- مليونا يوم عمل وفّرتهما الصّابة القياسيّة للزّيتون هذه السّنة في جهة المهديّة التي تحتلّ المرتبة الأولى في انتاج الزّيت البيولوجيّ والمقدّرة إجمالا بما يفوق ال35 ألف طنّا بالرغم من صبغة العمل الفلاحي التّقليديّ وافتقار صغار الفلاّحين الى أبسط المساعدات والدّعم من الأمونيتر المفقود، ومع ما يوفّره قطاع الألبان ضمن المرتبة الأولى ب102 مليون لتر سنويّا تؤمّنه أكثر من 30 ألف بقرة حلوب بدأ عددها يتضاءل بمفعول النّقص الحادّ في الأعلاف والغلاء ليقع التّفريط في القطيع بيعا وذبحا، وكذلك ما يمثّله منتوج الأسماك خاصّة "السّمك الأزرق" بموانئ بسيطة وأساطيل مترهّلة ليبقى في صدارة الإنتاج الوطني في ظلّ تواصل غياب الأخذ بأيدي البحّارة وصغار الفلاّحين والمربّين لتشهد أسعار المنتوجات الجهوية عموما ارتفاعا مشطّا نتيجة التّكلفة العالية وتزامنا مع فوضى وتسيّب قانونيّين. ولعل أهم العوامل أيضا التي تعيق التّنمية في الجهة بحسب ما أفادنا به والي المهديّة هو المشكل العقاري لعديد الأراضي المزمع الاستثمار فيها (أملاك "عزيزة عثمانة") مثلا في مناطق معتمديّة ملّولش أكثر من 90بالمائة يستحيل معها استغلال مقسمات فلاحيّة شأنها شأن المناطق الصّناعيّة التي يتطلّب انجازها تمويلات كبيرة. ومع افتقار المناطق الدّاخليّة للبنى التّحتيّة مثل الطّرقات في جهة صبغتها فلاحيّة بالدّرجة الأولى فإنها تشهد عزوفا من قبل المستثمرين من تونس ومن الأجانب رغم أنها حظيت بما يفوق ال189كيلومترا من الطّرقات لتعبيد المسالك ضمن المشروع التّكميليّ لميزانيّة 2012 بكلفة تشارف على ال15مليارا، على أن يقع ضمن ميزانيّة 2013 تعبيد وتهيئة الطّرقات الوطنيّة والفرعيّة الرّابطة لمختلف المناطق بشبكة طولها 517.4 كيلومترا بتكلفة جمليّة تقدّر ب 67مليارا ممّا سيكون دافعا الى جلب الاستثمار. هذه المناطق بدأت وفود المستثمرين تحلّ بها مع انطلاق أكثر من مشروع من شأنه أن يمتصّ بطالة زهاء 17ألف عاطل عن العمل مع ما وفّره برنامج التّشغيل في مختلف الآليّات والحضائر ل1300 منتفع ومنتفعة 90 في المائة منهم من أصحاب الشّهادات العليا يجري العمل على انتداب من توفّرت فيهم الشّروط بالوزارات المشغّلة. رغم التّهميش تحتلّ أولى المراتب.. وهذا هو الحلّ وفق دراسات لواقع ولاية المهديّة والحديث للوالي فانّ التّهميش وهشاشة البنى التّحتيّة هما السّبب في انعدام التّنمية التي تتقدم بخطى بطيئة فلا ترضي المواطن قطعا وله الحقّ في ذلك ، وهناك بشائر لمشاريع ومنح الدّعم الخاصّة بالبحّارة وصغار الفلاّحين والمربّين موازاة مع تحميل لجان الاستقصاء المكلّفة بالقيام بواجباتها بحصر العائلات المحتاجة لتأخذ الجهة نصيبها كسائر الجهات وهي التي تعيش مناخا سلميّا في حقّ مطالبة أبنائها بالشّغل والكرامة. ومع حلول وفود الصّينيّين والايطاليّين على الجهة بفضل مجهودات أبناء المهديّة من المهاجرين والخواصّ ، انطلق الاستثمار في عديد المشاريع ومنها مشروع تربية القمبري بملّولش بعد تهيئة الطّريق المؤدّية اليه على أمل أن تشهد عديد المناطق الأخرى تغيير صبغتها الحاليّة لتحظى بصبغة ذات أولويّة لجلب المستثمر بحوافز مشجّعة وإحداث مناطق صناعيّة تفتقر اليها الجهة عموما مع التّأكيد بأنّ بنى الموانئ الأربعة والأسطول نفسه يتطلّب تدخّلا من لدن المصالح المعنيّة ، وينتظر الجميع تجسيمه على أرض الواقع بعد عامين من عمر الثّورة. ناجي العجمي