أصدرت الدّائرة الجنائيّة بالمحكمة الإبتدائية بقفصة منذ أيام حكما بالمؤبّد على شابّ في عقده الثّالث من أجل تهمتي القتل العمد مع سابقيّة القصد وإضرام النّار عمدا بمحلّ مسكون. وكانت الأبحاث انطلقت في قضية الحال تبعا لبرقية صادرة عن مركز الحرس الوطني بفايض بتاريخ 06 جوان 2011 مفادها وفاة كهل نتيجة تعرضه للحرق من طرف المظنون فيه وهو ابن شقيقه حيث تبين على ضوء تقرير الطبيب الشرعي أن الموت ناجم عن حروق حرارية من الدرجة الثانية والثالثة ممتدة على 50% من مساحة البدن كما أشار إلى الوسيلة والمادة المستعملة لحرق الهالك قصد إنارة سبيل العدالة. وباستنطاق المتهم من قبل باحث البداية صرح وانه أثناء عقده لجلسة خمرية بصفاقس تذكر زوجة جده التي رفعت قضية عدلية من أجل التملك بمنزل جده وبعض الأملاك الأخرى وتم الحكم لصالحها فانتابته نوبة من الغضب وقرر الانتقام منها من خلال إضرام النار بالمنزل المذكور وهو محل النزاع. وللغرض تعمد اقتناء قارورة مياه معدنية سعة نصف لتر وبعد أن أفرغها من محتواها ملأها بالبنزين وأخفائها بين طيات ملابسه ثم اتصل بأخويه طالبا منهما التحول برفقته لمقر سكناهم الكائن بجهة الحنية بعمادة فايض من ولاية سيدي بوزيد دون أن يفصح عن نيته أو مخططاته، وبوصولهم للمنطقة المذكورة ترجلوا جميعا نحو محل إقامتهم وبالاقتراب منه غادرهم الشقيق الأصغر ليخبر أفراد عائلته وظل شقيقه الآخر برفقته لمراقبته بحكم حالة السكر التي كان عليها وببلوغهما محيط منزل الجد توجه إلى شجرة تين وأوهم مرافقه أنه عثر على قارورة محروقات بذلك المكان وتوجه مباشرة لإحدى النوافذ وسكب عليها البنزين ثم أضرم النار فيها. حينها تدخل شقيقه وقام بمسكه ودفعه بعيدا وأثناء انهماكه في محاولة إخماد الحريق والصياح طلبا للنجدة ولفت الانتباه استغل المتهم الفرصة وتعمد تكرار العملية في نافذة أخرى من خلال إلقاء القارورة عليها وإضرام النار فيها ومن ثم التقاطها بعد سقوطها وإعادة رميها داخل الغرفة مؤكدا وان شقيقيه ليس على علم بما خطط له، نافيا وجود أي أغراض أو عداوة بينه وبين عمه الهالك وان موته كان نتيجة سوء تقدير ومراد أفعاله كانت لغاية الانتقام من زوجة جده لا غير. هذه التصريحات فندتها أقوال الضحية أثناء سماعه من طرف أعوان الأمن قبل وفاته بالمستشفى والذي اتهم إبن شقيقه بإضرام النار فيه وبمحل إقامته كما أشار تقرير المعاينة إلى أن المتهم يعرف جيدا مكان الواقعة وقام بالتحضير لجريمته بتوفير البنزين واختيار وقت متأخر يكون فيه المتضرر خالدا للنوم وعلى هذا الأساس قضت هيئة المحكمة بعد المفاوضة بسجنه بقيّة العمر.