طرح مسابقة مفتوحة لمدارس السينما بتونس: تلك كانت طريقة الفرنسيين والألمان للإحتفال في تونس بمرور خمسين(50) سنة على إمضاء اتفاقية السلام بين دولتي فرنساوألمانيا. الحدث يحمل بطبيعة الحال طابعا رمزيا بما أن الإحتفالات الرسمية تمت في العاصمة الالمانية برلين لكن ذلك لم يحل دون حضور السفيرين"فرانسوا غويات"عن الطرف الفرنسي و"جانس بلوتنار"عن الطرف الألماني وذلك إلى جانب رؤساء البعثات الثقافية للبلدين في تونس ونذكر منهم بالخصوص المسؤولين عن المعهد الفرنسي بتونس ومعهد غوتة الألماني السهرة التي انتظمت بالمناسبة بفضاء مدار بقرطاج بالعاصمة يوم الثلاثاء من الأسبوع الجاري. وقد أعلن خلال السهرة عن انطلاق المسابقة الخاصة بالأفلام القصيرة رسميا. وقد دعي الطلبة إلى تقديم مشاريعهم وسيقع اختيار عشرة مشاريع تنتفع بالدعم على الإنتاج بمعدل أربعة آلاف دينار عن كل مشروع كما أن الطلبة الذين ستتوفر لهم فرصة المشاركة سيقع تأطيرهم من طرف مهنييّن ألمان وفرنسيين ويتدخل هؤلاء من خلال ورشة الكتابة والإخراج. وستتولى لجنة تحكيم تتكون من تونسيين وفرنسيين وألمان النظر في المشاريع المشاركة في المسابقة وسيقع تمكين اصحاب أفضل مشروعين من فرصة المشاركة في مهرجانات سينمائية بكل من فرنساوألمانيا. مع العلم وأنه تم اختيار المصالحة موضوعا للمسابقة. المصالحة لأنه لا شيء يمكن أن يتم حسب المنظمين إلا في مناخ يسوده الأمن والديمقراطية ويقع فيه تجاوز خلافات الماضي. وتم خلال نفس السهرة التي التأمت بقاعة العروض بفضاء مدار قرطاج الذي يديره الثنائي رجاء بن عمار ومنصف الصّايم وبحضور عدد كبير من المهتمين من التونسيين من تلاميذ وطلبة ومسئولين عن المدارس السينمائية وإعلاميين عرض فيلم وثائقي بعنوان50 سنة من الصداقة الفرنسية الألمانية اشتمل على فقرات من الخطاب الشهير الذي كان قد القاه الجنرال ديغول في ألمانيا باللغة الألمانية أمام الشباب الألماني اثر امضاء معاهدة "الإيليزي" من طرف كل من "ديغول" و"أدينوار". تم كذلك عرض فيلم قصير فرنسي بعنوان" قبلة للعالم" تلاه فيلما قصيرا ألمانيا نقل تجربة ألمانية في مجال تحفيز قدرات الدماغ بتوظيف مدينة ألعاب للغرض. أما الفقرة الرئيسية في السهرة فتمثلت في عرض فيلم"جيل وجيم"لفرانسوا تريفو" الذي يعود تاريخه إلى50 سنة وقد قدمت فيه الممثلة الفرنسية الكبيرة جان مورو دور البطولة. تدور أحداث الفيلم قبل الحرب العالمية الأولى حول ثلاثة شخصيات رئيسية هم على التوالي جيم الفرنسي وجيل الألماني وكاترين الفرنسية. الرجلان يقعان في غرام نفس المرأة. تتخلل الحرب بطبيعة الحال الأحداث. ورغم تاريخ الفيلم البعيد ذلك أن الكثيرين مما حضروا السهرة سبق لهم وأن شاهدوه فإن المنظمين شدّدوا على أن جمالية الفيلم تجعل المتفرج لا يسأم من مشاهدته وإعادة مشاهدته. وتجدر الإشارة إلى أن امكانية تقديم المشاريع المشاركة في المسابقة تبقى مفتوحة إلى غاية غرة مارس ومن المنتظر أن تعرض للجمهور خلال شهر جوان القادم.