عاجل/ أمطار غزيرة ورياح قوية: وزارة الفلاحة تحذّر    توزر: يوم إعلامي حول الانتخابات التشريعية الجزئيّة بدائرة دقاش حامة الجريد تمغزة    بلاغ هام من شركة نقل تونس    مؤشر الإنتاج الصناعي يتراجع ب3،6 بالمائة موفى ديسمبر 2024    افتتاح سوق الفلاح التونسي بمشاركة 30 عارض من تونس الكبرى ومصر ولبنان    حفل إسناد جائزة ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية يوم 27 ماي 2025 بالقصر السعيد    فايسبوك يلتهم وقت التونسيين: 61 ساعة شهريًا مقابل 5 فقط للقراءة!    الرابطة 2 : تعيينات حكام مقابلات الجولة الاخيرة    عاجل: الديوانة تُحبط تهريب 31,120 قرصًا مخدرًا من نوع Pregabalin 300mg    فظيع/ معلم يتحرش بتلميذته جنسيا ويهددها..    الكاف: حرص على تطوير الإنتاج بمنجم الجريصة وعلى استغلال المخزون الجيولوجي لبعث أنشطة سياحية    Titre    الخارجية: السلطات اليونانية تفرج عن 35 تونسيا    الكاف: وفاة تلميذ غرقا في سد ملاق    هام/ وزارة العدل تنتدب..    وزير الخارجية يلتقي أفرادا من الجالية التونسية ببلجيكا واللوكسمبورغ    ارتفاع نسبة امتلاء السدود إلى 40،7%    بالصور: أحمر الشفاه يسرق الأضواء في مهرجان كان 2025..من الأحمر الجريء إلى النيود الناعم    القيروان: انطلاق بيع الأضاحي بالميزان في سوق الجملة بداية من 26 ماي    إجراءات استثنائية لمساعدة الفلاحين على تجاوز أعباء فواتير الطاقة.. التفاصيل والخطوات    كأس افريقيا للاندية الفائزة بالكأس لكرة اليد للسيدات: الجمعية النسائية بالساحل تنهزم امام الاهلي المصري 20-22    انطلاق أولى رحلات حجيج جندوبة من مطار طبرقة نحو المدينة المنورة    تعيينات حكام نصف نهائي كأس تونس 2025    السباح أحمد الجوادي يفوز بفضية سباق 800 مترا في ملتقى ببرشلونة.    خبير في قانون الشغل: قانون تنظيم عقود الشغل ومنع المناولة يمنح مرونة هامة للمؤجرين    القيروان : اليوم إفتتاح الدورة 19 للملتقى الوطني للإبداع الأدبي والفني.    كيف تستغل العشر من ذي الحجة؟ 8 عبادات ووصايا نبوية لا تفوّتها    شرب الماء على ثلاث دفعات: سُنّة نبوية وفوائد صحية مؤكدة    في لقائه مواطنين من المزونة وبنزرت/ سعيد: "الشباب قادر على تعويض من يُعطّل السّير الطبيعي لدواليب الدّولة"..    رئيس اتّحاد الفلاحة: أسعار أضاحي العيد ستنخفض    غولان يحمّل نتنياهو مسؤولية "تعريض اليهود للخطر"    تونس تدعو المجتمع الدولي الى حماية الشعب الفلسطيني ووضع حد لجرائم الاحتلال    محمد علولو يرد على وزير الشباب والرياضة.    زعيم التهريب إلى أوروبا في السجن : جنسيته عربية و تفاصيل صادمة    الدورة الثالثة من 'المهرجان السنوي لكأس المغرب العربي للحلاقة والتجميل' يومي 26 و27 ماي بالحمامات.    عاجل/ هذه هوية وجنسية منفذ عملية اطلاق النار على موظفين بالسفارة الإسرائيلية في واشنطن..    مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في قطاع غزة..وهذه حصيلة الشهداء..#خبر_عاجل    فئات ممنوعة من تناول ''الدلاع''.. هل أنت منهم؟    الموت المفاجئ يهدد لاعبي كمال الأجسام المحترفين: دراسة تكشف المخاطر الصحية وتدعو للفحوصات الدورية    نشرة الصحة والعلوم: نصائح للذاكرة، جديد الدراسات الطبية، ونسب التغطية الصحية في تونس    كأس العالم للأندية: مهاجم ريال مدريد اندريك يغيب عن المسابقة بسبب الاصابة    بلاغ وزارة التجارة حول توفير لحوم ضأن وبقري مسعرة    Titre    ظهر اليوم: امطار و تساقط كثيف للبرد بهذه المناطق    اليوم: الحرارة تصل إلى 40 درجة بهذه المناطق    أضحية العيد للتونسيين: 13 نصيحة شرعية لضمان سلامتها وأجرها الكامل!    القاهرة تطمئن: الهزة الأرضية الصباحية لم تؤثر على المنشآت    وزير الصحة يلتقي بإطارات صحية ومستثمرين ورجال أعمال تونسيين بسويسرا    السوبر غلوب 2025: الزمالك والأهلي يمثلان إفريقيا... والترجي يُستبعد رغم بلوغه النهائي    وزير الدفاع يؤدّي زيارة إلى القاعدة العسكرية ببوفيشة    محمد بوحوش يكتب:...عن أدب الرّسائل    وزير الصحة يروج للتعاون ولمؤتمر "الصحة الواحدة " الذي سينعقد بتونس يومي 14 و 15 جوان 2025    ب"طريقة خاصة".. مؤسس موقع "ويكيليكس" يتضامن مع أطفال غزة    أربعينية الفنان انور الشعافي في 10 جوان    أحمد السقا يعلن طلاقه من مها الصغير بعد 26 عامًا من الزواج    طقس اليوم: الحرارة في انخفاض طفيف    هذا موعد رصد هلال شهر ذي الحجة..#خبر_عاجل    لا تُضحِّ بها! هذه العيوب تُبطل أضحيتك    









هل حادت الثورة التونسية عن وجهتها؟ وإلى أين تسير؟
الندوة الدولية للمعهد العالي لتاريخ الحركة الوطنية:
نشر في الصباح يوم 19 - 01 - 2013

أكد علية العلاني أستاذ وباحث جامعي خلال ندوة دولية نظمها المعهد العالي لتاريخ الحركة الوطنية بعنوان "ثورات.. مقاربة للانتفاضات والثورات (قرن19-21) أيّام 17-18 و19 جانفي بمشاركة خبراء ومؤرخين تونسيين واجانب.
ان الاسلاميين والسلفيين لم يكونوا وقود الثورة ومشاركتهم فيها كانت بعد تأكدهم من هروب الرئيس السابق وسقوط نظامه مبينا ان ذلك لا يعنى ان التيارات الدينية لم تكن موجودة في المشهد السياسي بل كانت تعمل سابقا في اطار السرية بسبب المطاردات والمحاكمات وسياسة التهجير التى اعتمدها النظام السابق لضرب خصومه الاسلاميين. وسلّط العلاني الضوء على الدور الرئيسي الذي لعبه الدين الاسلامي في الفترة الاستعمارية بكل فصائله من الزيتونة الى بعض الطرق الصوفية إضافة الى رجال الاصلاح لمقاومة الاستعمار.
وفي مداخلته حول الاسلاميين في تونس بعد الثورة بين التوظيف والتأطير اوضح الباحث في الجامعات الاسلامية ان الرؤية الدينية بعد الاستقلال كانت محل تنازل، وفي غياب سياسة دينية تنويرية لدولة الاستقلال بدأت الهوة تتسع بين الاسلام الرسمي والاسلام السياسي وبلغ التناقض اوجه في بداية السبعينات مع ولادة الحركة الاسلامية بقيادة الغنوشي ساعدتها جملة من العوامل الداخلية والخارجية وأصبح الاسلام السياسي المنافس والخصم الرئيسي للاسلام الرسمي.
ومع تقلص هامش الحريات في عهدي بورقيبة وبن علي وما عاناه الاسلاميون من اضطهاد وقمع، كان من الطبيعي ان تمنح ثورة 14 جانفي الفرصة لانصار التيار الاسلام السياسي للبروز وطرح رؤيته، ومقاربته في الحكم، واليوم وبعد سنة من حكم التيار الديني بدا الرأي العام والنخب يلمسون نوعا من التماثل بين سياسة الحكم السابق والحكم الجديد في التعامل مع الاسلام حيث تعددت الخطب والمقالات التى تعتبر ان نقد حركة النهضة مس من الاسلام وبقيت المرجعيات الدينية مختلفة بين الاسلام المحلي التى تتمثل في مرجعية رجال الاصلاح في القرن 19 وبداية القرن ال20 والاسلام السياسي الذي تقوده حركة النهضة بمرجعيتها الاخوانية التى لا تؤمن في جوهرها بالمسألة الديمقراطية بالمعنى الكوني. وقال العلاني ان المؤتمر الاخير لحركة النهضة طوّر خطابها السياسي لكن في المقابل لم يطور الخطاب الايديولوجي اوالارضية الايديولوجية للحركة.
وبخصوص تفادي التوظيف الديني اعتبر الاستاذ علية العلاني انه لابد ان يتم تقديم تصورات في اطار تأطير وتوظيف المسالة الدينية في اتجاه يخدم الدولة المدنية الديمقراطية ولا يجهضها موضحا ان امكانية تفادي توظيف الدين عبر الاتفاق حول نمط المجتمع الذي نريد والتوافق بين الفرقاء السياسيين حول دور الدين في الحياة العامة وعلاقة الهوية بالحداثة بالاضافة الى ارساء حوار جدي حول الاسلام ومدنية الدولة والديمقراطية والحداثة.
مدخل لانتفاضة مجهضة".. ام مسار ثوري طبيعي!
وفي مداخلته حول ""الثورات وبعد"؟ قدم خالد عبيد المؤرخ الجامعي والأستاذ في التاريخ السياسي المعاصر جملة من التساؤلات حول مفاهيم تتعلق بالثورة والمسار الثوري والثورة المضادة، مشيرا الى الصعوبة التى تعترض المؤرخ عند التطرق الى حدث آني ومدى قدرة المؤرخ على التخلص من الذاتي وتناول الاحداث بطريقة موضوعية إذ ان الشعب يعيش حاليا زمنا لم ينته بعد لانه ببساطة في طور التشكل.
" هل نحن فعلا نعيش مسارا ثوريا أصيلا؟"وهل كل ما يحدث يمكن اعتباره ارهاصات طبيعية متوقعة لن تدوم بالتأكيد في انتظار استكمال المسار الى نهايته؟" وهل ما نعيشه هو مشروع اجهاض ثورة؟" وتساءل عبيد هل يمكن تعريف الثورة على انها ازمة انفجرت او انتفاضة ذات طابع ثوري او انها تغيير عميق وجذري، إذ اعتبر ان المسار الثوري يتطلب "تثويرا" على مستوى العقول والعقلية لكن في المقابل يرى ان هناك من يرى ان الثورة حادت عن مهامها. واعتبر في مقاربته ان كل ما حدث انتفاضة تمكنت من الاجهاز على نظام ظاهريا والثابت انها لم تقدر على تجسيم ما قامت لأجله.
وفي نفس السياق بين ان "الصراع" الان بات بين من يعتقد انه انجز "ثورة" ويعمل على تجسيمها وبين من يعتقد انه ان الاوان لتحقيق مشروع أجهض في بداية التسعينات وقد تم تهيئته انطلاق من هذه الانتفاضة مع تبنى طرفي الصراع لنفس الشعارت"الثورة المضادة" و"الالتفاف على أهداف الثورة" و"فلول النظام البائد".
"جوهرة الهامشي وتهميش الجوهري"
وفي مداخلته حول تونس الى أين؟ لاحظ امين محفوظ ان التساؤل الى أين؟ يدخل في اطار التنبيه الى مسارات ومنعرجات الثورة لغياب نضج معين لتوجيه مسار الثورة مرتكزا على عاملين أساسيين متمثلين في فشل التعامل مع الزمن من جهة وغياب رؤية واضحة ودقيقة.
وأقرّ استاذ القانون بأن سوء ادارة المرحلة الانتقالية الثانية ناتج عن مجموعة من العوامل منها قرار انتخاب المجلس الوطني التأسيسي الذي كان خيار الاحزاب و التيارات السياسية من اجل صياغة دستور جديد يلبى تطلعات التونسيين للحرية والديمقراطية والكرامة مشيرا الى تحول المجلس التأسيسي عن مهمته الاصلية الى مسائل فرعية منها مراقبة اداء الحكومة وعدم احترام السنة والتاريخ لصياغة الدستور الجديد والانتقال الى "جوهرة الهامشي وتهميش الجوهري". واعتبر الخبير القانوني ان سوء التعامل مع الزمن يعقد الوضع العام ويهدد المنظومة والقيم مشيرا إلى غياب الرؤية في صياغة الدستور الجديد خاصة وان مسودة الدستور احتوت على العديد من الاخلالات ومسائل تثير القلق.
وفي قراءة في مسودة مشروع الدستور أشار الى ان التوطئة اعتمدت على لغة انشائية ولا مدلول قانوني لها في حين كان من الضروري ان تكون صياغة التوطئة قانونية،وان مسودة الدستور تشوبها عديد النقائص والاخلالات خاصة في ما يتعلق بمسألة كونية الحقوق والحريات، كما أن الفصل 148 من الدستور الجديد يهدد الطبيعة المدنية للدولة. بخصوص باب التنظيم بين السلط قال امين محفوظ ان الدستور سيفرز نظاما سياسيا غارقا في الأزمات مبينا ان الخطر القادم يكمن في التصادم بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.