالمؤسسات التربوية بأعمال شغب ببعض المعاهد والمدارس الإعدادية التي تم غلقها على اثر ذلك، ليخرج التلاميذ ويتوجهون إلي ساحة المغربي العربي ويتجمعون هناك لتنطلق المناوشات مع العناصر الأمنية التي انسحبت في البداية من كل المواقع والأماكن إلا إن تواصل رمي المحتجين لمقر المنطقة بالحجارة أجبرهم على الخروج واطلاق القنابل المسيلة للدموع عليهم، لتنطلق بعدها مناوشات بين الطرفين ولو إنها كانت أقل حدة من الأيام الماضية. وقد اتصلنا بعدد من المحتجين الذين أكدوا لنا جميعا انهم يطالبون الحكومة بالالتفات إليهم وإعطاء مدينتهم حقها في التنمية والإسراع بانجاز المشاريع التي تم الإعلان عنها سابقا وهي المنطقة الصناعية ومنطقة التبادل الحر والمنطقة اللوجستية وأيضا يتساءلون عن الأسباب التي تم اعتمادها في عدد من المناظرات والانتدابات لدى عديد الوزارات بعد الثورة والتي لم يتم خلالها انتداب أبناء الجهة من أصحاب الشهائد العليا الذين يفوق عددهم 5000 الاف مجاز أما من ناحية الأوضاع الأمنية فقد أكد لنا ياسين حسين الناطق الرسمي للنقابة الجهوية لقوات الأمن الداخلي بمدنين ان الوضع يمر بفترة صعبة وان نسبة كبيرة من المحتجين هم من الأطفال الصغار الذين لا تتجاوز أعمارهم 17سنة وان هذه الوضعية زادت في تأزم الأوضاع الأمنية مشيرا ان قرابة 13 عنصر امنيا تلقوا إصابات مختلفة إضراب عام اليوم أكدت عدة أطراف من مكونات المجتمع المدني وهياكل الاتحاد الجهوي بعد جلسة مغلقة تقرر خلالها دخول مدينة بنقردان في إضراب عام ينفذ اليوم وفي صورة ما لم تتم الاستجابة لمطالب أبناء الجهة من طرف الحكومة فان الوضع قابل للتصعيد من اجل الحصول على الحقوق التنموية للجهة.